صلى الفجر واتوكل.. رحلة سائق تنتهي في علبة زبادو

والدته: «كان تعبان وصمم إنه ينزل يشتغل عشان يجيب فلوس علاجي».. المتهمون خدروه بواسطة أقراص مخدرة وضعوها له داخل العصير.. وألقوا بجثته بجوار ترعة الإسماعيلية
«ماينفعش آخد أجازة حتى لو تعبان».. آخر كلمات قالها «إبراهيم» لزوجته «رحاب»، بعد مطالبتها له بعدم النزول من المنزل، والعمل على «التوك توك»، بسبب تعبه وإرهاقه الشديد.. «أنا أرزقي لو مانزلتش أشتغل مين اللي هيصرف على ابننا».. لم تعلم الزوجة أنها لن ترى والد طفلها مرة أخرى، وذلك بعد أن اعتدى عليه 3 عاطلين، وقتلوه لسرقة «التوك توك» قيادته، وألقوا بجثته بجوار ترعة الإسماعيلية بشبرا الخيمة. تقول والدة ابراهيم: «بعد ما زوجي مات، إبراهيم هو اللي تولّى مصاريفي أنا واخواته البنات.. راجل بمعنى الكلمة، عمره ما اشتكى حتى لمّا إتجوز كان شايل مصاريفنا».
وأوضحت «الحاجة ليلى» أن نجلها كان يقوم باستئجار «توك توك»، للعمل عليه يومياً، وكان يعمل بكد لكي يستطيع أن يدخر بعض الأموال ودفعها كمقدم ل«توك توك»، بدلاً من العمل لدى الغير، وتابعت الأم المكلومة والدموع تنهمر من عينيها: «كان تعبان وطلبت منه أنا ومراته إنه مايشتغلش
وأوضحت «الحاجة ليلى» أن نجلها كان يقوم باستئجار «توك توك»، للعمل عليه يومياً، وكان يعمل بكد لكي يستطيع أن يدخر بعض الأموال ودفعها كمقدم ل«توك توك»، بدلاً من العمل لدى الغير، وتابعت الأم المكلومة والدموع تنهمر من عينيها: «كان تعبان وطلبت منه أنا ومراته إنه مايشتغلش بس هو رفض.. قاللي هانزل أجيب مصاريف الأكل وفلوس علاجي.. ابني كان فقير بس كان راجل عينيه مليانة وعمره ما مد إيديه يطلب حاجة من حد».
وعن يوم الواقعة تقوم الأم: «ابني كان من عادته ينزل الصبح بدري، بعد ما يصلي الفجر، ولأول مرة طلب من زوجته إنها تاخد بالها من ابنهم اللي ماكملش سنتين، ووصاها عليّا.. كان حاسس إنه مش هيشوفنا تاني بس إحنا مافهمناش».
القتل بالدور.. تفاصيل صادمة في جريمة المرج (فيديو)
وتابعت: «كان عادته إنه ييجي آخر النهار، لكن الليل دخل وهو لسه ماجاش سألت رحاب مراته عليه، قالتلي إنه كلمها آخر مرّة العصر، وقاللها إنه مش هيتأخر.. حاولنا نتصل بيه لكن موبايله لاقيناه مقفول، كلمنا الراجل اللي بيأجّر منه التوك توك، قالنا إنه ماجالوش.. فروحنا عملنا محضر بتغيبه في القسم، وبعدها بيومين لاقيتهم في القسم بيكلموني روحت لاقيته متقطع في كل حتة من جسمه.. حسبي الله ونعم الوكيل فيهم، حرموني من ابني وسندي، ويتّموا ابنه.. أنا جوايا نار مش هاتبرد غير لمّا أشوف اللي عملوا فيه كده مشنوقين في ميدان عام».
المتهمون سيطروا عليه بواسطة «زبادي بالبرشام»
وفي المقابل أكد المتهمون في اعترافاتهم، أنهم استقلوا مركبة "توك توك" برفقة المجني عليه من أمام مصنع كريستال عصفور، دائرة قسم أول شبرا الخيمة، بحجة توصيلهم إلى مدينة الخصوص، وأضافوا أنهم حال سيرهم بالطريق أعطوا المجني عليه عبوة مشروب مُعلبة أعدوها سلفًا «عصير زبادوه» وخلطوا به بعض الأقراص المخدرة، وعقب تناوله شعر بحالة من النعاس فوضعوه بالمقعد الخلفي، حتى وصلوا أسفل الطريق الدائري بطريق ترعة الإسماعلية - دائرة القسم مكان العثور على المجني عليه، وألقوا به خارج المركبة في أثناء سيرها ما أدى لارتطام رأسه بإحدى القواعد الخرسانية على جانب الطريق الدائري وفروا هاربين.
وتابع المتهمون أنهم باعوا مركبة "التوك توك" المستولى عليها إلى "م.ف"، 38 سنة، سائق، و"أ.ر"، 28 سنة، عاطل، وبمواجهتهما بما ورد باعترافات المتهمين المضبوطين أقرا بصحتها، وشراء مركبات "التوك توك" المستولى عليها وقيامهما بتغيير معالمها وطمس بياناتها وإعادة بيعها، وبتطوير مناقشة المتهمين أقروا بارتكابهم وقائع أخرى، وأرشدوا عن مركبتي "توك توك" جرى التحفظ عليهما.
تفاصيل الواقعة ترجع إلى تلقي اللواء رضا طبلية مدير أمن القليوبية، إخطارًا من مستشفى ناصر العام، بوفاة "إ.ر"، 27 سنة، سائق "توك توك"، ومقيم بدائرة مركز قليوب، إثر إصابته بجرح تهتكي في الرأس ونزيف بالمخ، وجرى التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى ناصر العام.
وبسؤال شقيق المجني عليه "أ"، 29 سنة، ترزي، قرر اختفاء شقيقه حال عمله سائق "توك توك" في منطقة حدائق القبة، وأنه توصل إلى وجود المركبة في الجراج المشار إليه من خلال جهاز التتبع.
وتبين أن وراء الواقعة "ت.ص"، 42 سنة، سائق، وشقيقه "إ"، 52 سنة، سائق، و"م.ك"، 29 سنة، عاطل، وباستهداف المتهمين جرى ضبطهم، وبمواجهتهم أقروا بارتكابهم الواقعة، واعترفوا تفصيليا بالحادث، تحرر عن الواقعة المحضر رقم 8945 جنح قسم ثاني شبرا الخيمة لسنة 2019، وتولت النيابة العامة التحقيقات التي أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات.