محمود: التجربة تهدف إلى توفير المياه، توفير الأسمدة، زيادة الإنتاج...وفرت 40% من المياه فى ظل العجز المائي وتعميمها ضرورة.. وعرنوط: مكلفة وتحتاج دعم الدولة للمزارعين. ترحيب كبير قوبلت به تجربة «زراعة القصب بالتنقيط» التى قام بتطبيقها المهندس ساهر محمود، لأول مرة بصحراء محافظة المنيا، حيث أكد ساهر أنه عكف على استحداث طريقة جديدة لزراعة قصب السكر، بعد حالة العجز المائي التى تمر بها مصر، وإهدار كميات كبيرة من قبل المزارعين فى رى المحصول بالغمر، مؤكدا التجربة لاقت استحسان عدد كبير من خبراء الزراعة، والمسؤولين على رأسهم وزير الزراعة الدكتور عز الدين أبو ستيت، الذى تفقد التجربة الشهر الماضي، وأشاد بها، مطالبا الدولة بتعميم التجربة على مستوى الجمهورية. أهداف التجربة وأكد محمود على أن" الفكرة تحمل في طياتها 3 أهداف، «توفير المياه، توفير الأسمدة، زيادة الإنتاج»، لا سيما أن فدان القصب باستخدام نظام الغمر يستهلك من 10 إلى 12 ألف متر مياه، بينما استهلك الري بالتنقيط 6 آلاف متر مياه، ما يعني أنه تم توفير 40% من المياه، مشيرًا إلى تبني وزير الزراعة فكرة أهداف التجربة وأكد محمود على أن" الفكرة تحمل في طياتها 3 أهداف، «توفير المياه، توفير الأسمدة، زيادة الإنتاج»، لا سيما أن فدان القصب باستخدام نظام الغمر يستهلك من 10 إلى 12 ألف متر مياه، بينما استهلك الري بالتنقيط 6 آلاف متر مياه، ما يعني أنه تم توفير 40% من المياه، مشيرًا إلى تبني وزير الزراعة فكرة الاعتماد على الشتلات بدلًا من الغرس. المكاسب والعقبات على الرغم من أن التجربة حظيت بترحيب كبير من قبل المزارعين والمسئولين لتوفيرها المياه فى ظل العجز المائي الذى تمر به مصر، واستخدامها فى توسيع الرقع الزراعية التى يفقدها المزارعون في الري التقليدي «مصارف المياه» وتقليل التكلفة على المدي البعيد، إلا أن هذه التجربة يقف أمامها عدد من العوائق، تتمثل في التكلفة العالية التى تتحملها الحكومة، إذا أرادت تحويل الترع والمصارف إلى نظام "المواسير" مما يتطلب ملايين الجنيهات، ناهيك عن التكلفة التى تقع على عاتق الفلاحين فى العام الأول لتطبيقها من شراء المعدات والأجهزة والخراطيم التى تستخدم فى عملية الري بالتنقيط. تعميم التجربة حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين، قال إن نجاح زراعة محصول القصب عبر التقطير تعد تجربة جيدة للغاية حظيت بإشادة الجميع، ويجب على جميع القائمين على الزراعة فى الحكومة المصرية أن يعملوا على تعميمها، لأن محصول القصب من أكثر المحاصيل شراهة للمياه، والكثير من الفلاحين يقومون بريها عبر الغمر مما يتسبب فى إهدار كميات كبيرة من المياه. وأضاف أبو صدام، فى تصريحات ل"التحرير"، "الطريقة الجديدة سوف تساهم بشكل كبير فى ترشد المياه في ظل الأزمة الراهنة التى تعاني منها مصر مؤخرا، وهى الفقر المائي، حتى إن مصر دخلت تحت خط الفقر المائي، مضيفا: "خلال الفترة المقبلة سنلجأ إلى استخدام أساليب متنوعة في الري كالري بالتنقيط والرش والزراعات المحمية كالصوب". ثقافة المزارعين تكلفة فدان القصب فدان القصب ينتج 40 ألف طن ب28 ألف جنيه، ويتكلف الفدان 18 ألف جنيه، ويظل المحصول فى الأرض من 7 إلى 10 سنوات متتالية، بالإضافة إلى أن ربح المزارع من القصب معقول نتيجة أن كل أراضي زراعات القصب تمليك ولا يوجد أراض للقصب مؤجرة، المزارع، هذا ما أكده الدكتور مصطفى عبد الجواد، رئيس مجلس المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة. رشدي عرنوط، نائب رئيس جمعية منتجي قصب السكر، "قال إن هذه التجربة ليست وليدة اليوم، وإنما كنا ننادي بها منذ سنوات، حيث تقدم مجلس المحاصيل السكرية بهذه الفكرة منذ عام 2007، وتم تحديد العديد من الندوات من أجل التوعية بأهمية تعميم تجربة زراعة القصب بالتقطير، وبالفعل بدأ تنفيذها لكنها للأسف لم تستمر طويلا لعدم توافر الإمكانيات اللازمة للمزارعين وارتفاع التكاليف". وأكد عرنوط فى حديثه ل"التحرير"،" تجربة الزراعة بالتقطير تحتاج إلى تكاليف عالية، ولها شقان الأول يتعلق بالدولة من خلال ردم الترع والمصارف واستبدلها ب«المواسير»، وشق آخر يتعلق بالمزارعين أنفسهم يتمثل في مد خراطيم الرى وماكينات الرفع التى تستخدم الزراعة، فكل 50 فدانا تحتاج إلى محطة صرف ومواسير للتقطير "والمزارع ظروفه لا تسمح بتوفير كل هذه الإمكانيات فى الوقت الراهن". دعم الجهات المعنية وحول المكاسب التى من الممكن أن تحققها الدولة من وراء تعميم التجربة، التى خرجت إلى النور من محافظة المنيا على مستوى الجمهورية، قال عرنوط، "أهم هذه المكاسب توفير المياه بشكلٍ كبير، وحماية النبات من الآفات الزراعية التى تزيد من شكل كبير فى حالات الري بالغمر نظرا لكثر الحشائش، والتخلص من الملوحة الزائدة التي قد تتكون في التربة من خلال عملية الري المتكررة للتربة، فضلاً عن ملاءمتها للمناطق ذات الميل الشديد، وعدم حاجتها إلى تسوية السطوح".