سفير الفاتيكان: سرقنا وقتا من البابا فرنسيس ليكتب رسالة للبابا تواضروس بعد تغيير موعد اللقاء ورحب.. البابا تواضروس: لقاء المحبة بذرة ستصبح تقليدا للأجيال المقبلة شهد دير الآباء الجزويت «اليسوعيين»، اليوم، الثلاثاء، فعاليات يوم «المحبة الأخوية»، بحضور بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأنبا تواضروس الثاني، والأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، وسفير الفاتيكان بالقاهرة المونسنيور برونو موزارو، وعدد من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، في إحياء ذكرى زيارة البابا تواضروس للبابا فرنسيس في الفاتيكان في 10 مايو 2013، وجاء مبكرا عدة أيام نظرا لسفر البابا تواضروس. ويوم المحبة الأخوية، هو إحياء أيضا لزيارة البابا شنودة الثالث للبابا بولس السادس في الفاتيكان، في 10 مايو 1973، وهي أول زيارة ولقاء بين بابا الإسكندرية وبابا روما بعد قطيعة استمرت 16 قرنا، منذ مجمع خلقدونية 451م وانشقاق كنيسة الإسكندرية بقيادة البابا ديسقورس بعد خلاف مع لاون بابا روما. (اقرأ أيضا: لقاء زرع شجرة زيتون تخلل اليوم مشاركة البابا تواضروس والبطريرك الأنبا إبراهيم إسحق والأساقفة المشتركين في فعاليات اليوم بزراعة «شجرة زيتون» رمز السلام والمحبة في دير الآباء الجزويت «اليسوعيين» -وهي رهبنة تتبع الكنيسة الكاثوليكية نشأت على يد القديس إغناطيوس دي لايولا الإسباني، وهي رهبنة خدمية وتهتم بالتعليم- وتم تثبيت الشجرة باعتبارها رمزا للقاء «المحبة الأخوية». ترانيم وصلوات مشتركة شهد اللقاء قراءات من الكتاب المقدس، ومجموعة من التراتيل والألحان، من بينها ترنيمة «قام حقا»، التي تقولها كل الكنائس في عيد القيامة وفترة الخماسين المقدسة، وكلمات سابقة للبابا تواضروس والبابا فرنسيس والبطريرك إبراهيم إسحق عن الوحدة بين الكنائس، والعمل المشترك بينها. ردود فعل متباينة وفور أن عرض المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم، فيديوهات بث مباشر على الصفحة الرسمية للمركز الإعلامي للكنيسة، ظهرت ردود فعل متباينة بين من يباركون لعقد مثل هذا اللقاء، وآخرين غاضبين، وعبروا عن غضبهم هذا في التعليقات، رافضين فكرة التقارب أو الوحدة بين الكنائس. البابا فرنسيس يسمح بسرقة وقته لأجل البابا تواضروس تحدث سفير الفاتيكان، المونسنيور برونو موزارو، وقال: «جميل أن نحتفل بلقاء المحبة الأخوية، وأهنئ الجميع بفرح القيامة، وأنقل إليكم سلام البابا فرنسيس كان بالأمس في بلغاريا، واليوم في مقدونيا، وكان متفاجئا أن احتفال 10 مايو صار قبلها ب3 أيام». وأضاف موزارو، أن البابا فرنسيس قبل زيارة منطقة البلقان كان قد أعد رسالة للبابا تواضروس الثاني، لكن لم ينهها بشكلها الكامل والتوقيع الخاص به، وتابع: «لكن قدرنا نسرق من وقته ليحضر رسالة البابا تواضروٍس وقال اسرقوه عادي، فأنتم لا تصنعون خطيئة». وكان البابا فرنسيس قد كسر بروتوكولات دولة الفاتيكان خلال زيارة البابا تواضروس الثاني له في مايو 2013، حيث ترك مقر إقامته وذهب للإقامة في مقر الضيوف الذي يقيم فيه البابا تواضروس، ورغم التفجيرات الإرهابية يوم أحد السعف 9 أبريل 2017، فإنه أصر على زيارة مصر في الموعد المحدد يومي 29 و30 أبريل من ذات العام. وسرد الأب داني كلمة البابا فرنسيس التي جاء فيها: «ونحن نقترب من الذكرى السنوية للقائنا في روما في 10 مايو 2013، وصادف الاحتفال بالذكرى الأربعين للقاء البابا بولس السادس والبابا شنودة، سعيد بالروابط الروحية التي تجمع كرسي القديس بطرس بكرسي القديس مرقس، وتعززت هذه الروابط من خلال الحوار اللاهوتي منذ عام 20047 مع اللجنة الدولية المشتركة بين الكنيستين الكاثوليكية والكنائس الشرقية الأرثوذكسية، ونتج عنها وثيقتان مهمتان، تعبران عن التفاهم بيننا، أتذكر مجهود الأنبا بيشوي كرئيس مشارك لهذا الحوار منذ بدايته ويسرني الرئيس المشارك الجديد هو راعي وعالم الأنبا كيرلس أسقف لوس أنجلوس، أعدكم أني سأواصل الصلاة من أجلكم». البطريرك إبراهيم إسحق: أتمنى الانتقال للصعيد خلال اللقاء قرر بطريرك الكاثوليك الأنبا إبراهيم إسحق أن تكون كلمته عبارة عن مجموعة من الآيات من الكتاب المقدس تتحدث عن المحبة، وقال إن «اللقاء يتمم فرحنا ويعلن شهادتنا، شهادة المؤمنين بالسيد المسيح»، وأضاف: «نحن متنوعون ومختلفون والاختلاف دائما ليس مضرا بل هو تكامل ودعوة إلى التكامل في المحبة الأخوية، التي يجب أن تكون في التكامل، وكما تقول الوصية: ولتكن فيكم المحبة بلا رياء». وأوضح البطريرك إبراهيم إسحق أن لقاء المحبة الأخوية هذا العام تم تخصيص موضوع له وهو «البيئة»، وكان للبابا فرنسيس رسالة عن البيئة والمسؤولية المشتركة لكل البشر بالاهتمام بها، باعتبارها البيت المشترك لكل الخليقة، وتابع: «كان لنا 3 لقاءات هنا بالإسكندرية، وأتمنى أن ننتقل للقاهرة وللصعيد لكن على مستوى مصر كلها». البابا تواضروس: بذرة وستنمو قدم البابا تواضروس الشكر للجميع، وقال إن «هذا الدير أحمل له معزة خاصة، صليت كثيرا وشاركت في ندوات ومؤتمرات، وأشكر القائمين على اليوم وإعداده»، وتابع: «التاريخ يعلمنا أن الإنسان مواقف، ومن تدور مواقفه في دائرة المحبة، فليعلم أنه يسير في الطريق السليم». وأوضح البابا تواضروس أن الأيام الثلاثة الأهم هي الجمعة يوم الصليب والإيمان، والسبت يوم القبر والرجاء، والأحد يوم القيامة والمحبة، مضيفا أن القيامة رسالة محبة لكل الأرض، وأن «هذه القيامة يجب أن تنفذ لأعماقنا وقلوبنا وحياتنا، فالقيامة حياة وعندما تترجم إلى المحبة تنجح فيما قصدت». وأشار إلى أن المحبة ليست كلاما بل حياة، وأن «المحبة التي نحتفل بها ليست يوما في عداد أيام السنة بل نتمنى أن تمتد كل أيام السنة، والمحبة لها 3 مفاعيل رئيسة، فهي فرحة للقلوب، وراحة للنفوس، وتجعل العقل يفكر بسلامة». وأشار البابا تواضروس إلى لقاء البابا شنودة والبابا بولس السادس في الفاتيكان في 1973، باعتباره أول لقاء منذ قرون بين بابا الإسكندرية وبابا روما، واللقاء الثاني عام 2000 بزيارة البابا يوحنا بولس الثاني للبابا شنودة في مصر، ثم زيارته في مايو 2013، وزيارة البابا فرنسيس لمصر والتي كان مجهزا لها يوم 10 مايو أيضا لولا سفر البابا تواضروس فتم تقديم موعدها عام 2017. وعن زيارته للفاتيكان قال: «كان وقتا كبيرا وممتعا مع البابا فرنسيس في لقاءات عامة وشخصية، واقترحنا يوم 10 مايو ودائما بعد القيامة كيوم للمحبة الأخوية ولتبادل المحبة»، وتابع: «محبتنا وفرحتنا بوجودنا معا، نقرأ الإنجيل، نرنم ترانيم روحية، ندرس موضوع، وكل هذا يشبعنا بالمحبة». وقال البابا تواضروس إنهم يحتفلون اليوم 7 مايو نظرا لأنه سيسافر خارج مصر يوم 10 مايو، وأضاف أنه «فرحان بمشاركة الجميع، فرحان أن يكون بيننا حوار محبة أخوي حقيقي ونبنيه، ويكون تقليدا مهما نحافظ عليه، ففي هذا المكان الجميل نجد أشجارا كانت بذرة ثم صارت شجرة عظيمة، واليوم نزرع هذه البذرة لتنمو مع السنين والأجيال ويصير هذا الفكر أسلوب حياة».