الأم عملت في جمع القمامة لكسب قوتها واعتادت تناول الطعام من بقايا الأكل.. الطفل أصيب بالتسمم عقب أكله من الزبالة.. النيابة أخلت سبيلها بعد ثبوت عدم التعمد «فقر وتسول وجوع»، ذاك ما دفع بدرية لتقضي وقتها بين صناديق القمامة تتلمس بقايا طعام برائحة الذل والإهانة والاشمئزاز، لتطعم طفلها الذي شاءت الأقدار أن تعتاد معدته على أكل القاذورات، ربما كان أمام الأم بدرية ذات ال30 عاما طرق أخرى ملتوية للحصول على المال أو إطعام ابنها أفضل الأطعمة لكن عصمتها العفة من أن تعرض نفسها على الرجال، أو أن تعمل في أحد الملاهي الليلية، أو حتى خادمة يتحسس رب الأسرة جسدها ويتمعنه بعينيه ذهابا وإيابا، لكن كان البديل موجعا ودفعت ضريبة التجاهل غاليا بموت ابنها متأثرا بطعام مسموم وفاسد ألتقطته له أمه من صندوق زبالة بالمطرية. لم تبك بدرية ولم تلمع عيونها حزنا على فراق طفلها "أحمد" عام ونصف، وفلذة كبدها فموته ذاك أفضل له من حياة قبيحة لا تعطيه سوى المرض والبرد والجوع وستورثه الشقاء والعناء ما بقي حيًّا. بجوار سيارة مركونة أمام مستشفى المطرية العام وضعت الأم جثمان طفلها ولفت جسده ببطانية صغيرة، قبل أن تلقي عليه نظرة الوداع لم تبك بدرية ولم تلمع عيونها حزنا على فراق طفلها "أحمد" عام ونصف، وفلذة كبدها فموته ذاك أفضل له من حياة قبيحة لا تعطيه سوى المرض والبرد والجوع وستورثه الشقاء والعناء ما بقي حيًّا. بجوار سيارة مركونة أمام مستشفى المطرية العام وضعت الأم جثمان طفلها ولفت جسده ببطانية صغيرة، قبل أن تلقي عليه نظرة الوداع الأخيرة، ورحلت في خطى متثاقلة تاركة قطعة منها خلفها. وقائع التحقيقات في القضية تسارعت بشدة عقب العثور على الطفل المتوفى، وحامت الشبهات حول وجود شبهة جنائية، خيوط التحريات انتهت عند الأم، التي ظهرت هويتها سريعا في عمليات البحث وتفريغ الكاميرات، وتعرف البائعون عليها من خلال الصور. «رُضّع في صناديق القمامة».. خبراء يحللون الظاهرة أمام رجال المباحث وقفت بدرية بقدمين ثابتتين وعينين شاردتين ، في البدايات حيث أنجبت طفلها، وكيف تخلى عنها الزوج ملقيا بابنه في الشارع، واسترجعت كيف طافت الشوارع وفشلت في إيجاد فرصة عمل شريف، وكيف حاولت حماية نفسها من ذئاب الليل التي لا ترحم، عن طريق العمل في جمع القمامة،قطع شريط الذكريات سؤال صادم: "إيه اللي حصل يا بدرية إنت موتي الواد ليه؟"، لترد "لا يا باشا أنا مقتلتهوش دا مات لما أكل من الزبالة"، وأضافت "ماحدش يقتل ضناه بس هو ارتاح من الدنيا اللي مابترحمش". مع إصرار الأم على روايتها قرر رجال المباحث تحرير محضر بأقوالها مع مجمل التحريات وإحالته للنيابة العامة، وأمام رجال العدل أصرت الأم بدرية على روايتها بعدم تعمدها قتل ابنها لكنه مات نتيجة تناوله طعاما فاسدا من صندوق قمامة، "أنا اللي أكلته من الزبالة واللي سلمته للموت حتى لو مش قاصدة". أمام التحريات وتقارير الطب الشرعي قررت نيابة شرق القاهرة الكلية، برئاسة المستشار أحمد عز، المحامي العام الأول، إخلاء سبيل الأم جامعة القمامة المتهمة بقتل نجلها بالمطرية، عقب تناوله طعاما فاسدا من القمامة. بتتكلم في التليفون.. ممرضة تقص إصبع رضيع وتتركه ينزف وخلال التحقيقات قالت المتهمة "بدرية.م" 30 سنة، إنها اعتادت اصطحاب نجلها "أحمد.س" عام ونصف، للعمل معها في جمع القمامة وفي أثناء ذلك تناول طعاما فاسدا، ولم تمر دقائق وتوفي بعد دخوله في حالة قيء مستمرة، وأضافت أنها حاولت إسعاف نجلها بكل الطرق، لكنه فارق الحياة بين يديها، فقررت تركه بالشارع ليقوم الأهالي بدفنه. وأضافت الأم أنها قامت بلفه داخل بطانية وتركته أمام المستشفى خوفا من المساءلة القانونية، وانتظرت بعيدا لترقب مصيره، وتبين أن كاميرات المراقبة رصدت المتهمة في أثناء إلقاء طفلها. الواقعة تلقى بها مأمور قسم شرطة المطرية بلاغا من أحد المواطنين مفاده أنه في أثناء ركوبه سيارته أمام مستشفى المطرية، عثر على طفل متوفى وملفوف داخل بطانية، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية لمحل البلاغ، وبالفحص تبين أن الطفل لم يتجاوز عمره العامين، ويرتدي ملابسه ولا توجد أي إصابات أو كدمات بأنحاء جسده، وبتكثيف التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة والدته "بدرية.م" 30 سنة، عاملة قمامة، حيث قامت بإعطاء طفلها "أحمد سعيد" عام ونصف العام، أكلًا من القمامة في أثناء وجوده معها في العمل. وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وتباشر النيابة التحقيقات.