تمتلك روسيا الآن نظام الدفاع الصاروخي بعيد المدى "إس 400"، الذي يعد الأفضل في العالم، وفي فئة الأنظمة الصاروخية قصيرة المدى يأتي نظام "تور" الروسي ضمن قائمة الأفضل دخل الخبير العسكري الروسي فيكتور موراخوفسكي مؤخرا في نزاع عندما زعم أن نظام الدفاع الجوي الروسي "بانتسير إس 1" عانى من عيوب ومشكلات كبيرة خلال العمليات الدفاعية ضد الهجمات المعادية على قاعدة "حميميم" الجوية في سوريا، ففي تصريح له أكد الخبير الروسي أن أنظمة الدفاع الصاروخي من طراز "بانتسير" لديها نسبة فعالية لا تزيد على 19% فقط، في المقابل أشار موراخوفسكي إلى أن الأنظمة الدفاعية من طراز "تور إم تو يو" فعالة بنسبة 80%، ووفقا لهذه الإحصائيات، يبدو أن "تور" يجب أن يحل محل أنظمة "بانتسير". ودفعت هذه الإحصائيات مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إلى التساؤل، ما الغرض الذي صُنعت من أجله أنظمة "تور"؟ وما قدراتها؟ ولماذا تفوقت بشكل كبير على أنظمة "بانتسير" في سوريا؟ بدأ تطوير أنظمة "تور" في عام 1975 كبديل لنظام الدفاع الجوي "أوسا" كنظام دفاع جوي في اللواءات العسكرية، وكانت خطط تطويره متواضعة، ودفعت هذه الإحصائيات مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إلى التساؤل، ما الغرض الذي صُنعت من أجله أنظمة "تور"؟ وما قدراتها؟ ولماذا تفوقت بشكل كبير على أنظمة "بانتسير" في سوريا؟ بدأ تطوير أنظمة "تور" في عام 1975 كبديل لنظام الدفاع الجوي "أوسا" كنظام دفاع جوي في اللواءات العسكرية، وكانت خطط تطويره متواضعة، وشملت رادار تتبع التضاريس، إلا أن أنظمة الدفاع الجوي دائما ما تكون بحاجة إلى أن تكون أكثر ذكاء وأسرع. وكانت الصواريخ الموجهة بدقة مثل "والي" الأمريكي، وصواريخ كروز التي تطلق من الجو، تهديدات مثيرة للقلق في ذلك الوقت، لذا كان من الضروري وجود نظام جديد لمواجهة كل هذه التهديدات. وكان التصميم الذي ظهر لمواجهة هذا التهديد هو نظام الدفاع الصاروخي "تور"، الذي تم تبنيه في عام 1985، وعلى غرار نظام "أوسا" الذي أحيل للتقاعد، فإن "تور" كان نظاما مستقلا تماما، حيث يتم دمج جميع الصواريخ ورادارات التتبع ورادارات البحث في مركبة واحدة. روسيا تهدد حلفاء أمريكا بسبب معاهدة القوى النووية ولكي يكون نظام "تور" أكثر رشاقة، وأسرع، فإنه يستخدم نظام إطلاق رأسي مستقيم، على غرار نظام "إس 300"، حيث يتم تخزين ثمانية صواريخ في منصات إطلاق عمودية. وأشارت المجلة إلى أنه عندما يتم إطلاق صاروخ، يتم طرده عموديا من منصة الإطلاق بواسطة طاقة دفع الغاز، وتتكشف أجنحة الصاروخ بعد إطلاقه. وبمجرد أن يصل الصاروخ إلى 20 مترا فوق منصة الإطلاق، تقوم مولدات غاز خاصة في رأس وقاعدة الصواريخ بتوجيه الصاروخ في اتجاه الهدف، وبمجرد توجيه الصاروخ، يشتعل محركه. ويسمح ذلك لأنظمة "تور" بالبدء في الهجوم على الهدف خلال 10 ثوانٍ في أثناء الحركة، وخلال 8 ثوانٍ في أثناء التوقف، إلا أن النسخة الأولى من "تور" لا تمتلك إلا على منصة إطلاق واحدة، لذلك يمكن توجيه صاروخ واحد فقط في كل مرة. لماذا تخشى أمريكا من انتشار منظومة S-400 الروسية؟ إلا أنه تمت ترقيته إلى "تور إم وان"، ليكون بمنصتي إطلاق، وتعزيز قدرته على الاشتباك مع مجموعة أهداف أكثر تنوعا، بما في ذلك القنابل الموجهة بالليزر، كما خفضت وقت رد الفعل، وذلك بسبب تكامل أجهزة الكمبيوتر الحديثة والسريعة. وشهدت نسخة "تور إم تو" تطورا هائلا، حيث تقول بعض المصادر إنه يمكن أن يشتبك مع 4 أهداف في وقت واحد، بينما يقول آخرون إنه يمكن أن يشترك مع 10 أهداف، لكن بعض المصادر أشارت إلى أن "تور إم تو" لديه قدرة محدودة على التعامل مع صواريخ المدفعية. ويتم استخدام "تور" الآن بشكل واسع في الجيش الروسي في أشكال متنوعة، فبالإضافة إلى الهيكل المعياري الذي يأتي بجنزير، توجد إصدارات للظروف القطبية، بالإضافة إلى إصدار بعجلات للتصدير. وردا على سؤال لماذا نظام "تور" أفضل بكثير من "بانتسير"؟ قالت "ناشيونال إنترست" بما أن "تور" نظام دفاع جوي على مستوى لواء، مقارنة بكون "بانتسير" نظام دفاع مرتكز، فإن الأول لديه رادار أكثر قوة، والذي يمكنه كشف أي هجوم قبل "بانتسير". كيف تستعد روسيا للحرب في القطب الشمالي؟
ومن المرجح أن تكون صواريخ "تور" أكثر مرونة من "بانتسير"، حيث يعد نظام الإطلاق العمودي إحدى مميزات "تور" عند الاشتباك مع أهداف متعددة آتية من اتجاهات مختلفة، حيث لا يحتاج القاذف إلى الدوران قبل إطلاق الصاروخ. وبغض النظر عن الأسباب التقنية، فإن "تور" مكلف لتدمير أهداف أسهل من "بانتسير" فنظرًا لدور "بانتسير" كنظام دفاع مرتكز، تم تكليفه بالتعامل مع الطائرات الصغيرة بدون طيار، أو أهداف مشابهة لا يمكن لنظام "تور" استهدافها أو الوصول إليها.