بدت الحكومة الصينية متعثرة في إقناع شعبها في إنجاب الطفل الثاني بعدما أقرت ذلك في 2015، وذلك لمواجهة ارتفاع مستويات الشيخوخة في المجتمع الصيني. على مدى عقود طويلة ارتبطت الصين بالمشكلات الاجتماعية المتعلقة بتعداد السكان، وهو الأمر الذي كان مثار اهتمام واسع للحكومات والإدارات المتعاقبة في حكم البلاد، حيث توحدوا جميعًا على ضرورة مجابهة الزيادة الضخمة في أعداد السكان. وخلال السنوات القليلة الماضية، بدا أن المشكلة الرئيسية للتركيب السكاني في الصين، ليست الزيادة المهولة في الأعداد، ولكن ارتفاع نسبة الشيخوخة في السكان، وهو الأمر الذي كان أكبر مصدر للقلق في الحكومة الصينية خلال السنوات القليلة الماضية. وعلى عكس المتوقع، فإن معدل المواليد المتراجع هو الآن أحد الموضوعات الأكثر تداولًا في الصين، كما أن هناك شعورا حقيقيا بالأزمة في مواجهتها، حسب ما جاء في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". الصين تحاول تقليص عدد سكان بكين 15% وبعد عقود قضتها الصين في محاولات للحد من زيادة أعداد السكان، فإن شعارات الدعاية وعلى عكس المتوقع، فإن معدل المواليد المتراجع هو الآن أحد الموضوعات الأكثر تداولًا في الصين، كما أن هناك شعورا حقيقيا بالأزمة في مواجهتها، حسب ما جاء في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". الصين تحاول تقليص عدد سكان بكين 15% وبعد عقود قضتها الصين في محاولات للحد من زيادة أعداد السكان، فإن شعارات الدعاية الحكومية تحث الآن الأزواج على "إنجاب الطفل الثاني للبلاد"، مما أثار انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي بأن سياسة الحكومة تدخلية وغير حساسة ولا تتوافق مع ما اعتاد الشعب الصيني عليه منذ ما يزيد عن 40 عامًا. مواجهة الشيخوخة رأت الحكومة الصينية أن مواجهة الشيخوخة قد يستدعي اتباع العديد من السياسات الجديدة وغير المألوفة، خاصة في ظل تحذيرات ديموغرافية تؤكد إمكانية انخفاض أعداد السكان الشباب في البلاد على مدى السنوات العشر المقبلة. ووفقًا للإذاعة البريطانية، فإن التوقعات المستقبلية بدت أكثر قتامة، حيث توقع مكتب الإحصاءات الوطني الصيني، أن يستمر معدل المواليد في الانخفاض من عام 2018 فصاعدًا، مؤكدًا أن "في السنوات العشر القادمة، سينخفض عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و 30 سنة بنسبة 40%، وهو انخفاض كبير في هذه الفئة العمرية، التي يتم الاعتماد عليها بصورة رئيسية لزيادة معدلات الإنجاب. سياسة فاشلة اعتقدت الحكومة الصينية أن أفضل خيار لمعالجة ارتفاع نسبة الشيخوخة في البلاد، هي إطلاق العنان للمواليد، حيث رأت الحكومة الصينية في 2015 ضرورة السماح بإنجاب "الطفل الثاني"، لتنهي بذلك القانون الذي تم إقراره في 1979 بالاكتفاء ب"طفل واحد". الصين تُنعش القارة السمراء باستثماراتها.. وإسقاط الديون فرصة ذهبية لإفريقيا ووفقًا لمكتب الإحصاءات الوطني الصيني، كان هناك 17.86 مليون مولود في عام 2016، وهو العام الأول بعد بدء سريان القرار الخاص بإنجاب الطفل الثاني، ونما عدد السكان الصينيين بمقدار 1.31 مليون، بمعدل 12.95 مولود لكل 1000 شخص، وهو أسرع معدل منذ عام 2001. وفي عام 2017، والذي كان من المفترض أن يشهد الأثر الكامل والمكثف لتطبيق سياسة إنجاب الطفل الثاني، بلغ عدد المواليد 17.23 مليون شخص، بانخفاض قدره 630 ألف مقارنةً بعام 2016؛ وبلغ معدل المواليد 12.43 لكل 1000، منخفضًا بنسبة 0.52% عن عام 2016. انقسام شعبي وتتراوح التدابير التي تجري مناقشتها الآن بين تمديد إجازة الأمومة لتشجيع الناس على إنجاب طفل ثانٍ بحوافز نقدية مباشرة أو إعفاءات ضريبية، غير أن ذلك لا يزال يواجه رفض واسع على المستوى الاجتماعي. وتواجه الصين حالة انقسام شديدة بشأن القرار، والذي تراه بعض الأسر مُحققًا لأمانيها في امتلاك "طفل ثاني"، إلا أن على الناحية الأخرى لم يكن مقنعًا لأولئك الذين اعتادوا على النهج المألوف من الحكومة الصينية الساعي لتحديد النسل. سكان نانجينغ الصينية يكتسحون الحدائق المائية هربا من الحر وحسب "بي بي سي"، فإن هناك انتشار واسع لعمليات التعقيم داخل الصين، وهو الأمر الذي كان في الماضي يتماشى مع توجهات الدولة لتحديد النسل في البلاد، إلا أن ذلك قد يتطلب مزيدا من التشريعات التي تُجرم هذه العمليات خلال الفترة المقبلة، لضمان نجاح سياسة "الطفل الثاني".