تبقى الست ماجدة الرومي إحدى أجمل الأصوات النسائية على مدار تاريخ الأغنية العربية الحديثة، وإحدى أيقونات الموسيقى اللبنانية، على مدار 4 عقود و13 أسطوانة هي حصيلة مشوارها. إن تطرقنا للحديث عن أيقونات الموسيقى اللبنانية، بالطبع ستكون في مقدّمة الأسماء الساحرة ماجدة الرومي، صاحبة الصوت الطربي الآسر الأوبرالي، صوت ترانيم معابد بعلبك، وكنائس حريصا، وسيدة لبنان، وجبال الأرز، وخرير وادي قاديشا، الصوت الذي شدى للعشق والحرية والحياة والتسامح والسلام، في أغانِ راقية، طالما أدتها بإحساس مرهف، وبحضور أنيق مكنّها من أن تصبح إحدى نجمات الجيل الذهبي، عبر 4 عقود منذ أن بدأت مشوارها وهي لا تزال صبية في سبعينيات القرن الماضي، أصدرت خلالهم ثلاث عشرة أسطوانة غنائية آخرها عام 2012. هي ماجدة حليم الرومي، المولودة في الثالث عشر من ديسمبر 1957، لعائلة فنية كبيرة من مدينة صور في جنوبلبنان، فوالدها هو الموسيقار حليم الرومي، أحد أسباب سطوع أسطورة الغناء فيروز، تأثّرت منذ طفولتها بعمالقة الفن أمثال أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وأسمهان وليلى مراد وغيرهم، وأصقل هذا التأثر موهبتها التي ظهرت، هي ماجدة حليم الرومي، المولودة في الثالث عشر من ديسمبر 1957، لعائلة فنية كبيرة من مدينة صور في جنوبلبنان، فوالدها هو الموسيقار حليم الرومي، أحد أسباب سطوع أسطورة الغناء فيروز، تأثّرت منذ طفولتها بعمالقة الفن أمثال أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وأسمهان وليلى مراد وغيرهم، وأصقل هذا التأثر موهبتها التي ظهرت، ولاحظها كل من حولها، من العائلة إلى الجيران، حتى إنها رافقت والدها في لقاء على تليفزيون لبنان، وهي في الرابعة عشرة من عمرها، وغنّت حينها أغانٍ لأم كلثوم. على الرغم من كوّن والدها واحدًا من الموسيقيين اللبنانيين المعروفين، إلا أنه رفض في بداية الأمر احتراف نجلته الغناء، لكنه بعد ذلك وافق على أن تتقدم إلى برنامج اكتشاف المواهب "استديو الفن" عام 1974، أذهلت الفتاة التي لم تتجاوز السابعة عشرة ربيعًا، لجنة التحكيم بأدائها المتميز لأغنيتي "أنا قلبي دليلي" لليلى مراد، و"يا طيور" لأسمهان، ما سمح لها بتجاوز زملائها في البرنامج لتثبت لوالدها أنها تستحق الدعم، فبارك خطواتها في عالم الفن، لكنه اشترط عليها إنهاء دراستها الجامعية، فحصلت على شهادة البكالوريوس في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية. كان أول تسجيل غنائي لماجدة الرومي هو ترتيل كنسي بعنوان "ميلادك"، وسجلت أيضًا "الهوا هوايا" و"عيون القلب"، كما غنّت للوطن والمحبة والسلام، إلا أن أول أغنية خاصة لها صدرت في العام 1975، وهي "عم بحلمك يا حلم يا لبنان" وهي كلمات الشاعر سعيد عقل وألحان الياس الرحباني، وذلك إثر مجزرة عين الرمانة، وفي العام التالي لفتت نظر المخرج العالمي يوسف شاهين، فقدّمها رغم صغر سنها في فيلمها الوحيد "عودة الابن الضال" (1976)، ولم تكرر التجربة بعد ذلك، إلاّ من خلال مرور غنائي برائعة "آدم وحنان" في فيلم "الآخر" العام 1999. أول ألبوماتها كان "خدني حبيبي" الذي صدر في العام 1977، الذي تضمن أغنيات ما زالت حية حتى اليوم، مثل "يا نبع المحبة"، و"ما حدا بيعبّي مطرحك بقلبي" من كلمات مارون كرم وألحان إحسان المنذر، أما الأغنية التي تحمل اسم الألبوم أي "خدني حبيبي" فهي للشاعر هنري زغيب والملحن نور الملاح، وبعد خمسة أعوام، أصدرت ماجدة الرومي ألبومًا آخر هو "من زمان" 1982، اتبعته ب"العصفورة" 1983، و"يا ساكن أفكاري" 1986، و"ضوي يا قمر" 1988، ثم غابت ثلاثة أعوام لتعود بألبومها "كلمات" 1991، الذي غنّت فيه قصيدة "كلمات ليست كالكلمات" و"يا بيروت يا ست الدنيا" التي تُعد من أجمل الإصدارات التي تغنّت بالعاصمة اللبنانية، فأرّخت حربها وحزنها وقوتها، والأغنيتين للشاعر نزار قباني. في العام 1994 أصدرت ألبوم "ابحث عني"، ومن أغانيها فيه "غنوا معي، كن صديقي، مررت في خيالي"، ثم ألبوم "رسائل" 1996، وضم إحدى أشهر أغنياتها "عيناك ليالِ صيفية"، ثم "أحبك وبعد" 1998، ومن أغانيها فيه "القلب المفتوح، أنت الماضي، سيدي الرئيس"، ثم انقطعت نحو 5 أعوام، وعادت في 2003 بألبوم ديني "قيثارة السماء"، وفي العام التالي أيضًا ألبوم "ارحمني يا الله" الديني، ثم "اعتزلت الغرام" 2006، وضم أغنيات "غني للحب، في ليلك الساري، بالقلب خليني، كيف، نشيد الزفاف" وغيرها. ولماجدة الرومي 13 ألبومًا، كانت ملامحهم الرئيسية تميزها في أغانٍ كشفت المقدرات الأوبرالية لصوتها، كأغنية "طوق الياسمين"، وبرعت بأداء القصائد بشكل خاص، فغنّت لنزار قباني وسعاد الصباح ومحمود درويش، ومن هذه الأعمال: "كن صديقي"، "مع الجريدة"، "سقط القناع"، "وعدتك"، وغيرها، وغنّت للعديد من الشعراء والملحنين وأمام العديد من الملوك والرؤساء، وفي كل المهرجانات الكبرى في العالم العربي، وأطلقت عليها عدة ألقاب، منها "ملاك الطرب العربي" و"مطربة المثقفين". تربّعت ماجدة الرومي على العرش بلا منازع كأميرة متوّجة بالقصائد والموسيقى والأغاني الأوبرالية والصوت الجبلي الساحر، حتى آخر ألبوماتها "غزل" الذي صدر عام 2012، والذي ضم أغاني قديمة غنتها بصوتها، سواء لها أم لغيرها من الفنانين، ومن حينها وتصدر أغانِ منفردة من وقت لآخر، أحدثها "ميلي يا حلوة ميلي" من كلمات رمانس جرمانس، وألحان وتوزيع الملحن شربل روحانا. ونجحت ماجدة الرومي طوال 4 عقود في أن تكتب اسمها بحروف مضيئة في سجل العمالقة، ونالت العديد من الجوائز والتكريمات، أهمها، الدرع الوطني للأرز، رتبة فارس من رئاسة الجمهورية اللبنانية عام 1994، والدرع من الجمعية الوطنية الفرنسية عام 1993، ودرع التكريم من الملكة نور الحسين في الأردن عام 2002، ويبقى صوتها من أجمل الأصوات في ذاكرة الغناء العربي.