في وقت سابق من الأسبوع الماضي، حلقت قاذفة نووية فوق بحر الصين الجنوبي، ما أثار قلق الفلبين من احتمال تورطها في حرب إقليمية، حال اندلاع صراع بين الصينوأمريكا. في أغسطس من عام 1951، وقعت كل من الولاياتالمتحدةوالفلبين، اتفاقية للدفاع المشترك، في خضم الحرب الباردة، الاتفاقية تلزم الطرفين بالدفاع عن بعضهما البعض، في حالة "الهجوم المسلح على مدن أي الطرفين، أو على أراضي الجزر الخاضعة لولايتها في المحيط الهادئ، أو على قواتها المسلحة أو سفنها الحربية أو طائراتها في المحيط الهادئ"، والآن مع تصاعد حدة التوتر بين الولاياتالمتحدةوالصين، أبدت مانيلا تخوفها من احتمالية تورطها في حرب إقليمية، تنفيذا لبنود المعاهدة، في حالة نشوب صراع بين واشنطنوبكين. حيث أبدى دلفين لورنزانا وزير الدفاع الفلبيني، تخوفه من تسبب معاهدة الدفاع المشتركة التي وقعتها بلاده مع الولاياتالمتحدة في الدخول في حرب في بحر الصين الجنوبي. وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن تصريحات لورنزانا تأتي بعد يوم واحد فقط من قيام قاذفة أمريكية من طراز "بي 52" بالتحليق فوق المنطقة حيث أبدى دلفين لورنزانا وزير الدفاع الفلبيني، تخوفه من تسبب معاهدة الدفاع المشتركة التي وقعتها بلاده مع الولاياتالمتحدة في الدخول في حرب في بحر الصين الجنوبي. وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن تصريحات لورنزانا تأتي بعد يوم واحد فقط من قيام قاذفة أمريكية من طراز "بي 52" بالتحليق فوق المنطقة المتنازع عليها. وفي حديثه يوم الثلاثاء، قال لورنزانا إن معاهدة الدفاع المشترك بين الفلبينوالولاياتالمتحدة غامضة ومبهمة، وقد تسبب في حالة من "الارتباك والفوضى أثناء وقوع أي أزمة". وأضاف الوزير الفلبيني، أن "الفلبين ليست في صراع مع أحد، ولن تكون في حالة حرب مع أي شخص في المستقبل، لكن الولاياتالمتحدة، من المرجح أن تشارك في صراع قريبا، خاصة مع زيادة مرور سفنها الحربية عبر بحر الفلبين الغربي"، مشيرا إلى أنه "في مثل هذه الحالة ووفقا للمعاهدة، ستضطر الفلبين للمشاركة في الصراع". ويعتبر بحر الفلبين الغربي، هي التسمية الرسمية في الفلبين لبحر الصين الجنوبي، حيث تقوم السفن الحربية الأمريكية بممارسة حقها في حرية الملاحة، الأمر الذي أثار غضب الصين، التي تزعم أن معظم المنطقة تحت سيادتها، وعززت وجودها العسكري في الجزر المنتشرة في جميع أنحاء البحر. وكان يوم الإثنين الماضي قد شهد تحليق قاذفة أمريكية من طراز "بي 52" بالقرب من جزر متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وفقا لسلاح الجو الأمريكي الذي يشرف على العمليات الجوية في المنطقة، وهي أول عملية تحليق لقاذفة "بي 52" قادرة على حمل رؤوس نووية منذ نوفمبر الماضي. جزر سنكاكو/دياويو... هل تؤجج الصراع في بحر الصين؟ وقالت الشبكة الأمريكية، إن وزير الدفاع الفلبيني كان قد طالب في ديسمبر الماضي بمراجعة ما إذا كانت المعاهدة "لا تزال صالحة للعمل بها اليوم؟". وأضاف "أنها معاهدة عمرها 67 عاما، هل ما زالت مفيدة لمصلحتنا الوطنية؟ هذا ما يجب أن ننظر فيه، دعونا نلقي نظرة على ذلك، دون النظر إلى العلاقات السابقة، والعلاقات المستقبلية بشكل عاطفي"، مؤكدا أن الهدف النهائي هو "الحفاظ عليها أو تعزيزها أو إلغائها". ووفقا لمجلس العلاقات الخارجية، كانت المعاهدة محل خلاف في الفلبين منذ فترة طويلة، بسبب غموضها فيما يتعلق بالكيفية التي تغطي بها الأراضي المتنازع عليها، مثل الجزر الواقعة في بحر الصين الجنوبي والتي تدعي كل من مانيلا وبكين ملكيتها لها. وذكر المجلس في تقريره لعام 2016 أن "الخلافات حول تفسير المعاهدة تكمن في حقيقة أن الولاياتالمتحدة لا تقول صراحة ما إذا كانت الأراضي المتنازع عليها والتي تطالب بها الفلبين تخضع لأحكام معاهدة الدفاع المشترك أم لا؟"، حيث إن هذه الادعاءات الإقليمية قد ظهرت في السبعينيات بعد عقود من التصديق على المعاهدة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، اجتمع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مع رئيس الفلبين رودريجو دوتيرتي، ومسؤولين كبار آخرين، سعى خلالها إلى طمأنة مانيلا بالتزام واشنطن تجاه هذه المعاهدة. أمريكا تستفز بكين.. وترسل مدمرة إلى بحر الصين الجنوبي وقال بومبيو "بما أن بحر الصين الجنوبي جزء من المحيط الهادي، فإن أي هجوم مسلح على القوات أو الطائرات أو السفن الفلبينية في بحر الصين الجنوبي، سيؤدي إلى التزامات دفاعية متبادلة بموجب المادة الرابعة من معاهدة الدفاع المشترك بين البلدين". ومن جانبه صرح وزير الخارجية الفلبيني تيودورو لوكسين، أن الحكومتين "تشتركان فى الرأي القائل بأن الحلف يجب أن يكون قادرا على ضمان الدفاع المتبادل الثابت لدولتينا". لكن لورنزانا أشار في تصريحاته التي أدلى بها يوم الإثنين الماضي، إلى ما قال إنه فشل أمريكي في الوفاء بتعهداتها من الاتفاق والدفاع عن وحدة أراضي الفلبين. ونقلت "سي إن إن" لورنزانا قوله، إنه في أعقاب إغلاق القاعدة البحرية الأمريكية في خليج "سوبيك"، غرب مانيلا، في عام 1992، "بدأ الصينيون أعمالهم العدوانية في جزر ميشيف المرجانية، ولم تتدخل الولاياتالمتحدة لإيقافها". وتذبذب موقف مانيلا بين بكينوواشنطن على مدار السنوات الماضية، ففي ظل حكومة بنينو أكينو الرئيس السابق للبلاد، فازت الفلبين بقضية تاريخية ضد الصين، بعد أن قضت محكمة دولية، ببطلان الكثير من الادعاءات بسيادة بكين على بحر الصين الجنوبي. تصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبي بعد بناء بكين حاملة طائرات ثابتة إلا أن مانيلا اقتربت أكثر من بكين تحت قيادة دوتيرتي، حتى مع استمرار الرئيس في التعبير عن مخاوف بلاده من طموحات الصين الإقليمية، وفي نوفمبر الماضي، اتفق البلدان على التعاون في عمليات استكشاف النفط والغاز في البحر، الذي قال دوتيرتي عنه آنذاك إنه "تحت سيطرة بكين بالفعل". وأضاف الرئيس الفلبيني "إنه الآن تحت سيطرتهم، فلماذا علينا أن نتسبب في توترات، ونقوم بنشاط عسكري قوي من شأنه أن يدفع الصين إلى الرد؟". وفي تصريحاته التي أدلى بها الإثنين الماضي، كرر وزير الدفاع آراء مشابهة لرئيسه، حيث قال "ليس الافتقار إلى الأمن هو ما يقلقني، لكن ما يقلقني حقا هو التورط في حرب لا نسعى إليها ولا نريدها".