الأردن نجح في تحقيق اختراق سياسي مهم على صعيد الأزمة الليبية المستعصية، من خلال محاولة تقريب وجهات النظر بين رئيس حكومة الوفاق فائز السراج والقائد العام للجيش خليفة حفتر 7 سنوات مرت على سقوط نظام العقيد اليبي معمر القذافي، ولا تزال البلاد تبحث عن الأمن والاستقرار وسط حالة من الفراغ السياسي والفوضى والانقسام بسبب الصراع على السلطة والتناحر وانتشار الميليشيات المدعومة من الخارج والأطماع في الدولة صاحبة احتياطيات النفط الأكبر في قارة إفريقيا، وهو ما دفع دولا إقليمية عديدة إلى التدخل سياسيا من أجل إنهاء الأزمة بين الفرقاء وتوحيدهم وإعادة البلاد مجددًا إلى رونقها بين جيرانها، خاصة لما تتمتع به من دور رئيسي في تأمين دول الجوار وتوفير احتياجاتهم النفطية. أمس رجحت مصادر نيابية ليبية، إمكانية إحداث اختراقة وشيكة في مسار الأزمة الليبية وإعادة تشكيل المجلس الرئاسي، في أعقاب اللقاءات التي أجراها كل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، وقبله القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر في العاصمة الأردنية. وأعلن مستشار أمس رجحت مصادر نيابية ليبية، إمكانية إحداث اختراقة وشيكة في مسار الأزمة الليبية وإعادة تشكيل المجلس الرئاسي، في أعقاب اللقاءات التي أجراها كل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، وقبله القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر في العاصمة الأردنية. وأعلن مستشار رئيس مجلس النواب الليبي، فتحي المريمي، مساء الأحد، عن موعد تشكيل المجلس الرئاسي الليبي الجديد، مشيرًا إلى أنه قد يتم الإعلان عنه قبل نهاية ديسمبر الحالي. وأضاف المريمي أن كافة الأطراف دعت إلى ضرورة إنهاء العملية قبل حلول يناير المقبل، موضحا أن الأمر أصبح بيد لجنتي الحوار لتحديد الموعد للإعلان عن التشكيل الذي يضمّ رئيسًا ونائبين، بحيث تمثل الأقاليم الثلاثة في المجلس. جاء ذلك، بعد ساعات من تعهدات أطلقها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مساء الأحد، ب"دعم الأردن للجهود الرامية إلى التوصل لحلّ سياسي في ليبيا". وأشار الملك عبدالله الثاني، لدى استقباله رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج في قصر الحسينية بعمان إلى استعداد المملكة لتقديم الدعم لليبيين في جميع المجالات، خصوصًا في توفير الخبرات الأردنية للمساعدة في بناء المؤسسات الليبية، وفقا لوكالة "بترا". وقبل زيارة السراج إلى الأردن الأحد، كان القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، قد أدى زيارة مماثلة إلى عمان. ووفقًا للسفير الليبي في عمان، محمد البرغثي، فإن حفتر أكد حرصه على وحدة الوطن، والحفاظ على أمنه، والتزامه بإجراء الانتخابات واحترامه للتداول السلمي للسلطة، مشيرًا إلى أن تلك أمور بالغة الأهمية، يجب البناء عليها، لكونها تمثل الأسس التي ينبغي أن تُبنى عليها الدولة الوطنية المأمولة. مراقبون يرون أن اللقاءات التي احتضنتها العاصمة الأردنيةعمان، تؤشر على جهود أردنية عالية المستوى لحل الأزمة الليبية، استنادًا إلى العلاقات الطيبة التي تتمتع بها الأردن مع الأطراف الليبية، بحسب إرم. وتوقع المراقبون، نجاح الأردن في تحقيق اختراق سياسي مهم على صعيد الأزمة الليبية المستعصية، من خلال محاولة تقريب وجهات النظر بين رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية وفائز السراج والقائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر. يذكر أن مجلسي النواب والدولة الاستشاري كانا قد اتفقا في 31 من أكتوبر حول إعادة هيكلة السلطة التنفيذية لمجلس رئاسي جديد مكون من رئيس ونائبين ورئيس وزراء منفصل يشكل حكومة وحدة وطنية تعمل في كامل أنحاء ليبيا.