مئات الأغاني تعاد صياغتها يوميا إما لفقر المحتوى لدى صناع الموسيقى وإما لضعف الإنتاج، لكن هناك ظاهرة جديدة في عالم الغناء، هي دمج الأغاني الشعبية مع فرق الأندرجراوند حالة لم نعهدها اجتاحت عالم الغناء، وهي الدويتو بين فرق الأندرجراوند ومطربي الأغنية الشعبية، شيء يشبه عملية التهجين الموسيقي، الذي يظهر دون أسباب واضحة سوى استغلال أحد الأطراف جماهيرية الآخر، فربما رأى مغنو "الأندرجراوند" أنه لا سبيل لوجودهم بين فئة معينة من الجماهير إلا بالتعاون مع مغنٍّ شعبي ذائع صيته، ما قد يكفل لهم مزيدا من الشهرة. وقد أثبتت التجربة نجاحها، ولعل آخرها أغنية "آخر شقاوة" التي قدمها الفنان أحمد مكي مع المطرب الشعبي محمود الليثي، وحققت 5 ملايين مشاهدة على «يوتيوب» في أقل من أربعة أيام على صدورها، والقائمة تطول. مكي والليثي في أغنية "آخر شقاوة"، اعتمد الفنان أحمد مكي على المزج بين الإيقاع السريع الذي يعتمد عليه الراب، والمقامات العالية التي يتميز بها الغناء الشعبي. وهذا المزيج حقق رواجًا واسعًا، نال إعجاب الجمهور وتقديره، إذ شارك الفنان محمود الليثي في الأغنية بكوبليه موال، أشبه بأجواء الأفراح في الحارات. مكي والليثي في أغنية "آخر شقاوة"، اعتمد الفنان أحمد مكي على المزج بين الإيقاع السريع الذي يعتمد عليه الراب، والمقامات العالية التي يتميز بها الغناء الشعبي. وهذا المزيج حقق رواجًا واسعًا، نال إعجاب الجمهور وتقديره، إذ شارك الفنان محمود الليثي في الأغنية بكوبليه موال، أشبه بأجواء الأفراح في الحارات. البعض رأى أنه أضاف إلى الأغنية طابعا خاصا، وآخرون رأوا العكس، وأنه كان يمكن الاكتفاء بالراب فقط، لكن الأكيد أن الأغنية أصبحت متداولة بين سائقي ال"تكاتك" والميكروباصات، ومن ثم حققت غرضها في الانتشار الواسع بين شرائح مختلفة من الجمهور. الأغنية كتب كلماتها أحمد مكي، ولحنها ووزعها شادى السعيد، وتصدرت قائمة الأكثر مشاهدة على "يوتيوب" بعد 3 أيام من طرحها، متخطية حاجز ال3 ملايين مشاهدة، وهى ضمن ألبوم "مكى"، الذى يحمل نفس الاسم، ومن المقرر أن يطرح باقى الأغانى على طريقة ال"سينجل". حلمنا واحد أما نجم الراب "زاب ثروت" فهو يعد من أكثر مطربي الراب تعاونًا مع نجوم الغناء الشعبي، وكانت البداية منذ مشاركته في "ديو غنائي" دعايةً لإحدى شركات المشروبات الغازية بعنوان "حلمنا واحد"، والذي جمعه بالمطرب الشعبي أحمد شيبة، وأيضًا الفنان محمود العسيلى، وتخطت مشاهدات الأغنية ال5 ملايين، بعد سنة من عرضها. زاب ثروت وأحمد شيبة "ثروت" تعاون مرة أخرى مع "شيبة" في أغنية "فارس" التي طُرحت أبريل الماضي، وحملت رسالة للشباب تحذرهم من مخاطر الهجرة غير الشرعية، وتخطى الفيديو كليب 3 ملايين مشاهدة بعد 3 أشهر من عرضه. ومن قبلها قدم مغني الراب مع المطرب الشعبي طارق الشيخ، أغنية "غدر الصحاب"، واعتبرت أنجح تجاربه في الديوهات الشعبية، إذ كسرت حاجز ال30 مليون مشاهدة، واحتلت مراتب متقدمة في قائمة الأعلى مشاهدة على "يوتيوب" بعد فترة من طرحها. العسيلي والليثي في أغنية "خاينة"، استطاع الليثي والعسيلي خلق حالة مختلفة تماما للجمهور، ما ساعد في تحقيق الأغنية نجاحا بالغًا وتفاعلا كبيرا. كاريوكي وطارق الشيخ رغم اختلاف المدرستين تماما بعضهما عن بعض، فإن أغلب تلك الديوهات حققت نجاحا كبيرا، فالجمهور أعجب بعملية التهجين تلك، خصوصا في أغنية "الكيف" التي جمعت طارق الشيخ بفريق كايروكي، وهو أحد أهم فرق الأندرجراوند، وما زالت الأغنية حاضرة على الساحة، ويمكن أن تسمعها في أي مكان، إذ تخطت مشاهداتها عبر موقع الفيديوهات "يوتيوب" حاجز ال57 مليون مشاهدة. وكان ل"كايروكي" تجربة سابقة مع المطرب عبد الباسط حمودة، في أغنية "غريب في بلاد غريبة"، التي تدفع أيا من جمهورها للرقص تلقائيا. دنيا وعبد الباسط أيضًا "ميكس" مميز استمعنا إليه في أغنية "باب الحياة" التي جمعت بين المطربين عبد الباسط حمودة ودنيا سمير غانم، وجدنا فيه صوتا شعبيا قويا، وصوتا ناعما وهادئا، ليحقق هذا الاختلاف نجاحا كبيرا، ويلقى ردود أفعال إيجابية من الجمهور. MTM وأبو الليف كما تعاون فريق "mtm" مع المطرب الشعبي أبو الليف في تقديم إحدى الأغاني الدعائية لفيلم "خلاويص" للفنان أحمد عيد، وانتشرت الأغنية سريعًا، ووصل نجاحها إلى درجة أن المنتجين أصبحوا يتجهون لنفس التوليفة في أغاني تترات الأفلام، كنوع من الدعاية. الميكس ليس سيئًا الموزع نادر جورج، عضو المهن الموسيقية، قال إن الميكس بين الأغنية الشعبية والراب ليس جديدًا، بل ظهر منذ مدرسة حميد الشاعري، مؤكدًا أنها ظاهرة ليست سيئة، بل مفيدة جدا للمطربين، وأوضح أن الفكرة تمنح انتشارا أوسع للأغنية ولأصحابها أيضًا. أما عن "الميكسات" التي تعتمد على موسيقى "المهرجانات" و"الفرقعة" فهي تنتهي سريعًا، كما يشرح لنا "جورج"، الذي يفرق بين النوع السابق والدويتو الذي يتم بين مطرب شعبي جيد مثل أحمد سعد، وأحد نجوم الراب مثل أحمد مكي، واصفًا هذا التعاون ب"التطور الموسيقى"، ولفت إلى أن كلا المطربين يستفيد جدا من هذا "الميكس"، خاصة إذا كانا متمكنين مما يقدمانه. "الخاسر الوحيد من هذا العبث هو الجمهور"، يقول "بكر" متابعًا أن لجوء المغنين إلى هذا الميكس يدل على "فشلهم" وإفلاسهم الفني، ويعقب: "جربوا الأغنية السينجل وفشلوا، والآن يجربون الدويتو بأغانٍ هابطة، والفترة المقبلة سيخرج لنا المغني ومعه قرد"، بحسب قوله.