رئيس تحرير الأهرام الأسبق: لا بد أن تدعم الدولة الصحافة.. والإصدارات الصحفية في مصر ليست كبيرة.. على الدولة دعم الإعلام الحكومي والخاص.. والإعلام يُدار من كفاءات ضعيفة 6 أعوام كاملة قضاها أسامة سرايا رئيسًا لتحرير «الأهرام»، أعرق مؤسسة مصرية، جميعها فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، هو من القلائل الذين لديهم قناعة بأن الصحافة الورقية ستعود قوية لسابق عهدها. سرايا يرى أن الصحافة الورقية لا يمكن الاستغناء عنها، لكن عليها أن تعيد النظر في جدولة موضوعاتها، والتركيز فى القضايا التي يبحث عنها الجمهور، حتى تعود ثقة القراء إليها مجددًا. «التحرير» أجرت حوارًا مع رئيس تحرير الأهرام الأسبق لمعرفة آرائه في العديد من الملفات الشائكة التي تواجه المهنة، فإلى نص الحوار: يرى سرايا أن مخطط دمج الصحف القومية نهايته الفشل، فهو مقتنع بأن التنافس من أهم عناصر الصحافة، وفي ذلك يقول: «إننا نمتلك مؤسسات صحفية لا يمكن دمجها، ولا بد من الحفاظ على تاريخها، فمثلًا دار الهلال مهتمة بالتراث، ودار المعارف تركز على الكتب والأدب والنشر، أما الأهرام والأخبار والجمهورية فيعدون تاريخ يرى سرايا أن مخطط دمج الصحف القومية نهايته الفشل، فهو مقتنع بأن التنافس من أهم عناصر الصحافة، وفي ذلك يقول: «إننا نمتلك مؤسسات صحفية لا يمكن دمجها، ولا بد من الحفاظ على تاريخها، فمثلًا دار الهلال مهتمة بالتراث، ودار المعارف تركز على الكتب والأدب والنشر، أما الأهرام والأخبار والجمهورية فيعدون تاريخ المهنة، فلكل واحدة مزايا نسبية، والدمج يعطل هذه المزايا». يتابع رئيس تحرير الأهرام حديثه قائلًا: «لا بد أن تدعم الدولة الصحافة، فالإصدارات الصحفية في مصر ليست كبيرة، ولا تتناسب طرديا مع عدد سكان البلد». وحول نظرته إلى الوضع الراهن في السوق الإعلامي قال إن حالة التدهور التي يشهدها الإعلام الآن لم تحدث من قبل، كما أن الأحداث التي مرت بها البلاد في السنوات العشر الأخيرة هي التي أدت إلى ذلك التدهور، والإعلام لا ذنب له بها. وأضاف أنه لا بد من أن تساعد الدولة الإعلام الحكومي والخاص، وتقدم له الدعم اللازم، كما لا بد من تدريب مكثف للصحفيين والإعلاميين؛ لتجاوز هذا التدهور الذي حدث، ومواكبة كل ما هو جديد. تراجع الصحافة وحول أسباب تراجع الصحافة يشير إلى أن المؤسسات الصحفية تُدار من أصحاب كفاءات ضعيفة، فلا بد من تصحيح أوضاع هذه المؤسسات باختيار كفاءات لإدارتها، فرئيس التحرير يجب أن يكون الأكفأ داخل المؤسسة، ولا يكون الأمر معتمدًا على الترقيات. ويلفت سرايا إلى أن الإعلام الإلكتروني يهتم بالأخبار، وحتى تستطيع الصحف الورقية المنافسة يجب عليها أن تبتعد عن الجانب الخبري، "والقاعدة إن مفيش وسيلة إعلامية تقضي على وسيلة أخرى". وعلى الرغم من اقتناع الرجل بأن تأثير الصحافة انخفض، لكنه يؤكد أن الدولة بحاجة لهذا التأثير، لافتًا إلى أن هناك بعض الدول المعادية التي تدفع أموالًا لجذب أصحاب المهنة، ولو جوعنا الصحفيين سيصبحون عنصرًا مضادًا. يكمل سرايا فكرته قائلًا: «لازم الدولة تفهم إن الصحف والإعلام نوع من الثقافة والتعليم، ولغة التوزيع والأرقام أمر غير مهم، لأن الأهم استمرار هذه الوسيلة». وأشار إلى أن النماذج الصحفية والإعلامية الجيدة تسرق الآن بواسطة القوى المضادة، "وتوجد دول أجنبية بياخدوهم يشتغلوا بفلوس قليلة لمعاداة الدولة المصرية، بيخليه يقدم 70% من أفكاره ويغذيه ب30% بأفكار ضد البلد، وهناك معدون وصحفيون كبار وكتاب شطار في بعض القنوات المعادية تحولوا لعناصر مضادة". صدمات أثرت على الصحافة يتحدث رئيس تحرير الأهرام عن احتمالية عودة الصحافة الورقية بقوة، لكنه يقول إن ما حدث أشبه بتعرض المجتمع إلى الماء الساخن ثم إلى البارد مباشرة، فتعرض إلى صدمات متتابعة، ما أدى في النهاية إلى ابتعاده عن المنتج الثقافي، وبحثه عن التسلية، وذلك الوضع لن يستمر كثيرًا. ويعتقد سرايا أنه إذا استقر المجتمع سيعود الإعلام لسابق عهده، وهناك صحف ستوزع ملايين، وأنا لو معايا فلوس أصنع جريدة توزع ملايين، فهناك اهتمامات للناس لا أحد يسلط الضوء عليها، وإذا لمسنا هذا الوتر الحساس سترتفع نسبة التوزيع. «قلت للرئيس مبارك بيع دبابة واصرف بها على الإعلاميين» عبارة أطلقها سرايا وهو يضحك، كان يريد من خلالها أن يوضح أن الصحافة غير مكلفة، ولا بد أن يتم دعمها من الدولة، فهي عنصر هام لمساندة ودعم الدول. لا توجد مشكلة من وجهة نظر الرجل في أن يزيد بدل الصحفيين ليصل إلى 4 آلاف جنيه، ويشير إلى أن الجماعة الصحفية يصل عددها إلى 10 آلاف صحفي فقط، وهي ضئيلة إذا ما قورنت بدولة يصل عدد سكانها ل100 مليون، فمن حقهم أن يعيشوا في وضع جيد، لكن إذا أهدرتهم الدولة سيؤدي الأمر لمشاكل كبيرة، فهناك عدم وعي وإحساس بأهمية المهنة من جانب الدولة، وأصبح يتم سؤالنا عن تأثيرنا ونسب توزيعنا لإسكاتنا. يشدد سرايا على أن عددًا محدودًا جدًا من الإعلاميين هم من لديهم القدرة على تحريك الآلات والتأثير في المجتمع بشكل أو بآخر، وأن المؤسسات الصحفية بحاجة إلى إعادة هيكلة، والبحث عن العناصر التي اندثرت وضاعت، ومطالبتها باستعادة البريق للإعلام مجددًا.