«واني» ابن الطبقة البرجوزاية الذي بدأ نشاطه الإرهابي عقب مشاجرة مع بعض رجال الشرطة.. ولقى مصرعه بواسطة قوات الجيش بعد معركة شرسة استمرت لأيام تحول شاب هندي لم يتجاوز عمره ال25، إلى أيقونة للإرهاب في الهند خلال السنوات المعدودة التي انضوى خلالها تحت راية «حزب المجاهدين»، قبل أن تنجح قوات الجيش الهندي في قتله خلال مواجهات عنيفة دارت لعدة أيام في منطقة كشمير، ويحاول هذا التقرير التعرف على نقاط التحول الأساسية التي جعلت الشاب العشريني «برهان واني» ينتقل من الحياة الاجتماعية الرغدة إلى حمل السلاح ضد السلطات بالهند، فضلا عن العوامل التي ساهمت في جعله رمزا شعبيا بين قطاعات واسعة من الشباب الهندي، حتى وصل الأمر لأن تصبح المقاطع المصورة التي يتحدث خلالها المقاطع الأكثر مشاهدة. برجوازي يحمل السلاح لأسرة تنتمي للطبقة العليا تسكن منطقة كشمير، ولد «برهان واني» لتسير حياته في مسار مشابه لأغلب المنتمين لهذه الطبقة الاجتماعية، من حيث التعلم في أرقي المدارس، والسكن في أفضل أحياء المدن الهندية، غير عابئ بالاحتياجات المالية التي يشكوا منها سكان الهند، وتبررها بفساد السلطات برجوازي يحمل السلاح لأسرة تنتمي للطبقة العليا تسكن منطقة كشمير، ولد «برهان واني» لتسير حياته في مسار مشابه لأغلب المنتمين لهذه الطبقة الاجتماعية، من حيث التعلم في أرقي المدارس، والسكن في أفضل أحياء المدن الهندية، غير عابئ بالاحتياجات المالية التي يشكوا منها سكان الهند، وتبررها بفساد السلطات الحاكمة، مرت حياته بشكل سلس، احتياجاته دوما ملباة من والديه، قبل أن يمر بموقف شكل تحولا أساسيا في حياته بعدما تعرض لصدام مع مجموعة من رجال شرطة، تطور إلى الاعتداء عليه وشقيقه وتعرضهم لإصابات بالغة، لتتولد بداخله طاقة غضب كبيرة كانت كفيلة بتغيير مسار حياته. كانت هذه الواقعة في عام 2010، بعدما أوقف أفراد يتبعون قوات العمليات الخاصة بالشرطة الهندية سير الأخوين «واني» ومجموعة من أصدقائهم في أثناء قيادتهم للدراجات النارية، طالبين منهم شراء السجائر لهم، وهو ما رفضه شباب في سنوات المراهقة معتبرين طلب رجال الشرطة تجاوزا بحقهم، ليتحول الموقف إلى مشاجرة أسفرت عن إصابة «واني» وبعض رفاقه. في سن ال15، اختار «برهان» وشقيقه الانتماء لإحدى الجماعات المتشددة، بعدما فشل في نيل حقه القانوني تجاه اعتداء الشرطة عليه، لينضوي تحت راية تنظيم مسلح هو «حزب المجاهدين»، الذي ينازع السلطات الهندية على إدارة منطقة كشمير، ومن ثم يتحول «برهان» داخله إلى أحد العناصر الفعالة في تجنيد شباب الإقليم وإقناعهم بحمل السلاح. بمرور الوقت، روج «واني» لأفكار التشدد واستخدام العنف تجاه القوات الحكومية في وادي كشمير ذي الأغلبية المسلمة، ليصير في سنوات معدودة زعيما للشباب الانفصاليين بالإقليم، ومسئولا إعلاميا في جماعة حزب المجاهدين الانفصاليين، كما وظف قدراته وإجادته لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي في دفع الشباب لحمل السلاح ضد السلطات الهندية، متناولا في أغلب مقاطع الفيديو التي يذيعها موضوعات عن الاضطهاد والظلم الذي تمارسه السلطات الهندية، وحاجة الشباب إلى التصدي للظلم بكل الوسائل لحين تحقيق الاستقلال الذي تبتغيه المنطقة، محذرا الشرطة المحلية من العواقب، إذا واصلت مقاومة الحركة. أيقونة الإرهاب في منطقته في 13 أبريل 2015، أدى مقتل شقيق «برهاني» خلال مواجهات مسلحة مع الشرطة الهندية، إلى توسع عمليات تنظيم المجاهدين، الذي بات «برهان» يتزعمه تجاه أهداف حكومية وعناصر شرطية، محققا شعبية كبيرة بين آلاف الشباب في منطقته الذي أصبح «واني» بالنسبة لهم رمزا شعبيا، يدعمون مطالبه في الانفصال عن السلطات الهندية، غير عابئين بالعمليات الإرهابية التي ينفذها. وشكلت الظروف الاجتماعية بمنطقة كشمير من حيث ارتفاع نسبة البطالة وتفشي الفساد الحكومي، خاصة بين رجال الشرطة، عاملا أساسيا في حضور الشاب البرجوازي وسط قطاعات واسعة من الشباب، مستغلا حالة الغياب الحكومي في تأليب قطاعات الشعب للتمرد عليه بكل الوسائل المتاحة، وذلك قبل أن تنتهي أسطورة «واني»، في يوليو 2016، بعدما قُتل في معركة مع قوات من الجيش الهندي، وقعت داخل الجزء الذي تديره الهند من الإقليم، بعدما استمرت عدة أيام لتخرج جنازة شعبية له، بحضور مئات الآلاف من الشباب. وكرد فعل على مقتل «برهان»، اندلعت أعمال عنف واسعة واشتباكات مسلحة مع قوات الجيش الهندي، أدت لمقتل عشرات من القوات الحكومية، فضلا عن تخريب طال كثير من المباني الحكومية داخل ولاية كشمير، كما خرجت مقاطع فيديو من مجموعات عنف صغيرة تتعهد بمواصلة العمل المسلح ضد القوات الحكومية، من أجل تحقيق آمال برهاني في الانفصال عن السلطات الهندية.