أطباء المعهد: قرار الإقالة ظالم وغير منطقي لشخص مشهود له بالكفاءة وحسن الخلق.. قضى على قوائم الانتظار والروتين ووقف إلى جوار الفقير وحقق إنجازات غير مسبوقة في المعهد «دكتور الغلابة».. خيمت حالة من الحزن الشديد على جميع العاملين بفروع معهد القلب، عقب صدور قرار الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، بإنهاء تكليف الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب السابق، وإحالته للتحقيق، نظرا لما قالت عنه "تقصير في مهام عمله"، وتكليف الدكتور محمد أسامة، رئيس قسم جراحة القلب بالمعهد، عميدا للمعهد. إلا أن هذا القرار خلف حالة من الحزن بين العالمين بالمعهد الذين التقتهم "التحرير"، ليبدو الأمر، ودون مبالغة، أنهم قد فقدوا عزيزا لديهم، لما حققه جمال شعبان من نجاحات خلال 6 أشهر فقط، استطاع فيها القضاء على قوائم الانتظار بالمعهد. رصدت "التحرير" في جولتها داخل معهد القلب حالة إجماع بين العاملين بالمعهد على أخلاق وإنسانية ومهنية الدكتور جمال شعبان، وأكدوا أنه كان يضع مصلحة المريض فى المقام الأول مما أكسبه حب المرضى فى حالة قلما تتكرر، بالإضافة إلى أنه كانت يتمتع بقدر كبير من النزاهة والتفاني فى عمله، مشددين على أنه كان يحضر إلى رصدت "التحرير" في جولتها داخل معهد القلب حالة إجماع بين العاملين بالمعهد على أخلاق وإنسانية ومهنية الدكتور جمال شعبان، وأكدوا أنه كان يضع مصلحة المريض فى المقام الأول مما أكسبه حب المرضى فى حالة قلما تتكرر، بالإضافة إلى أنه كانت يتمتع بقدر كبير من النزاهة والتفاني فى عمله، مشددين على أنه كان يحضر إلى المعهد فى الساعة الخامسة صباحاً ويطمئن على المرضى بنفسه، معتبرين أن قرار الإقالة غير منطقي وظالم. الوزارة: العميد مقصر كان الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، قد قال إن "قرار وزيرة الصحة جاء بعد مذكرة عرضت عليها من الدكتو أحمد محيى القاصد، مساعد الوزيرة لشئون الطب العلاجي والمشرف على غرفة قوائم الانتظار، توضح عددًا من الأخطاء رصدتها لجنة مشكلة من الغرفة المركزية لمتابعة إنهاء قوائم الانتظار في معهد القلب القومي". وأشار إلى وجود عدد من العمليات الجراحية تم تأجيلها بمعهد القلب، دون سبب أو مبرر لمرضى يعانون من ويلات المرض، وفى أمسّ الحاجة إلى إجراء التدخلات العاجلة، الأمر الذى حتّم اتخاذ هذا القرار، حرصا على صحة وسلامة المرضى. بابه مفتوح للجميع «كان راجل حقاني... وماشفناش منه حاجة وحشة، كان بيحس بالمريض علشان كدا الناس كلها كانت بتحبه جدًا المرضى قبل الموظفين"، بهذه الكلمات بدأت «سماح على»، اسم مستعار، حديثها ل"التحرير"، حيث عبرت عن حزنها الشديد على رحيل الدكتور جمال شعبان من رئاسة معهد القلب، مؤكدة أنه لم يغلق بابه فى وجه أى أحد، مهما كان، كان قريبا من الجميع يتعامل مع الصغير والكبير باحترام شديد، لذلك حظي بحب الجميع مما كان سبباً فى إقالته لأنهم لا يريدونه أن يكبر، مضيفة: نفسنا نعمله أى حاجة نساعده بيها، ونرفع الظلم عنه. رمز للانضباط والأخلاق الدكتور«م.س»، إخصائي الباطنة بمعهد القلب، أكد أن الدكتور جمال شعبان من الشخصيات المحبوبة والمحترمة المشهود لها بالكفاءة والمهنية، فمن الناحية العلمية هو قامة علمية كبيرة جداً لا يختلف على علمه ومهنيته أحد، كان دؤوبا فى عملة ورمزاً للانضباط، طوال الفترة القصيرة التى شغل فيها منصب عميد معهد القلب. سوء فهم من الوزارة وأضاف «م.س» فى تصريحات خاصة ل"التحرير": "أما على المستوي الإنساني فكان الدكتور جمال يحظي باحترام الجميع داخل معهد القلب، بداية من عمال النظافة مرورًا بطاقم التمريض والأطباء وقيادات المعهد، لم يتأخر على أحد فى أى شيء"، مؤكدا أن ما حدث هو سوء فهم من قبل الوزارة، لأن الأسباب التى أعلنت عنها وزارة الصحة ليس لها أساس من الصحة كما أنها ليست منطقية. قضى على الروتين وتابع: "الدكتور جمال فى سابقة هى الأولى من نوعها نجح فى القضاء على قوائم الانتظار التى كانت موجودة بالمعهد منذ سنوات فى فترة وجيزة، حيث قام بتسهيل الإجراءات على المريض، من خلال إجراء العمليات للحالات الطارئة من خلال الرقم القومي على أن تستكمل هذه الحالات الأوراق فى وقت لاحق، مش معقولة أسيب حد يموت علشان ورقة كدا كدا هتخلص". واستطرد: "عندما يأتى من يقف فى صف المريض نتهمه بالفساد وأنه مقصر، وبالنظر إلى العمليات التى تم إجراؤها خلال فترة توليه المنصب أضعاف أضعاف ما تم إجراؤها منذ سنوات، الوزارة بهذا القرار تحكم على الحالات الطارئة بالإعدام وترسخ للروتين فى المؤسسات الحكومية". الأسباب غير منطقية وشدد على أن الجهة المنوط بها الحكم على وجود فساد فى المعهد خلال وجود الدكتور جمال شعبان عميدا لمعهد القلب من عدمه هى النيابة الإدارية فقط، مضيفا: لا بد أن تخرج وزارة الصحة لتعلن عن أسباب منطقية لقرار الإقالة، لأن الظاهر لنا بعد هذا القرار أن الدكتور جمال ظلم. تهمته التسهيل على المواطنين وتابع: "كيف تخرج الدكتور هالة زايد قبل قرار الإقالة بفترة قصيرة تشيد بالدور الذى قام به الدكتور جمال شعبان، وتنسب له الفضل فى القضاء على قوائم الانتظار، ثم تخرج بعدها بفترة وجيزة لتقول إنه مقصر وفاسد، ثم إن معهد القلب ظل 7 أشهر بدون عميد، وكان يتم التمديد للعمداء السابقين، فهل بعد تعيين عميد جديد محبوب وعلى قدر كبير من الكفاءة يتم إقالته لنجاحه فى عمله؟". ظلم للعميد القادم واستطرد: "إذا كان الدكتور جمال سيئا كما تقول الوزيرة، فهل سيكون أسوأ ممن شغلوا هذا المنصب من قبل"، مضيفا: "الدكتور محمد أسامة العميد الجديد كان من زملاء الدكتور جمال شعبان لفترة طويلة فى وحدة الكهرباء، وهذا القرار الذى خرج من وزارة الصحة فيه ظلم كبير له، لأنه جاء بعد شخص محبوب من قبل الجميع ومن أشطر العمداء الذين تعاقبوا على هذا المنصب". واتفق مع الرأى السابق «ع.ح»، الذى أكد أن الدكتور جمال شعبان جيد جدًا على المستوى الإنساني، ومحبوب من قبل المرضى، يساعد الجميع حتى من قبل أن يكون عميدا لمعهد القلب ولم يفعل أى شيء يُدان عليه، وما حدث معه هو من قبيل الحقد والغيرة من النجاحات التى حققها. وأضاف «ع.ح» فى تصريحات خاصة ل"التحرير": "منذ تولى الدكتور جمال شعبان مقاليد الأمور بمعهد القلب شهد المعهد طفرة كبيرة على كل المستويات، قضى على قوائم الانتظار وكان يضع مصلحة المريض فى المقام الأول، وهناك لغز غريب فى هذا الأمر، لأنه كان دائما بعيدا عن الشبهات". وحول العمليات التى كان يجريها قبل الانتهاء من الأوراق الخاصة بها، قال: "مش هيسيب المريض يموت علشان يجيب جواب"، مشيرا إلى أن الدكتور جمال حارب الروتين الذى كان يتغلغل داخل وزارة الصحة والمصالح الحكومية، فكانت هذه هي التهمة الوحيدة له". كان د.خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، قد ذكر أن اللجنة تبينت خلال بحث شكاوى المرضى وجود عدد 3598 مريضًا لم يسجلوا من خلال المعهد ضمن منظومة قوائم الانتظار، ما يؤجل إجراء جراحاتهم العاجلة، وعدد العمليات التى أجريت في الفترة من 1 يناير 2019 وحتى 5 مارس الجاري 79 عملية جراحية فقط، من أصل 660 حالة مسجلة على منظومة قوائم الانتظار، علما بأن الطاقة الاستيعابية لعمليات القلب المفتوح في المعهد تبلغ 240 حالة شهريا. وقال إن وزيرة الصحة شددت على أنه لا تهاون في حق المرضى، وسيتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيال تلك المخالفات التى هددت حياة المرضى بسبب التقاعس والتقصير الذي شهده المعهد خلال الفترة الماضية، مؤكدة أنها ستتابع مجريات التحقيق للتأكد من توقيع أقصى العقوبات على جميع المقصريين في أداء عملهم. معهد القلب يبكيه ومن جانبها قالت«ج.م»: "أقسم بالله لأول مرة فى تاريخ معهد القلب تبكى جميع فئات المعهد على رحيل عميد المعهد، وخير دليل على قيمة الدكتور جمال شعبان حالة الحب الكبيرة التى يحظى بها من قبل الجميع". مضيفة: "الجميع حزين على رحيل شعبان، لأن الدولة فى أمس الحاجة إلى أمثاله فى جميع القطاعات وبالتحديد فى معهد القلب. ربنا هيعوضك بمنصب أحسن بإذن الله.. للأسف مصر عمرها ما هتتقدم".