العديد من التصريحات الهامة أدلى بها الفنان محمد صبحي، مساء أمس الجمعة، حول أعماله السينمائية والمسرحية والوضع الثقافي والفني المصري حاليًا، وكذلك افتقاده لزوجته. أدلى الفنان القدير محمد صبحي، مساء أمس الجمعة، بالعديد من التصريحات الهامة والجدلية، خلال ظهوره على الهواء ببرنامج "المساء مع قصواء"، مع الإعلامية قصواء الخلالي، عبر فضائية TeN، ومن أبرزها أنه يرفض تقديم جزء جديد من مسلسل "يوميات ونيس"، مضيفا: "هذا الزمن لا يحتاج ونيس، إحنا في وقت محتاجين شومة وننزل الشارع لأن فيه انفلات سلوكي وأخلاقي، حتى في المسلسل خليت ولاد ونيس يحاكموه وقالوله ليه ربيتنا كده وليه علمتنا نبقى شرفاء وطلعنا العالم لقينا المسائل دي مش موجودة". وأكد محمد صبحي: "ونيس ربى أولاده على القيم الفاضلة كالفضيلة والشرف والتي لم تعد موجودة في العالم، وأولادي في الحقيقة عندما تربوا على أشياء معينة وخرجوا ليجدوا الأمور مختلفة شعروا بالصدمة، ولكن هذه الأشياء لم تزلزلهم، وتتواجد حولها علامات استفهام"، موضحًا أنه يجب توعية الآباء والأمهات بشأن تربية الأبناء، وأكد محمد صبحي: "ونيس ربى أولاده على القيم الفاضلة كالفضيلة والشرف والتي لم تعد موجودة في العالم، وأولادي في الحقيقة عندما تربوا على أشياء معينة وخرجوا ليجدوا الأمور مختلفة شعروا بالصدمة، ولكن هذه الأشياء لم تزلزلهم، وتتواجد حولها علامات استفهام"، موضحًا أنه يجب توعية الآباء والأمهات بشأن تربية الأبناء، مشيرًا إلى أن بناء الإنسان في حاجة إلى ثقافة تراكمية. وقال إن مسلسل "ونيس" يعتبر انعكاسا لحياته بنسبة 80%، متابعا: "كنت بشخصيتي ومكنتش بمثل، وفي مشاهد متصورة بالضحك بشكل طبيعي"، موضحًا أن بعض النماذج الفنية تنسف القانون بإبراز السلوكيات السلبية وجعلها أمر واقع، وذلك من خلال إظهار مرتكبي هذه الجرائم بشكل إيجابي وجعل المتلقين يتعاطفون معهم، لافتًا إلى أن الفن يجب أن يكون مرتبطًا بالمجتمع. وشدّد صبحي على ضرورة حث المواطنين على رفض الجرائم وبقية المظاهر السلبية في المجتمع، وذلك من خلال الرسالة المقدمة من العمل الفني، محذّرًا من عرض سلوكيات فنية سلبية تنسف الأخلاق في المجتمع، مضيفًا: "لو جبت خرابة وطلعتها على الشاشة لازم رسالتي أكرهك فيها عشان تنزل تدور على الخرابة وتنضفها مش عشان تعمل زيها". وأضاف: "أرفض إظهار الصور السيئة في الفن، لما واحد يدبح واحد دي حالة استثنائية شافها 100 أو 200، لكن أنت لما بتعرضها على 200 مليون بيحصل إيه، وقد يكون وسيلة توصيل الرسالة خطأ، الفن اختيار، دائما يشغلني سؤالين، ماذا يُريد الجمهور أن يسمع مني، وماذا أريد أن أناقشه فيه؟". أشار محمد صبحي إلى أن المساواة بين المرأة والرجل معركة خاسرة، متابعًا: "المجتمع متكامل ولما هنخاطب فئة كأننا خاطبنا الفئات الأخرى، لأن المجتمع متكامل زي الطفل والرجل والمرأة والعجوز، مفيش حاجة اسمها المساواة بين الرجل والمرأة، لازم المرأة تطلب ما تستحقه، لأنها متكاملة مع الرجل، والمواطن سواء أكان مرأة أو رجلًا أو طفلًا سيكون له حقوق". وأكد صبحي أن بناء الإنسان يحتاج إلى عمل ثقافي ومجتمعي ممتد، مضيفًا: "يجب علينا الإيمان بضرورة التغيير من أنفسنا، والاهتمام بالقدوة والإنسان ميصحش يبقى عنده قدوة واحدة ياخد منها كوبي، إحنا محتاجين نحط النور وننور القدوات في كل المجالات". وأوضح محمد صبحي أن مصر تفتقد للحالة الفنية والثقافية، متابعًا: "أنا فرحت لما يحيى الفخراني ومحمد هنيدي وأشرف عبد الباقي اشتغلوا مسرح.. بس إحنا الأربعة مش كفاية"، لافتًا إلى أن وزارة الثقافة ليست هي "رقصة التنورة" التي تقدم في كل المحافل وليس ذلك الفن هو الثقافة الحقيقية بمصر، متابعًا: "لازم مسارح الدولة تنور وببلاش، بس بشرط إن اللي يخش المسرحية يخرج بأكبر من سعر التذكرة.. الدولة تخسر شوية علشان يحصل التنوير ويرجع تاني الجمهور يروح المسرح كل أسبوع". كما أكد صبحي أن الفن في الأساس انضباط أكثر من كونه أي شيء آخر، متابعًا: "والله العظيم ما عرفت أعمل فن غير بالانضباط، ماينفعش"، مشيرًا إلى أنه حال عرض عليه أحد المسؤولين في مصر تولي حقيبه وزارة الثقافة المصرية للمرة الخامسة، سيعلن رفضه توليها، حيث إنه يعد "صانع ثقافة" ولن يعمل وزيرًا للثقافة، بسبب طبيعة العمل في إدارة الثقافة. وتابع: "ليه وزيرة الثقافة مجتمعتش مع الفنانين ساعة وسمعت منهم، الوزيرة مش هتصنع الثقافة هي اللي هتدير الثقافة، والفنان المصري هو من يبني الثقافة ويصنعها، لا أعرف سببا لأن تغلق وزارة الثقافة مسارحها سوى أنها لا تملك خطة، والأمر ليس سرا، عليها أن تعلن خطتها إذا كانت تملكها وهناك رجل أسس ورسخ لحراك ثقافي في مصر منذ عقود هو اللواء ثروت عكاشة". واستكمل: "ثروت عكاشة واحد من ضباط ثورة يوليو، وهو الذي صنع الثقافة في مصر وكان عمري وقتها 8 سنوات وعشت تلك الحالة الثقافية، وهو لم يكن مجرد وزير بل كان رجلا مؤمنا بخطة تجعل الشعب يحب عبد الناصر ولكن يحب مصر أكثر، وألف 3 مجلدات عن الفن المصري القديم، ومجلدا عن الحضارة الإغريقية واليونانية وموسوعة عن الحضارة العراقية، ونحن نحتاج رجلا كفئا ومثقفا مثله لأن عبقريته كانت في ثقافته ودرجة وعيه بكيفية تغيير سلوك شعب من خلال الثقافة". صبحي شدّد على أنه لم يندم على مجمل أعماله التي قدّمها خلال مسيرته الفنية الطويلة، لكن قد يكون هناك عمل فني أقل مهنيًا أو فنيًا عما سبقه من أعمال، كاشفًا أن آخر فيلمين له في السينما شعر أنهما "أفلام مقاولات"، موضحًا: "بيقبضوني فلوس كتيرة، وبيعملوا الفيلم في أسبوعين.. وعشان كده فضلت أبيع السينما"، مؤكدًا أنه "لا يشترط أن يكون الممثل عبقريا في السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة.. في ناس بتدعي أنها عبقرية في كل حاجة". وسرد صبحي، موقفًا تعرض له أثناء طلبه من وزارة الثقافة بتأجير أحد مسارحها لعرض إحدى مسرحياته ولكن كان رد الوزارة قاسيا عليه، قائلًا: "الوزارة ردت على طلبي وقالولي تأجير المسرح ب 60 ألف جنيه في الليلة عشان خاطرك يا أستاذ محمد، يعني أدفع 60 ألف جنيه عشان وزارة الثقافة تعلن وتقول نتشرف بالفنان محمد صبحي، ولكني رفضت وأسست مسرحي في مدينة سنبل في الصحراء وقلت محدش يكبلني والجمهور هو الذي نصرني". واعترف صبحي أنه قد أخطأ عندما هاجم فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، قائلًا: "أنا هاجمته في الجرائد علنًا وزعلت وجيت بعد فترة وكلمته وقولتله أنا بعتذر لك مصر فعلًا فيها أزمة مبدعين"، موضحًا أن حسني قد نجح في تطوير قطاعي الثقافة والآثار وهو حق يجب أن ينسب إليه، ومن جانبه توجه فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، بالشكر لمحمد صبحي، بعدتقديمه الاعتذار، وقال حسني عبر حسابه ب"فيسبوك": "أشكر الفنان الكبير محمد صبحي فأنت تمتلك أخلاق الفرسان". كما تحدث محمد صبحي، عن زوجته الراحلة، قائلًا: "في البداية كنت مفتقدها لحد ما أيقنت أنها معايا في كل خطوة وقرار وأنا بفكر"، موضحًا أنه ارتبط بزوجته الراحلة 45 عامًا، بعدما قرر بناء أسرة لا تهدم، لافتًا إلى أنها سيطرت على 90% من حياته، متابعًا: "في ناس بتطلق بعد شهرين، وهما مافكروش في الأساس إنهم يبنوا أسرة".