عدد من العاملات في مجال السينما العربية من المخرجات والممثلات، استطعن الوصول للعالمية على مدار مشوارهن، وتجاربهن بالتأكيد مُلهمة لأخريات يتزايدن يومًا بعد يوم. عدد من صناع السينما العربية، وتحديدًا من الممثلين والمخرجين من فئة الذكور، استطاعوا الوصول للعالمية بأفلامهم، فمن الممثلين بزغ اسم عمر الشريف كنجم عالمي لسنوات، ومن المخرجين العالمي يوسف شاهين. لكن الصوت النسائي الذي ظهر في السينما يمنحنا سماع رواية طرف آخر للقصص المختلفة. وبالنظر إلى النساء العاملات في السينما، نجد أن عددًا منهن استطاع أيضًا تبوء مكانة في الخارج، وأصبح لدى عدة مخرجات وفنانات تجارب مهمة في وقت قياسي، وهي أسماء وانتصارات مُلهمة في إطار سعي السينما العربية للوصول للعالمية المتزايد يومًا بعد يوم. ونتطرق في السطور التالية لذلك بمناسبة حلول اليوم العالمي للمرأة، والذي يوافق 8 مارس من كل عام. نادين لبكي نادين لبكي هي مخرجة ومؤلفة وممثلة لبنانية، وُلدت عام 1974، ودرست الإعلام في جامعة القديس يوسف في بيروت، واتضحت موهبتها التمثيلية ملامحها بدايةً من فيلمها "بوستا" (2005) للمخرج فيليب عرقتنجي، وعُرض ونتطرق في السطور التالية لذلك بمناسبة حلول اليوم العالمي للمرأة، والذي يوافق 8 مارس من كل عام. نادين لبكي نادين لبكي هي مخرجة ومؤلفة وممثلة لبنانية، وُلدت عام 1974، ودرست الإعلام في جامعة القديس يوسف في بيروت، واتضحت موهبتها التمثيلية ملامحها بدايةً من فيلمها "بوستا" (2005) للمخرج فيليب عرقتنجي، وعُرض في الإمارات ومصر وفرنسا وبريطانيا، وفي مهرجاني الفيلم العربي بطوكيو، والسينما للبحر في نيوزلاندا، ثم أفلام عدة منها: "رصاصة طايشة" من إخراج وتأليف جورج هاشم، والفيلم الإيطالي "The Father And The Foreigner" مع عمرو واكد، والفيلم الفرنسي "Rock the Casbah" من إخراج وتأليف ليلى مراكشي مع عمر الشريف وعادل بن شريف، و"Mea Culpa" من إخراج وتأليف فريد كافاي، والعُرض في فرنسا وبلجيكا، والفيلم الفلسطيني "يا طير الطاير" من إخراج وتأليف هاني أبو أسعد. أما من ناحية الموهبة الإخراجية والتأليفة، فقد ظهرت بدايةً من "سكر بنات" (2007)، من بطولتها وياسمين المصري وجوانا مكرزل وعادل كرم، ثم "وهلأ لوين" (2011) مع إيفون معلوف وانطوانيت نوفالي، الذي عُرض بمهرجاني الدوحة ترايبكا الثالث 2011، ووهران للفيلم العربي بالجزائر في 2011، والفيلم الأمريكي "Rio, I Love You" الجزء الثالث في سلسلة أفلام "مدن الحب"، وأخيرًا فيلمها "كفر ناحوم" الذي شارك في سباق ترشيحات جوائز الأوسكار كأفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية هذا العام، وأصبحت بفضله أول امرأة عربية تصل إلى القائمة القصيرة للجائزة، وحصد العديد من الجوائز العالمية، ومنها جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي الدولي، وجائزة الجمهور في مهرجان سراييفو الدولي بالبوسنة والهرسك، وجائزة الجمهور في مهرجان ملبورن بأستراليا، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان النروج السينمائي الدولي. هيفاء المنصور السعودية هيفاء المنصور والتي احتفى بها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأربعين بسبب الدور الملحوظ الذي لعبته في نقل صور مختلفة للمجتمع بعيون نسائية، بالإضافة لنجاحها في لفت أنظار المحافل الدولية إليها، وهي مخرجة وكاتبة أفلام، وبدأت مشوارها الإخراجي عام 2001 من خلال الفيلم الروائي القصير "أنا والآخر"، ثم شاركت في إخراج أول فيلم سعودي "كيف الحال" (2006) مع إيزادور مسلم، ومسلسل "مبتعثات" (2015) بطولة مرام عبدالعزيز، سناء بكر يونس، ومريم الغامدي، وفيلم "Mary Shelley" الذي عُرض في لوكسمبورغ وكندا. كما ظهرت موهبتها التأليفية منذ فيلمها "وجدة" (2012)، بطولة ريم عبدالله، وعبدالرحمن الجهني، وهو أول فيلم روائي طويل يتم تصويره بالكامل في السعودية، وشارك بمهرجان دبي السينمائي الدولي، وعُرض بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، اختير ضمن الأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية لعام 2013، ورُشح لجائزة البافتا كأفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية في 2014، وأخيرًا كتبت مسلسل "حب بلا حدود" للمخرج مجتبي سعيد. كوثر بن هنية هي مخرجة وكاتبة تونسية، ولدت في عام 1976، وهي واحدة من أهم المخرجات العرب، وجاء فيلمها الطويل الأول "شلاط تونس" (2014) الذي اختير للمشاركة في مهرجان كان السينمائي، وحاز على العديد من الجوائز العالمية إلى جانب عرضه في أكثر من خمسين بلدًا، ثم قدّمت فيلمها الوثائقي الروائي الثاني "زينب تكره الثلج" الذي استمر تصويره لمدة ست سنوات بين كنداوتونس، وعُرض في مهرجان لوكارنو السينمائي، وحصل على جائزة التانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية، ثم قدّمت فيلم "الجميلة والكلاب" الذي عُرض في مهرجان كان السينمائي لعام 2017، وتم تصويره في تسعة مشاهد طويلة متواصلة من دون تقطيع، وفي نفس العام قدّمت فيلمها الأشهر "على كف عفريت" من إنتاج تونسي-سويدي، وحصل على جائزة الاتحاد العام التونسي للشغل لأفضل سيناريو في أيام قرطاج. وحققت كوثر بن هنية نجاحات إقليمية وعالمية كبيرة، واحتفت بها العديد من المهرجانات السينمائية، وفي نهاية العام الماضي، أعلنت النجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، أنها ستكون بطلة فيلم جديد للمخرجة التونسية. آن ماري جاسر هي كاتبة ومخرجة ومنتجة ومونتيرة وشاعرة فلسطينية، ولدت في مدينة بيت لحم في عام 1974، بدأت العمل في مجال السينما منذ عام 1998 وأخرجت عددا من الأفلام القصيرة، كان أشهرها "كأننا عشرون مستحيل" (2003) أول فيلم عربي وفلسطيني قصير يشارك في مهرجان كان السينمائي الدولي، ونالت عنه أكثر من 15 جائزة دولية، وفي عام 2008 قدّمت أول فيلم روائي طويل لها "ملح هذا البحر" والذي فاز بجائزة المهر أفضل سيناريو من مهرجان دبي السينمائي وجائزة الرابطة الدولية لنقاد السينما، وفي عام 2012 قدّمت فيلمها الثاني "لما شفتك" الذي شارك في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وأخيرًا فيلمها "واجب" (2017) الذي خاض جولة كبيرة في المهرجانات الدولية، وفاز بجائزة "دون كيشوت" في مهرجان لوكارنو السينمائي، وجوائز أفضل فيلم وممثل وسيناريو بمهرجان كان، وجائزتي أفضل فيلم وأفضل ممثل بمهرجان دبي السينمائي الدولي، وجائزة أفضل فيلم ب"مار دي بلاتا"، وجائزة لجنة تحكيم الشباب بمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، كما رشحته فلسطين لتمثيلها في "أوسكار" أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية. فاتن حمامة أكثر من 94 فيلمًا قدّمتها الراحلة فاتن حمامة للسينما المصرية، وبينها أدوار مميزة مع فنانين ومخرجين مبدعين، نجحوا سويًا في الوصول بأعمالهم للمنافسة في المحافل العالمية، حيث كانت البداية مع فيلم "لك يوم يا ظالم" (1951) مع المخرج صلاح أبو سيف، أول الأفلام الواقعية في السينما المصرية، وشارك في مهرجان "كان" السينمائي الدولي، ثم تمكَّنت مجددًا من المنافسة في المهرجان، ولكن تلك المرة مع المخرج يوسف شاهين، من خلال دورها في فيلم "صراع في الوادي" (1954)، ثم لعبت دور البطولة أمام أحمد مظهر في "دعاء الكروان" (1959)، الذي رُشِّح للفوز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان "برلين" الدولي، تلك الأعمال كانت سببًا لتقودها للاشتراك في بطولة الفيلم الأمريكي "Cairo" عام 1963، مع جورج ساندرز وريتشارد جونسون من إخراج وولف ويلا، وبعد عام واحد أجرى معها التليفزيون الفرنسي لقاء شهيرا تحدثت فيه بالفرنسية. وهذه التجارب النسائية العربية التي استطاعت الوصول للعالمية من العاملات في مجال السينما، هي تجارب مُلهمة لأخريات يتزايدن يومًا بعد يوم.