بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دفع أوروبا للانفصال بشكل رئيسي عن مصادر الطاقة الروسية، والتي تمثل جزءا كبيرا من الأساس الذي ترتكز إليه القارة العجوز. وسط حالة من الشد والجذب السياسي، لم يجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمامه الكثير من الخيارات في التعامل مع ملف الصدام الروسي الأوروبي المستمر، وهو الأمر الذي دفعه للتفكير بقوة في توجيه مساعداته لمنطقة اليورو من أجل تقوية مركزها. وعلى رأس الملفات التي فتحتها الإدارة الأمريكية في الآونة الأخيرة، هو العمل على إنهاء اعتماد أوروبا على مصادر الطاقة الروسية باختلاف أنواعها، وهو الأمر الذي قد يعزز المواقف الأوروبية في مواجهة الصراعات السياسية مع موسكو. وتطلق إدارة ترامب العنان لجهودها في المستقبل القريب لمساعدة أوروبا على التخلص من الطاقة الروسية عن طريق تقديم المعرفة التكنولوجية المتطورة للولايات المتحدة للمساعدة في قطع العلاقات بشبكة الكهرباء الروسية، بالإضافة إلى الحد من استخدام الوقود المحروق، كما يقول أحد كبار مسؤولي وزارة الطاقة في الإدارة الأمريكية. خط وتطلق إدارة ترامب العنان لجهودها في المستقبل القريب لمساعدة أوروبا على التخلص من الطاقة الروسية عن طريق تقديم المعرفة التكنولوجية المتطورة للولايات المتحدة للمساعدة في قطع العلاقات بشبكة الكهرباء الروسية، بالإضافة إلى الحد من استخدام الوقود المحروق، كما يقول أحد كبار مسؤولي وزارة الطاقة في الإدارة الأمريكية. خط الغاز «نورد ستريم 2» بين روسياوألمانيا يصدر أزمات جديدة لميركل وقال نائب وزير الطاقة الأمريكي دان برويليت في مقابلة مع صحيفة واشنطن إكزامينر، إن الولاياتالمتحدة بدأت فعليًا جهودها بجلسات مع مسؤولي العديد من الدول الأوروبية، والتي تعتمد بصفة رئيسية على مصادر الطاقة الروسية. وأوضح برويليت أن الولاياتالمتحدة بدأت مساعيها لإخراج بولندا من دائرة الاعتماد على الطاقة الروسية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التزامه تقديم المساعدات اللازمة إلى نظيره البولندي من أجل الامتناع عن استخدام مصادر الطاقة الروسية. ترامب كان قد بدأ جهوده فعليًا مبكرًا، حيث قال للقادة الأوروبيين في وقت سابق من العام إنهم "أسرى" للطاقة الروسية، وذلك على الرغم من معارضتهم إلى اتفاق يسمح لموسكو ببناء خط أنابيب الغاز الطبيعي "نورد ستريم 2" عبر ألمانيا لتزويد الاتحاد الأوروبي. وأوضح برويليت أن الإدارة تعهدت بدعم تنويع إمدادات الطاقة البولندية، بدءًا من فتح قنوات إمدادات جديدة للغاز الطبيعي المسال في الولاياتالمتحدة لاستبدال تلك التي تستوردها من روسيا. بوتين يهدد بتمويل «نورد ستريم 2» حال فرض واشنطن عقوبات جديدة وقال: "ما نقوم به في بولندا هو مثال آخر على حقيقة أن الأوروبيين بشكل عام، والبولنديين على وجه الخصوص، يدركون مخاطر التعامل التجاري مع روسيا.. وهم يتحركون بقوة شديدة لتنويع مصادر الطاقة لديهم". التعاون مع الولاياتالمتحدة يتعدى مجرد تغيير مصادر استيراد الغاز الطبيعي، حيث أكد نائب وزير الطاقة الأمريكي، أن الولاياتالمتحدة ستساعد دول بحر البلطيق على قطع روابطها بشبكة الكهرباء الروسية، والتي تغزي أيضًا العديد من المناطق الأخرى في أوروبا. وعلى الرغم من مساعي ترامب القوية لإنهاء اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية، إلا أن تنفيذ ذلك بشكل سريع قد يبدو صعبا، للغاية، خاصة أن 30% من النفط الذي تحصل عليه أوروبا يأتي من روسيا، كما أن بعض دول اليورو مثل بولندا وفنلندا تستورد 75% من نفطها من موسكو. وبخلاف النفط، فإن أوروبا بدت أسيرة منذ عشرات السنوات إلى الغاز الطبيعي الروسي، والذي يمثل 37% من الإمدادات التي تأتي لأوروبا من هذا المصدر، حيث تستورد دول اليورو ما بين 90 - 110 ملايين طن غاز طبيعي سنويًا من روسيا. ذعر وتعاون حذر.. كتاب «الخوف» يفضح ضعف ترامب أمام روسيا المعطيات الحالية يمكن أن تقف ضد التوجهات السياسية الأمريكية في الوقت الحالي، خاصة في ظل ارتباط أوروبا اقتصاديًا بالعديد من المشروعات الخاصة والكبرى مع موسكو، الأمر الذي قد يدفع بعض الدول في الاتحاد الأوروبي للتفكير مليًا قبل اتخاذ أي قرار بقطع العلاقات مع روسيا في مجالات الطاقة.