لم يستوعب مسئولو الأهلي الدرس بعد ضياع بطولة إفريقيا وكأس زايد، وواصلوا قراراتهم المتضاربة، ضحوا ب«كارتيرون» وعاد سيد عبدالحفيظ مديرا للكرة دون أن يعلم أحد لماذا رحل؟ يبدو أن مجلس إدارة النادي الأهلي بقيادة محمود الخطيب، يصر على التعامل مع ملف كرة القدم بناء على ما يطلبه رواد السوشيال ميديا، لذا لم يكن غريبا أن يتعامل المجلس مع الخروج المؤسف من دور ال16 للبطولة العربية بلسان حال المثل الشعبي القائل «ودنك منين يا جحا». محمود الخطيب عندما خسر الفريق نهائي دوري أبطال إفريقيا بفضيحة مدوية في تونس من الترجي وجد كبش الفداء الذي أطفأ ثورة الغضب الجماهيري على السوشيال ميديا بالإطاحة بعبدالعزيز عبدالشافي، مدير قطاع الكرة، و علاء عبدالصادق، وحل لجنة الكرة، رغم أنهما لم يكن لأي منهما دور على أرض الواقع. وبعد الخروج من البطولة العربية قرر الخطيب إقالة الفرنسي باتريس كارتيرون، المدير الفني للأهلي، ورفض الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبها في إدارته لملف كرة القدم بداية من التعاقد مع المدرب نفسه، ومرورا بعدم التعاقد مع صفقات مميزة، والقرارات المربكة التي يتم اتخاذها بين الحين والآخر. وبالرغم من أن هناك جدلا وبعد الخروج من البطولة العربية قرر الخطيب إقالة الفرنسي باتريس كارتيرون، المدير الفني للأهلي، ورفض الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبها في إدارته لملف كرة القدم بداية من التعاقد مع المدرب نفسه، ومرورا بعدم التعاقد مع صفقات مميزة، والقرارات المربكة التي يتم اتخاذها بين الحين والآخر. وبالرغم من أن هناك جدلا حول باتريس كارتيرون، فهناك من يؤيد رحيل المدرب الفرنسي، وهناك من يرى أنه مظلوم بعدما واجهته ظروف صعبة منها عدم تدعيم الفريق، والإصابات التي ضربت أبرز عناصر الفريق، لكن يبقى أن إدارة الأهلي ترفض الإجابة على السؤال الذي يطرح نفسه وهو «هل رحيل كارتيرون هو الحل؟». الإجابة بالطبع لا.. لأن مسئولي الأهلي يصرون على دفن رؤوسهم في الرمال مثل النعام، يحاولون الهرب من تحمل المسئولية، فإذا كان كارتيرون مدربًا متواضعا، من الذي أحضره؟ بالتأكيد المجلس الحالي، لذا يجب أن نعود بالأحداث للخلف لنتذكر كيف تم التعاقد مع المدير الفني الفرنسي بداية الأخطاء باتريس كارتيرون تولي المهمة الفنية للأهلي في ظروف غريبة، بعدما باءت المحاولات التي قام بها المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة السعودية، الرئيس الشرفي السابق للنادي بالتعاقد مع مدرب كبير بالفشل، حيث كانت البداية مع الأرجنتيني رامون دياز الذي حضر نجله وعقد جلسة مع مسؤولي الأهلي في مصر ووصلت المفاوضات إلى طريق مسدود وأبلغ دياز تركي آل شيخ بأن الأهلي لا يمتلك منظومة احترافية بخلاف ضعف الإمكانيات الموجودة. تركي آل الشيخ بعد فشل المفاوضات مع دياز فتح خطوط اتصال مع التشيكي كارل ياروليم وأصر محمود الخطيب على التفاوض مع المدرب بنفسه، ولم يستمر الأمر طويلا حتى توقفت المفاوضات بعد الأزمة التي حدثت بين مجلس إدارة الأهلي مع الرئيس الشرفي للنادي. محمود الخطيب حاول تدارك الأمور وتعاقد مع البرتغالي جوزيه جوميز، لكن الأخير اعتذر لمسئولي القلعة الحمراء بعد التعاقد لظروف أسرية، وفي النهاية فتح النادي خطوط تفاوض مع باتريس كارتيرون، ولم تأخذ الأمور وقتًا طويلا بعد ترحيب المدرب الفرنسي بتدريب الأهلي، مؤكدا أنه حلم لأي مدرب. إدارة مرتعشة بعد كارثة مباراة الترجي التونسي وخسارة بطولة دوري أبطال إفريقيا، خرج محمود الخطيب وأعلن أنه بصدد اتخاذ الاجراءات التي ستعيد هيبة الأهلي من خلال تصحيح مسار الكرة، وطلب تقارير فنية وطبية من الجهاز الفني للأهلي لدراسة الوضع قبل اتخاذ القرارات. ثم عقد الخطيب جلسة مطولة مع باتريس كارتيرون، كان مضمونها إبلاغ المدير الفني بأن مسألة استمراره لقيادة الفريق باتت مهددة، وفي حالة خسارة الأهلي مباراة الوصل ستكون منتهية بكل تأكيد، مرورًا بجلسة مطولة مع محمد يوسف ومنها بدأت تخرج تسريبات حول تعيين عادل عبدالرحمن مدربًا عامًا، وتفرغ محمد يوسف لأعمال مدير الكرة، ومنها أيضًا أن يتم منح مدرب فريق الشباب فرصة لتصعيد اللاعبين المميزين في فريق الشباب وتدعيم الفريق الأول بها. قرارات متضاربة بعد سلسلة من الاجتماعات مع كارتيرون، ومحمد يوسف، ثم حسام غالي، منسق قطاع الكرة، ومحمد فضل، رئيس لجنة التعاقدات ثم اجتماع مع أعضاء مجلس الإدارة، خرج الخطيب ببعض القرارات، أبرزها حل لجنة الكرة ورحيل عبدالعزيز عبدالشافي من منصب المدير الرياضي ثم اتخذ قرارا بعودة هيثم عرابي إلى لجنة التعاقدات، في حين أن الأزمة لا تكمن في لجنة التعاقدات من الأساس، وكانت الشكوى واضحة من الجميع بمن فيهم جماهير النادي أنفسهم، والتي تتمثل في سياسة التعامل مع تدعيم الفريق وضم الصفقات حيث وصفت الجماهير طريقة إدارة ملف الكرة بالبخل ورفعت شعارا لرئيس الأهلي بضرورة «فك الكيس». الثنائي حسام غالي ومحمد فضل رفعا راية العصيان مبكرًا في وجه رئيس الأهلي اعتراضا على قرار تعيين هيثم عرابي في لجنة التعاقدات رافضين تمامًا فكرة عودته للعمل مرة أخرى بالنادي، وسط محاولات مكثفة من المقربين من الثنائي لإقناعهم بالعدول عن موقفهما، إلا أنهما اصرا على مواجهة الخطيب بمستندات وتسجيل صوتي يثبت أن هيثم عرابي هو شخص لا يستحق التواجد داخل الأهلي لأنه يعمل «سمسار». بعدها ودون أي مقدمات تم تجميد قرار مجلس الإدارة الرسمي بتعيين هيثم عرابي وتكليف سيد عبدالحفيظ بمتابعة ملف الكرة وتقديم الترشيحات في إدارة القطاعات المختلفة لرئيس النادي. سقوط فريق الكرة محمود الخطيب تنازل عن فكرة تدعيم فريق الكرة التي هي الرئة الحقيقية في المنافسة على البطولات، وفضل عن عمد أو عن جهل التعاقد مع بعض اللاعبين الهواة ودعم فرق الناشئين بلاعبين ليس لهم فائدة مع الفريق الأول في هذه المرحلة. ولم يتم الاكتفاء بذلك، وإنما تم افتعال أزمة ضخمة بالتعاقد مع صلاح محسن ب40 مليون جنيه تبعها الفشل في تجديد عقد عبدالله السعيد ثم أحمد فتحي، وانتهى الأمر برئيس الأهلي إلى الاستعانة بالمستشار تركي آل الشيخ لحل تلك الأزمات، بعد توقيع السعيد للزمالك مقابل 40 مليون جنيه لمدة موسمين. وتبعها الفشل في تجديد عقد مؤمن زكريا حتى الآن بصرف النظر عن مستواه الفني لكن إدارة الأهلي هي المسؤولة عن زيادة أطماع اللاعب، خاصة أنها رحبت بخروجه فترة إعارة في أهلي جدة السعودي لمدة 6 أشهر تقاضى خلالها ما يقرب من 7 ملايين جنيه بخلاف الهدايا والجوائز، ليصل إجمالي ما حصل عليه 10 ملايين جنيه. وبعد عودته عرضت عليه التجديد مقابل 6 ملايين جنيه وهو مبلغ كان يحصل اللاعب على أكثر منه في 6 أشهر ومن غير المنطقي أن يرحب به بعدما جدد أحمد فتحي عقده مع الأهلي مقابل مليون دولار في الموسم بصرف النظر عن تحمل تركي آل شيخ جزء من الراتب الذي حصل عليه اللاعب. خلاصة القول أن إدارة الأهلي ترفض مواجهة نفسها بالأسباب الحقيقية التي أدت إلى سقوط فريق الكرة وهي إدارة الملفات بشكل خاطئ وبأساليب قديمة عفى عليها الزمن، فلم يعد اسم النادي وحده كافيا لإغراء اللاعب في تجديد عقده أو ارتداء الفانلة الحمراء، بخلاف رفع سقف طموحات الجماهير بتسريب أنباء عن صفقات وأسماء كبيرة، وهو أمر بدأ يتكرر خلال الساعات الماضية مع المدير الفني الأجنبي الذي سيتولى المهمة وبخلاف ذلك يستمر التراجع ولن يعود الأهلي لما كان عليه.