فنانون اعتزلوا في قمة نجاحهم..محمود يس تمسك ب«رقم1»

عدد من نجوم السينما المصرية، قرروا الابتعاد عن أضواء الشهرة، وهم في قمة نجاحهم المهني، وتختلف الدوافع التي تؤدي إلى ذلك من فنان إلى آخر وهكذا.
أكثر ما يجعل الفنان يشعر بإحباط هو ابتعاده عن جمهوره بإرادته أو ابتعاد الجمهور عنه وانصرافه عن مشاهدته، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الممثل أو المغني قد يتخذ قرارًا باعتزال مهنته حتى وهو في قمة نجاحه، وهي فكرة تراود الكثير من الفنانين دائمًا، وكأنها شبح يطاردهم، وتختلف الدوافع التي تؤدي إلى ذلك من فنان إلى آخر، إلا أن المتعارف عليه هي الأسباب الدينية، فكثير من الفنانين والفنانات اعتزلوا الفن تقربًا إلى الله أو انطلاقًا من شعور داخلي بأن ممارسة الفن بها شبهة حُرمانية، إضافة إلى عاملي التقدّم في السن، ومحاولة الحفاظ على صورة الذات لدى الجمهور.
ليلى مراد مسيرة ناجحة قدّمتها الفنانة ليلى مراد، جعلتها من بين أهم نجمات السينما المصرية طوال تاريخها، رغم أن مشوارها كاملًا لم يستمر لأكثر من 20 عامًا، حيث انطلقت في منتصف الثلاثينيات بعد أن تقدّمت للإذاعة، ونجحت في الاختبارات كمغنية، ثم اتجهت للسينما بداية من فيلم "تحيا الحب" (1937)، ثم انطلقت في
ليلى مراد
مسيرة ناجحة قدّمتها الفنانة ليلى مراد، جعلتها من بين أهم نجمات السينما المصرية طوال تاريخها، رغم أن مشوارها كاملًا لم يستمر لأكثر من 20 عامًا، حيث انطلقت في منتصف الثلاثينيات بعد أن تقدّمت للإذاعة، ونجحت في الاختبارات كمغنية، ثم اتجهت للسينما بداية من فيلم "تحيا الحب" (1937)، ثم انطلقت في رحلة سينمائية حافلة، ويبلغ رصيدها الفني 27 عملًا أبرزها: "قلبي دليلي، حبيب الروح، عنبر، غزل البنات، شاطئ الغرام"، وما يقرب من 1200 أغنية، ومنها: "يا شاغلني وأنا شغلاك، شحات الغرام، من بعيد يا حبيبي بسلم"، وبعد قيام ثورة يوليو، غنّت للرئيس محمد نجيب "بالاتحاد والنظام والعمل"، وهي على سيارة مكشوفة تجوب ميدان التحرير، ثم فاجأت الجميع بإعلان اعتزالها الفن عام 1955 رغبة في الاختفاء عن أعين الجمهور بعد أن نال التقدم في السن من جمالها، فيما ذكر الناقد أشرف غريب، في كتابه "الوثائق الخاصة لليلى مراد"، أنها أُجبرت على اعتزال الفن بضغط من السلطات في عهد جمال عبد الناصر، لتدفع ثمن ولائها ل"نجيب"، وبالفعل ظلت بعيدة عن الساحة حتى وفاتها في 21 نوفمبر 1995 عن عمر ناهز 77 عامًا.
محمود يس
بدأت رحلة جان السينما المصرية محمود ياسين بدور صغير في فيلم "القضية 68" ، ثم في "شيء من الخوف" و"حكاية من بلدنا" عام 1969، ثم جاءته أول فرصة للبطولة في فيلم "نحن لا نزرع الشوك" (1970) مع شادية، ومن هذا الفيلم انطلقت رحلة نجوميته ليًصبح أحد أبرز نجوم مصر في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث قدّم للشاشة الكبيرة أكثر من 50 فيلمًا في فترة السبعينيات وحدها، وأكثر من 150 فيلمًا طوال رحلته الفنية، ومع بداية الألفية الجديدة اتجه إلى التليفزيون، وقدّم عددًا من المسلسلات الناجحة والباقية علامة في مشواره، أهمها "سوق العصر"، "العصيان"، و"ماما في القسم"، وإلى جانب ذلك له مشاركات في السينما على استحياء في أفلام "الجزيرة" مع أحمد السقا، "الوعد" مع آسر ياسين، "عزبة آدم" مع فتحي عبد الوهاب، وأخيرًا "جدو حبيبي" من بطولته وإلى جانبه الفنانة القديرة لبنى عبد العزيز وبشرى في 2012، ثم قرر الاعتزال حفاظًا على مكانته، وفي حوار مؤخرًا لنجلته الفنانة رانيا محمود ياسين، قالت: "والدي كان نمبر وان في عمله، أي أنه بطل كل أفلامه ومسلسلاته، ومع احترامي للفنانين كبار السن الذين يقدّمون مشاركات بسيطة، لكنه لا يقبل الظهور بها، لذا فضل الاحتفاظ بالمكانة التي وصل إليها، وبرصيده العظيم".
شادية
قرار الاعتزال في حياة الفنانة شادية، كان مدروسًا ولا رجعة فيه، حيث قررت أن تنهي مسيرتها المميزة والناجحة، التي بدأت منذ نهاية الأربعينيات، قدّمت فيها العديد من الأفلام والأغاني المحفورة في ذاكرة الفن العربي، ومنها أفلام: "معبودة الجماهير، أغلى من حياتي، كرامة زوجتي، عفريت مراتي، شيء من الخوف، مراتي مدير عام، اللص والكلاب، ميرامار، زقاق المدق"، وأغاني: "يا حبيبتي يا مصر، وحياة عينيك، يا سلام على حبي وحبك، خد بإيدي"، وظلت هكذا حتى منتصف الثمانينيات، حيث قامت بارتداء الحجاب وأعلنت اعتزالها، وأرفقت قرارها بهذه الكلمات: "لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال، لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويدًا رويدًا، لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعوّد الناس على رؤيتي في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي، ويقارنوا بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم، ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء، وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس".
يوسف فخر الدين
الفنان يوسف فخر الدين بدأ مشواره السينمائي عام 1957، عن طريق الصدفة من خلال فيلم "رحلة غرامية"، ثم انطلق في مشوار تجاوز ال100 فيلم، ومنها: "حماتي ملاك، إحنا التلامذة، البنات والصيف، لا تذكريني، الأشقياء الثلاثة، مذكرات تلميذة، فتاة شاذة، الثلاثة يحبونها، لصوص لكن ظرفاء، شاطئ المرح"، إلا أنه بعد وفاة زوجته الفنانة الراحلة نادية سيف النصر، في حادث سيارة مروع ببيروت يوم 27 فبراير العام 1974، دخل في حالة اكتئاب شديدة، ثم تعرف على "ماكيرة" يونانية، وقرر الاستقرار معها في بلادها، وافتتح محل خردوات أسفل العمارة التي يقطُن فيها بأثينا، وكان يعمل فيه بنفسه، وظل هناك بقية حياته، حتى توفي في 27 ديسمبر عام 2002، ودُفن هناك، وكان آخر أعماله الفنية فيلم "القضية رقم 1" (1982) مع مديحة كامل.
حنان ترك
الفنانة حنان ترك انطلقت في مسيرتها منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، وسرعان ما شاركت في العديد من الأفلام الناجحة، وأصبحت إحدى أهم نجمات السينما المصرية، ومن أعمالها: "إسماعيلية رايح جاي، الآخر، حرامية في كي جي تو، جاءنا البيان التالي، جواز بقرار جمهوري، سهر الليالي، حرامية في تايلاند، حب البنات، أحلى الأوقات، تيتو، أحلام حقيقية"، وغيرها، إلا أنها اتخذت قرار الاعتزال وارتدت الحجاب في عام 2006، وبعد عام واحد، عادت مجددًا للفن، لتلعب بطولة عددًا من المسلسلات وهي بالحجاب، ومنها: "أولاد الشوارع، هانم بنت باشا، القطة العميا، نونة المأذونة"، ثم قررت اعتزال الفن تمامًا في رمضان 2012 وهي في قمة مجدها.
قد تختلف الدوافع وتتعدد من فنان لآخر يُقدّم على قرار اعتزاله الفن، سواء أخفى ذلك وابتعد في هدوء أو أعلنه، والنهاية دائمًا بيده وحده، سواء اختار أن تكون وهو في قمة نجاحه، أو بعد غياب الأضواء عنه.