فقد كريم عبد العزيز بريقه خلال السنوات الأخيرة، بعدما اتجه إلى الدراما وهجر السينما طوال 5 أعوام، وعاد فى 2019 ب"نادى الرجال السرى" للصدارة فى موسم ضعيف فنيًا يبدو أن عودة الفنان كريم عبد العزيز للسينما بعد غياب 5 سنوات منذ آخر أفلامه "الفيل الأزرق" (2014)، ستكون حميدة فى 2019 من خلال فيلمه الأول "نادى الرجال السرى"، المطروح فى دور العرض ضمن موسم إجازة نصف العام 2019، حيث استقبل الجمهور المتشوق لنجمه عمله بحفاوة، واستطاع الفيلم فى 4 أيام فقط أن يحصد أكثر من 9 ملايين جنيه، خاصة أن كريم يعود من خلال العمل للتعاون مع تميمتى نجاحه ماجد الكدوانى (تعاونا معًا فى "حرامية فى كى جى تو" و"حرامية فى تايلاند")، وغادة عادل (تعاونا معًا فى فيلم الباشا تلميذ). الأمر الأول الذى ينبغى التأكيد عليه بعد مشاهدة الفيلم، أن تريللر الفيلم لم يخدمه تمامًا، مجرد مشاهد مقتطعة من سياقها لإظهار أكبر عدد من النجوم دون أى تميز أو تقديم شىء يجذب الجمهور، وأن جمهور الفيلم فى السينما ما هم إلا محبو كريم عبد العزيز، وثنائيته الشهيرة مع ماجد الكدوانى، وغادة عادل. اقرأ أيضًا| ملاحظات الأمر الأول الذى ينبغى التأكيد عليه بعد مشاهدة الفيلم، أن تريللر الفيلم لم يخدمه تمامًا، مجرد مشاهد مقتطعة من سياقها لإظهار أكبر عدد من النجوم دون أى تميز أو تقديم شىء يجذب الجمهور، وأن جمهور الفيلم فى السينما ما هم إلا محبو كريم عبد العزيز، وثنائيته الشهيرة مع ماجد الكدوانى، وغادة عادل. فكرة الفيلم جديدة على السينما المصرية، حيث يتناول قصة طبيب أسنان "أدهم" يعيش بشخصيتين، الأولى فى المنزل، حيث إنه يستسلم تمامًا لتحكمات زوجته القوية، وهو فى نفس الوقت "مقضيها بره البيت"، بعد أن أسس مع عدد من أصدقائه ناديا سريا للرجال، يهدف إلى تقديم تسهيلات وخدمات تسمح لهم بخيانة زوجاتهم دون كشف ألاعيبهم. الفيلم يتناول تلك الفئة من الرجال "الخائنين لزوجاتهم" ويجعل من حياتهم ونزواتهم عالمه الخاص، وفى نفس الوقت يركز على نموذج بعينه للست المصرية بعد الزواج، وهى النكدية، الزنانة، المتحكمة، الشكاكة، المتابعة بشغف للمسلسلات التركية، والتى لا تعتنى ببيتها وأطفالها بقدر اعتنائها بأزيائها وأظافرها وبشرتها. الفيلم لايت كوميدى فى إطار فانتازى، حيث تطغى الكوميديا فيه على المنطق، فعلى الرغم من أنه يتناول قضية هامة، وهى فتور العلاقة الزوجية بين رجل وأم أولاده، وبالمثل عدد من أصدقائه الذين يعانون من نفس المشكلة، فإنه يُعالجها بشكل هزلى ساخر وغير مألوف من خلال إنشاء "نادى الرجال السرى". من أهم المميزات التى تُحسب للفيلم، أنه لم يعتمد فقط على كوميديا النكتة أو "الإفيه" كغيره من الأفلام الكوميدية فى السنوات الأخيرة، واعتمد على عناصر أخرى بارزة من أهمها: "الصورة"، مثل ملابس "أدهم" التى تُصّر زوجته "هاجر" أن يرتديها، و"المفارقة" كمشهد الفتاة الحسناء المطرودة من بيت "لبيب" لأنه "بيطرد الوحشين"، بالإضافة إلى "الأداء" وهو عنصر تميز به غالبية المشاركين. استخدام "ضيوف الشرف" فى العمل كان على الوجه الأمثل، وتم تسكين كل منهم فى دور له فائدة كوميدية وسياق درامى غير منفصل عن الأحداث، بيومى فؤاد بشخصية جادة تستمد الكوميديا من جديتها، ومعتز التونى طبيب المشرحة، وهشام ماجد الزوج الخائن لزوجته مع الشغالة، وحمدى الميرغنى "زنط"، وأكرم حسنى "لبيب أبو لبن"، وأحمد أمين، وأيمن وتار، وغيرهم، وكلهم أجادوا وأضافوا للفيلم ومن أهم عناصر قوته. العنصر النسائى فى العمل والممثل فى غادة عادل كان أسوأ ما يمكن، غادة لم تُقدّم أى جديد، ارتدت شخصية فقيرة على مستوى الكتابة أولًا، بالإضافة إلى أنها لم تُقدّم حتى شخصيتها الفنية المعتادة، المُتلقى يشعر أنها تشارك دون رغبة، فقط للوجود سينمائيًا بعد غياب، لا سيما أن العمل مضمون النجاح لأن بطليه كريم عبد العزيز وماجد الكدوانى، أما بالنسبة لنسرين طافش فقدّمت دورا جيدا فى حدود المساحة المخصصة لها. ثنائية كريم عبد العزيز وماجد الكدوانى كما هى لم تصدأ رغم مرور السنوات، بل إنها أصبحت أكثر قيمة. ومن أهم مفارقات "نادى الرجال السرى" أن اسم ماجد الكدوانى حلّ رابعًا على تتر العمل، بعد كل من كريم عبد العزيز وغادة عادل ونسرين طافش، وهو أمر مثير للدهشة، فمن الممكن تقبل أن اسم غادة عادل يسبق الكدوانى على الرغم من أنه البطل الثانى بالفعل، ولكن من هى نسرين طافش ليكون اسمها قبل الكدوانى مع كامل الاحترام لها كمغنية وممثلة فى بلادها سوريا؟ أهم ما يُؤخذ على الفيلم هو أنه رغم اعتماد فكرته الرئيسية على اللا منطقية و"الهلس"، فإن حبكته بها مواقف درامية قائمة على أكليشيهات معتادة مملة، تفصل المتفرج عن سياق الفيلم الأساسى، ومع ازديادها تعقدًا تزداد أيضًا معالجتها سوءًا، إلى أن نصل إلى الذروة التى جاءت بطريقة تقليدية للغاية. فى "نادى الرجال السرى" كريم عبد العزيز استوعب أخيرًا أنه "كبر"، وللمرة الأولى قدّم شخصية الأب والزوج، معتمدًا على عنصرين قويين بالفترة الأخيرة، وهما المخرج خالد الحلفاوى، والسيناريست أيمن وتار، اللذين نجحا فى رسم حبكة جاذبة للجمهور، وتؤدى غرضها وهو الإضحاك، وعاد للسينما بعمل لايت كوميدى خفيف فى موسم ضعيف فنيًا حتى يحتل المركز الأول بسهولة، وهو أمر يحتاج إليه حاليًا بعد إخفاقه تليفزيونيًا مؤخرًا، وابتعاده سينمائيًا لسنوات، والوجود بعمل متوسط يحقق المرجو منه أفضل من التوجس والابتعاد.