50 كيلو للفرد| أسباب تفقد مصر 4 ملايين طن غذاء سنويا

ارتفاع نسبة الفاقد من الغذاء فى مصر أحد أهم الملفات التى تبحثها الجهات المختصة، لما يمثله هذا الملف من تهديدات للغذاء القومى والأمن الغذائي للمواطنين
رصدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، تزايد معدلات الفاقد والهدر الغذائي في مصر، خاصة فيما يتعلق بالمنتجات الأكثر عرضة في التلف، حيث يمثل الفاقد والهدر من الخضراوات والفاكهة بين 45 - 55% من الإنتاج السنوي، مقدرة نسبة هدر الغذاء في مصر بنحو 50 كيلوجرامًا لكل شخص سنويا، موضحة أن فقدان معظم الطعام يتم في المزرعة، وأن مقابل كل 1000 كيلوجرام من الطماطم المنتجة والموزعة في مصر، يضيع 560 كيلوجرامًا أو يهدر، وهو ما يعني أن مصر وفقًا لتعدادها السكاني تفقد ما يزيد على 4 ملايين طن أغذية سنويا.
شعبة الخضار: نفقد بين 15 و30% من الإنتاج حاتم نجيب، نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، وعضو مجلس أمناء سوق العبور، قال إن نسبة التالف والفاقد تتراوح من 15 إلى 30% بداية من جني المحصول بالأرض الزراعية وصولا إلى تناول المستهلك للسلعة، لافتا إلى أن التقليل من حجم الفاقد يحتاج إلى
شعبة الخضار: نفقد بين 15 و30% من الإنتاج
حاتم نجيب، نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، وعضو مجلس أمناء سوق العبور، قال إن نسبة التالف والفاقد تتراوح من 15 إلى 30% بداية من جني المحصول بالأرض الزراعية وصولا إلى تناول المستهلك للسلعة، لافتا إلى أن التقليل من حجم الفاقد يحتاج إلى عدد من العوامل مجتمعة يأتى فى مقدمتها التعاون مع الفلاح، واتباع نظام التعبئة الحديثة التي تقلل من حجم الهدر فى المنتج، ونشر ثقافة الاستهلاك الصحيح، بحيث يصبح استهلاك الفرد قدر احتياجه، وذلك من خلال حملة توعية مكبرة.
ولفت نجيب إلى ضرورة ترشيد الاستهلاك قائلا: "لازم المواطن يشتري اللى بيحتاجه، نص كيلو أو ربع كيلو بدلا من شراء كميات ومراكمتها، لأن هذا يعد إحدى أكبر نوافذ تلف السلع الغذائية وعلى رأسها الخضار والفاكهة، مشددًا على ضرورة التفاعل المجتمعى بين ممثلى المجتمع المدنى من صناع وتجار وفلاحين، والجهات المختصة فى وضع ضوابط وأساليب لتطوير قطاع التجارة الداخلية.
حلول تطرحها "الفاو" فى تقريرها:
طرحت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" حلولا لأزمة زيادة الفاقد فى تقريرها تمثلت في تطوير سلسلة القيمة الغذائية للحد من فقد وهدر الغذاء، مع التركيز على مراحل ما بعد الحصاد ومراحل التجهيز والتسويق، وتعزيز اعتماد سلاسل القيمة، مع ضرورة توفير المعلومات حول حجم الفاقد والهدر الغذائي في مصر ومدى انتشارها.
ومن بين الحلول التي تحدثت عنها المنظمة في تقريرها، ضرورة زيادة القدرات التقنية والإدارية للجهات الفاعلة المعنية فى سلسلة القيمة الغذائية بدءًا من المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، والعمال الزراعيين مرورا بالتجار والمصنعين دون إغفال المنظمات النسائية، من أجل تحسين التنسيق والحفاظ على الجودة والحد من الفقد في أنشطة سلسلة القيمة الغذائية، واعتماد الأساليب التكنولوجية والممارسات الجيدة، بما في ذلك سلامة الأغذية وتحسين الجودة، للحد من الفقد والهدر الغذائي من قبل الجهات الفاعلة المعنية في سلسلة القيمة المحددة.
ولفت تقرير الفاو إلى أن أحد أهم الحلول تتمثل فى التركيز بشكل خاص على الشركات الزراعية الصغيرة والمتوسطة؛ وتحسين الروابط/ الشراكات التجارية لزيادة القيمة المضافة في سلاسل القيمة المعنية والمحددة.
أسباب زيادة الهدر:
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" عن المراحل المختلفة التى يتم خلالها زيادة حجم الفاقد، وسبل مواجهة ذلك فى كل مرحلة على النحو التالى:
الإنتاج والحصاد: يؤدي سوء ممارسات مناولة ما بعد الحصاد وضعف مهارات الحصاد إلى تلف المحاصيل أو تركها في الحقول حتى التلف، بالتالي يتم فرز المحاصيل بناءً على عدم الوعي بالمعايير والجودة الواجب اتباعهما.
التخزين: إن عدم ملاءمة مرافق التخزين وضعف تقنيات التخزين يؤدي إلى تدهور الجودة وانتشار الآفات والأمراض.
التجهيز والتعبئة: إن سوء الطرق المتبعة في التجهيز والتعبئة يؤدي إلى انسكاب أو تلف أو تلوث الطعام مما يتسبب في فقدان الجودة والكمية.
النقل والتوزيع: إن سوء نظم النقل والتوزيع المتبعة قد ينتج عنها تلف أو انسكاب الطعام.
أسواق التجزئة والجملة: يؤدي كل من سوء البنية التحتية وسوء المناولة إلى تلف المحاصيل والمنتجات في الأسواق.
الاستهلاك (الفنادق، المطاعم، المنازل): يتم هدر الطعام لأسباب مختلفة منها سوء التخزين ونقص الوعي وسلوك المستهلك.
وزارة التموين: أولى خطوات تقليل حجم الهدر من المنتجات الزراعية تأتى بتنظيم قطاع التجارة الداخلية
أعلن وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور على المصيلحى أنهم قاموا بوضع خطة تستهدف تقليل حجم المهدر من الخضراوات والفاكهة وذلك من خلال إعادة تنظيم قطاع التجارة الداخلية.
وأضاف وزير المصيلحى فى تصريح خاص ل"التحرير" أن أحد أسباب الفاقد هو "فسحة الخضار"، مؤكدا أن تقليل حجم الهدر من الخضراوات والفاكهة سيعالج تماما خلال الفترة القادمة وأن خطة الوزارة فى التطوير تستهدف إنشاء أسواق جملة فى جميع المحافظات بدلا من نقلها من محافظة لأخرى وهو ما يتسبب فى زيادة حجم المهدر.
وتنتج مصر نحو 14 مليون طن خضراوات سنويا، خلال الفترة من 2011 إلى 2015، تفقد منها نحو 3 ملايين طن سنويا بنسبة 22% من إجمالي الإنتاج المحلي.
ويبلغ إنتاج مصر من الفاكهة نحو 7 ملايين طن سنويا، وتفقد مصر منها نحو مليون طن بنسبة 16%، وتصدر نحو 409 آلاف طن سنويا، مما يشير إلى أن الفاقد 3 أضعاف ما تصدره مصر سنويا.