عبد الستار حتيتة: المجالس العسكرية في المدن منقسمة بين من يريدون حقن الدماء ومتطرفين يريدون الوضع كما هو.. حكومة الوفاق والأوروبيون يتركون إرهابيا مطلوبا يؤمن ميناء الغاز على مدى اليومين الماضيين تسارعت الأحداث في ليبيا، بعد إعلان «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر التحرك نحو العاصمة طرابلس في شمال شرق ليبيا لتحريرها من الميليشيات الإرهابية، بينما استدعى فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي في حكومة الوفاق الوطني، الجماعات المسلحة المرتبطة بالمجلس وطلب منها التصدي للجيش الليبي، في الوقت الذي كان فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش موجودا في ليبيا والتقى السراج وحفتر وغادر وهو غير متفائل بشأن مستقبل الأوضاع في ليبيا. وتمكن الجيش الليبي من السيطرة على بعض المواقع بالقرب من العاصمة منها مطار طرابلس، إلا أنه بعد عدة ساعات أعلن وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا في تصريح لتليفزيون «ليبيا الأحرار» أن القوات الموالية لحكومة الوفاق طردت قوات الجيش الوطني الليبي من المطار. «التحرير»، وتمكن الجيش الليبي من السيطرة على بعض المواقع بالقرب من العاصمة منها مطار طرابلس، إلا أنه بعد عدة ساعات أعلن وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا في تصريح لتليفزيون «ليبيا الأحرار» أن القوات الموالية لحكومة الوفاق طردت قوات الجيش الوطني الليبي من المطار. «التحرير»، تحدثت مع الكاتب الصحفي عبد الستار حتيتة المتخصص في الشأن الليبي لمعرفة المزيد عن الوضع هناك، وأوضح أنه بخصوص المعارك الدائرة أن «الوضع تقدر تقول خطير، لأن رئيس المجلس الرئاسي ليست لديه أي مرجعية للتعامل مع الوضع في ليبيا»، لافتا إلى أن فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني حظى بدعم ومرجعية المجتمع الدولي، والأممالمتحدة و«يبدو أنهم ابتعدوا عنه كثيرا في الفترة الأخيرة». رعونة السراج «بدأ العمل بطريقة هوجاء ورعونة، أشار بالضوء الأخضر لمن يستطيع حمل السلاح من الميليشيات، أمام الجيش الليبي، وفيهم شخصيات مدرجة على قوائم الإرهاب داخل ليبيا، وفي بعض الدول العربية»، هكذا أشار لطريقة السراج في التعامل مع الموقف، موضحا أن «لا يوجد مرجعية لقواعد عسكرية، بل يوجد قصف عشوائي لأماكن مختلفة من الجماعات التابعة لحكومة الوفاق». وأشار إلى أن «كل هذا يحدث بينما يلتزم المجتمع الدولي الصمت تجاه الرجل الذي دفعوا به ليتولى صدارة المشهد في ليبيا»، وأوضح أن السراج يبدو أصبح بعيدا عن اتفاق الصخيرات. الدول الكبرى تنهك الأطراف في ليبيا وعن قرارات مجلس الأمن أمس التي دعا خلالها لوقف تحرك الجيش الليبي، قال حتيتة إنها «قرارات لدول استعمارية لديها مصالح في شمال ووسط إفريقيا والبحر المتوسط، وتريد إنهاك الأطراف في ليبيا، وتغض البصر عن شحنات الأسلحة التي دخلت لحكومة فايز السراج وتم توزيعها على الجبهات والميليشيات المختلفة لمواجهة الجيش الوطني الليبي». بعد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، وتصريحاته بعدم التفاؤل تجاه مستقبل ليبيا، قال إن «الأممالمتحدة تتحرك وفقا لرغبة الدول الكبرى تريد تنفيذ مقترحات مجلس الأمن وهي أمور تتعارض مع رغبة معظم الليبيين وكثير من البنود وتتجاهل مجلس النواب الليبي وترفض التعاطي معه، ربما بدأت تغير موقفها منه في الشهور الأخيرة». وأوضح أن شخصية حفتر تختلف عن السراج، لافتا إلى أن الأول يضع مصلحة ليبيا قبل أي أطراف إقليمية، موضحا أنه سأل مصادر أمريكية عن غضب جوتيريش، قالوا إن «حفتر عنيد ولا يستمع لأحد»، وأضاف أن هذه الطباع وهذه الشخصية، توضح أنه حريص على تنفيذ الأجندة الخاصة بليبيا قبل أي أجندة دولية وإقليمية. انقسام المجالس العسكرية في المدن حتيتة أشار إلى «المشكلة المخيفة هي ظهور المجالس العسكرية التي تدعم عسكريين انشقوا عن القذافي ومعهم مدنيون متطوعون، فكثير منهم ليسوا عسكريين ويأتمرون بأوامر المتطرفين سواء الإخوان أو الجماعة الليبية المقاتلة». وأوضح أنه «بمرور الوقت تفتتت هذه المجالس، وكان أكبرهم المجلس العسكري في مصراتة»، لافتا إلى أن القوة الضاربة هناك منقسمة إلى قسم يدعون لحقن الدماء والحوار، وقسم يأخذ تعليمات من «قطر وتركيا وقيادات موالية للإرهاب»، وأشار إلى أن المجلس الرئاسي يتعامل مع الجناح المتطرف في مصراتة، والأمر نفسه متكرر في مجالس عسكرية أخرى في مدن أخرى الزاوية وصبراتة وزليتن. وأضاف أن «التآكل في المجالس العسكرية وانقسامها بين عسكريين ومتطرفين يريدون الوضع كما هو عليه، يمثل خطورة»، مشيرا إلى أن المسؤول عن تأمين ميناء مليتة بالزاوية لتصدير الغاز في غرب طرابلس من القيادات الإرهابية المطلوبة، برضاء الأوربيين والمجلس الرئاسي، فالغرب والدول الكبرى يريدون مزيدا من الاقتتال وإضعاف ليبيا أكثر.