عميد المعهد: 150 شخصا اعتدوا على الغرفة والخسائر المبدئية 15 مليون جنيه.. وسليم: قلنالهم إحنا عمال علشان منتضربش.. وغرفة القسطرة الأولى في مصر وتحتاج ل30 مليونا. كانت عقارب الساعة تًشير إلى ال4 صباحا، عندما عم الذعر أرجاء "معهد القلب" الذى ما زال لم يستفق حتى الآن من صدمته الأولى، التى تلقاها بقرار إقالة عميد المعهد السابق جمال شعبان، حتى تلقى صدمة جديدة، تمثلت في قيام عشرات الأشخاص باقتحام المعهد وتكسير غرفة القسطرة بالكامل والاعتداء على الأطباء والممرضين داخل غرفة العمليات، إثر وفاة إحدى الحالات المصابة بتجلط حاد في الدم بعد توقف تام للقلب، ظنا منهم أن الوفاة كانت بسبب إهمال طبي من المعهد، وعدم اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة للحفاظ على حياته. البداية بداية القصة تعود إلى قدوم المريض "أحمد السيد" مصابًا بجلطة حادة في الشريان التاجي إلى معهد القلب قادمًا من مستشفى النيل، في حالة متأخرة، وهو الأمر الذى دفع الأطباء وطاقم التمريض بالمعهد بقيادة الطبيب المسئول عن غرفة القسطرة بالمعهد أشرف أحمد في هذا التوقيت، باتخاذ اللازم وإدخال الحالة إلى غرفة البداية بداية القصة تعود إلى قدوم المريض "أحمد السيد" مصابًا بجلطة حادة في الشريان التاجي إلى معهد القلب قادمًا من مستشفى النيل، في حالة متأخرة، وهو الأمر الذى دفع الأطباء وطاقم التمريض بالمعهد بقيادة الطبيب المسئول عن غرفة القسطرة بالمعهد أشرف أحمد في هذا التوقيت، باتخاذ اللازم وإدخال الحالة إلى غرفة العمليات، مع توقيع الأسرة على إقرار بالمسئولية الكاملة". "التحرير" بدورها تجولت داخل معهد القلب للوقوف على تفاصيل الحادث، وأسباب قيام أسرة المريض بتكسير الغرفة؟ وما حجم الخسائر التى تعرض لها المعهد؟ وما شهادة العاملين بالمعهد عن الحادث؟ بينما كانت عدسة "التحرير"، تجولنا داخل المعهد لرصد الموقف عن قرب كانت تسطير حالة من الحزن على جميع العاملين والمترددين على المعهد، وكانت جميع الطرق تأخذنا إلى الرجل الأول، والذى تشير إليه جميع الوجوه داخل المعهد إنه الدكتور محمد أسامة، عميد معهد القلب القومي، والذى بمجرد دخولنا إلى مكتبه بدأ بحالة من الأسى والحزن يسرد لنا تفاصيل الواقعة. 150 شخصا أسامة قال لنا إن "العاملين بالمعهد فوجئوا في تمام الساعة الرابعة من فجر اليوم بقيام مجموعة من أقارب المريض "أحمد السيد" الذى كان يجري عملية جراحية داخل المعهد، يقدر عددهم من دون مبالغة ب150 شخصًا، عقب وفاة قريبهم داخل الغرفة بتكسير غرفة القسطرة والاعتداء على جميع العاملين بالمعهد، مما أسفر عن تكسير جهاز قسطرة القلب وجميع الأجهزة". 15 مليون خسائر مبدئية وأضاف أسامة، في تصريحات خاصة ل"التحرير"، "أن المريض وصل إلى المستشفى بحالة عالية الخطورة، قادمًا من مستشفى النيل، وقبل دخول الحالة إلى غرفة العمليات وقع أهل المريض على إقرار بمسؤوليتهم الكاملة عن إجراء قسطرة القلب، ونظرًا لتأخر الحالة بصورة كبيرة جدا، فإن جميع الأطباء بذلوا كل ما في وسعهم من أجل إنقاذ المريض، لكنهم لم يستطعوا ذلك، وتوقف قلب المريض أثناء العملية، مما دفع الأهالي لتكسير غرفة القسطرة". الإهمال الطبي لم يكن موجودًا وشدد أسامة على أن، "الوفاة لم تكن نتيجة الإهمال الطبي كما يزعم أهالى المريض، إنما جاء نتيجة تأخر حالة المريض"، مضيفا: "كان بإمكانهم أن يرفعوا قضية على المعهد إذا كانوا متيقنين من وجود إهمال أخويا مات وعندي شكوى من المستشفى إيه ذنب غرفة القسطرة، ماخدش حقي بدراعي علشان إحنا في دولة قانون، ومن اللى هيتحمل تكلفة الأجهزة اللى اتدمرت دي". وأشار عميد معهد القلب إلى أن، "غرفة القسطرة التى تم تكسيرها بالكامل من قبل هؤلاء بها عدد من الأجهزة المعدودة على الأصابع في مصر مثل جهاز القسطرة وجهاز الصدمات الكهربائية، وأجهزة الحقن الصناعي، مشيرًا إلى أن التكلفة المبدئية للخسائر تزيد على 15 مليون جنيه". تحتاج إلى شهور وتابع: "قمنا بتحرير محضر مبدئي عن الواقعة والخسائر عقب الحادثة وقبل تحفظ النيابة على الغرفة التى تم الاعتداء عليها، على أن يتم تحرير محضر نهائي بعد انتهاء النيابة من أعمالها بالغرفة، مشيرا إلى أن المعهد سوف يبدأ في مخاطبة الشركات، التى تعمل في مجال الأجهزة الكهربية، من أجل إعادة غرفة القسطرة مرة أخرى، وهو ما يتطلب شهورا". حادث متكرر وأردف: "ما حدث اليوم في معهد القلب أمر يتكرر بشكل أسبوعي داخل غرف العمليات وفي الاستقبال والطوارئ، ودائما ما يتم ترويع الأطباء وطاقم التمريض، من قبل المرافقين للمرضى دون وجود محاسبة أو عقوبات مغلظة لهؤلاء"، مرددا "لا للإرهاب لا لترهيب الأطباء". وطالب أسامة "بضرورة تحصين المعهد وتأمينه من قبل رجال الشرطة، لأنه أكبر مستشفى يجري عمليات بالقلب، لأن النسبة الأكبر من حالة الوفاة في مصر تكون نتيجة القلب، وما حدث سوف يتسبب في تأخير عشرات العمليات، التى يجريها المعهد بصفة مستمرة". تجلد في الشريان التاجي فور توقف الدكتور محمد أسامة عن الحديث أخذ بطرف الحديث، عمرو سليم، مسئول غرفة القسطرة، بمعهد القلب، الذي كان شاهدا على الحادث، ليقول: "الأمور كانت تسير بصورة طبيعية داخل المعهد إلى أن دخل، أحمد السيد "غرفة العمليات، حيث كان يعاني من تجلط حاد في الشريان التاجي بالدم، الذى كان محولا إلى المعهد من مستشفى النيل نظرا لخطورة حالته وتأخرها بشكل كبير". حالة التخفي وأضاف سليم، في تصريحات إلى "التحرير"، "أسرة المريض كانوا يعلمون جيدًا بخطورة العملية، وتأخر حالة المريض، وعلى الرغم من هذا فإنه عقب علمهم بتوقف قلب المريض داخل غرفة العمليات، قام عدد كبير منهم باقتحام غرفة العمليات أثناء العملية والاعتداء على الأطباء وطاقم التمريض، وتكسير جميع الأجهزة التى كانت متواجدة داخل الغرفة". وأوضح سليم أن، "عدد الأشخاص الذين اقتحموا الغرفة كثير جدا حتى إننا لم نرَ شيئا من كثرتهم، ولجأ جميع الأطباء والممرضين إلى التخفي والتنصل من وظائفهم، كنا بنقلهم إننا عمال علشان ميضربوناش"، متابعًا: "لم يكتفوا بالاعتداء على العاملين بقسم السيطرة، لكنهم تعدوا على جميع الأطباء داخل المعهد" كل ما يشفوا دكتور فى وشهم يعتدوا عليه. التحفظ على أخ المتوفى وتابع: "بعدما تم قتحام الغرفة قمنا بإبلاغ الدكتور محمد أسامة عميد المعهد بما حدث والذى حضر إلى المعهد في غضون دقائق معدودة، نظرا لقرب مسكنه من المعهد، وبدوره قام بإبلاغ الشرطة التى حضرت على الفور"، لكن للأسف كانوا فص ملح وداب "غير أن العاملين بالمعهد تمكنوا من الإمساك بأخ المريض، ويدعى "عادل" وتم وتسليمه للنيابة". الأول في الشرق الأوسط وبنبرة يعلوها الحزن الشديد قال سليم إن "الغرفة التى تم تكسيرها تعد من أفضل غرف القسطرة في الشرق الأوسط، نظرا لما تحتويه من أجهزة باهظة الثمن، حيث إن جهازًا واحدًا بها يقدر ب15 مليون جنيه، مشيرًا إلى أن هذه الغرفة قامت بصيانتها الهيئة القوات المسلحة منذ أشهر قليلة، وبها أجهزة تكاد تكون الوحيدة في الشرق الأوسط". 30 عملية يوميا وشدد على أن، "غرفة القسطرة بمعهد القلب تجرى ما لا يقل عن 30 عملية قسطرة في اليوم الواحد، تحتاج إلى وقت كبير من أجل صيانتها وعودتها إلى طبيعتها مرة أخري، بالإضافة إلى أموال طائلة حتى تعود إلى طبيعتها، مشيرًا إلى أن، تكسيرة غرفة العمليات سوف تؤثر تؤدي إلى تأخر مئات الحالات التى تحتاج إلى التدخل العاجل، مشددا على أن هذه الحالات سوف توزع على المستشفيات الأخرى على مستوى الجمهورية". مسلسل من الانتهاكات وناشد سليم،" وزيرة الصحة، قائلاً: "سيادة الوزيرة أبناؤك الأطباء والمريضون والعاملون يتعرضون للضرب والإهانة والترويع بصفة مستمرة داخل جميع المستشفيات، بدون أى تحرك من الوزارة أو حماية لهم تمكنهم أداء عملهم وهم مطمئنين". وكان العميد عمرو طلعت، رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، قد تلقي بلاغًا من الخدمات الأمنية بمعهد القلب باعتداء أسرة مريض توفى، على الأطباء وتحطيم أجهزة غرفة القسطرة. فور تلقيه البلاغ، انتقلت قوة بقيادة مأمور قسم العجوزة ورئيس المباحث إلى المعهد، وتمت السيطرة على الموقف، والتحفظ على أسرة المتوفى، والاستماع لأقوال الأطباء وحصر الخسائر التي تقدر بملايين الجنيهات.