«السداد الرقمي» الحل الوحيد للإلكتروني.. ومن الممكن تطبيقها في مصر من خلال خدمة فوري.. هناك جيل ما زال متمسكًا بالورقي.. وليس من مصلحتنا خسارته. يعتقد الناشر هشام قاسم، العضو المنتدب الأسبق ل«المصري اليوم»، وأحد مؤسسيها، أن الصحافة الورقية لن يكون لها وجود مستقبلًا، ذلك التصريح ليس مجرد رأي، فهو يعد من القلائل الذين لديهم تصور متكامل عن مستقبل الصحافة، فمع كل كلمة تخرج منه يؤكد أن حديثه يعتمد على دراسة مستفيضة. لم تكن المصري اليوم التجربة الوحيدة لقاسم، حيث قدم «كايرو تايمز» مطبوعة أسبوعية، وفي نوفمبر 2006 اختاره الاتحاد العالمي للصحف مستشارا لمشروع تطوير الصحافة العربية، وضمت قائمة عضوية الاتحاد 18 ألف صحيفة علي مستوى العالم. يشير هشام قاسم، في حديثه مع «التحرير»، إلى أنه بالتزامن مع ظهور المواقع الإلكترونية كان هناك اعتقاد بأنها قادرة على جذب المواد الإعلانية ومنافسة الصحف الورقية في ذلك الأمر، وبالتالي يحدث تحول تدريجي وتتوقف الطبعة الورقية. لكن ما حدث بحسب قاسم أن هناك وسائط أخرى استحوذت على سوق الإعلانات يشير هشام قاسم، في حديثه مع «التحرير»، إلى أنه بالتزامن مع ظهور المواقع الإلكترونية كان هناك اعتقاد بأنها قادرة على جذب المواد الإعلانية ومنافسة الصحف الورقية في ذلك الأمر، وبالتالي يحدث تحول تدريجي وتتوقف الطبعة الورقية. لكن ما حدث بحسب قاسم أن هناك وسائط أخرى استحوذت على سوق الإعلانات الخاصة بالصفحات الإلكترونية، كان أهمها فيسبوك وجوجل، إذ حصلا على أكبر نسبة من الإعلانات، وكانت المنافسة معها في غاية الصعوبة، لأن لديهما قدرة فائقة في الاستحواذ على سوق الإعلانات. يقول العضو المنتدب الأسبق لجريدة المصري اليوم، إن هناك بعض المحاولات لعدد من الصحف العالمية اتجهت نحو الاشتراكات، والرائد في هذه التجرية «نيويورك تايمز»، حيث بدأت تتوسع في تحصيل الاشتراكات من قرائها. هل ترى أن الصحافة الإلكترونية لن تستمر بدون تحصيل اشتراكات من قرائها؟ المنطق القائم أن المحتوى الجيد له تكلفة مثل أي منتج جيد، وأنه يجب أن يقابل ذلك تحصيل اشتراكات، وإلا ستنتهي فكرة الصحافة، وهناك تجارب لصحف عالمية استغلت فكرة أن السداد الرقمي أصبح متوفرا بأشكال مختلفة، وتمكنوا من إقناع القراء بأن الاشتراك ليس للورق لكن للمحتوى، وأن هذا المحتوى الجيد ما زال متوفرا، لكن إذا كنت تريده بالتطور الجديد بالشكل الرقمي، فإنه لا بد من تسديد اشتراك مقابل الخدمة. لم يعد هناك حل آخر لا بد أن تتجه الصحافة الإلكترونية نحو الاشتراكات، أنا أتحدث بالورقة والقلم، وليس مجرد رأي. لكن هل تعتقد أن هذه التجربة يمكن أن تحقق نجاحًا في مصر؟ أرى أنه من الممكن أن يتقبل المجتمع المصري فكرة السداد الرقمي، لكن لا بد من تقديم محتوى يفرض نفسه، وأن لا يكون هناك مفر من الاشتراك فيه، لا سيما أن هناك مواقع لا تتطلب مقابلا ماديا، وبالتالي لا بد أن تقدم شيئا مختلفا، لا يمكن أن نجده في موقع مجاني، وإذا راجعنا الأرقام وطرق السداد الرقمي القائمة من 5 سنوات وقارناها بما يحدث الآن سنجد أن إمكانية تنفيذها أعلى بكثير، وأن هناك قدرا على السداد الرقمي، حتى إذا اضطر للوقوف مرة في الشهر عند فوري، لكن لا بد أن يكون هناك محتوى وفريق قادر على تحديد الجمهور وتسويق الفكرة. كيف تنظر إلى التجارب العالمية في تنفيذ هذه الفكرة؟ من استطاع تقديم محتوى متميز في مجال صحافة التابلويت مثل ذا صن أو الدايلي ميرور هم من استطاعوا الاستمرار، ربما حدث تعثر لهما نتيجة التحول إلى الصحافة الإلكترونية، وقد يكون قد واجهتهم مشكلات نتيجة طبيعة القارئ وارتباطه بالسداد الرقمي، ونتج عنها بعض الخسائر، لكن ما زال هناك استمرار، وعلى الجانب الآخر نجد قراء وول ستريت يمتلكون مجموعة بطاقات ائتمانية، والجريدة توفر لهم الطرق المختلفة للسداد من خلال خدمات تشبه فوري، بحيث إن من لا يمتلك بطاقة ائتمانية يستطيع سداد اشتراك الشهر.
هل انتهت الصحافة الورقية ولم يعد هناك فرصة للعودة من وجهة نظرك؟ إنني أكتب موازنات الصحف، وبناء على تجاربي أستطيع القول إننا إذا أسسنا صحيفة جديدة مختلفة عن التجارب الموجودة، سيكون هناك طبعة ورقية، لكن الأرقام والاستثمارات ستتجه لها بنسبة أقل بكثير جدًا عن النسب، التي كنا نضعها في ال10 سنوات السابقة، ومن الوارد أن يتغير رأيي بعد 3 سنوات، وأجد أنه يجب الاعتماد على الرقمي فقط، لكن في هذه اللحظة أرى أن هناك جيلا معينا ما زال يستخدم الورقي، وليس من مصلحتنا خسارة هذا الجيل، ولا زال لها جدوى تجارية، لكن في نهاية الأمر نحن نتحصل على الإيرادات من إعلانات الصحف، وما زال هناك نسبة نحصل عليها من الورقي، لكن السؤال: كيف نضبط الجريدة وتنتشر في السوق وطريقة التسويق التي نستخدمها للوصول إلى المعلنين؟ وعلى كل حال يمكن القول إن الصحافة الورقية سيأتي يوم ما وتنتهي.