مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا بدأت بمغازلة قبيلة الطوارق في الجنوب، وتهدف إلى إنشاء مجموعة جديدة بالوكالة لتعزيز نفوذه بالمنطقة الإفريقية. لا تزال أصداء مؤتمر باليرمو حول الأزمة الليبية، تتفاعل يوما بعد الآخر، خصوصا مع انسحاب الوفد التركي من المؤتمر، الذي كان يمني نفسه بلعب دور أكبر على الساحة الليبية، لكن يبدو أن أطماع الرئيس التركي وقدرته على الوصول إلى جماعات الإسلام السياسي تتلاشى تدريجيا بعد أن نجح مؤتمر "باليرمو" في إطفاء نيران الصراع "الليبي - الليبي" الداخلي، والتي لا تصب في صالح الدولة العثمانية، التي تعمل جاهدة على إيجاد حلفاء سياسيين بالدولة الإفريقية مثل "الطوارق" في الجنوب، ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج. لكن المتحدث باسم العدالة والتنمية، عمر جيليك برر انسحاب الوفد، نتيجة الاعتراض على المعاملة التي تلقاها من قبل دول المنطقة، وذلك بعد مشاورات مع الرئيس رجب طيب أردوغان. مبررات تركيا حول الانسحاب من مؤتمر باليرمو، تزامنت مع تصريحات للرئيس رجب طيب أردوغان، بأن الأزمة الليبية ستواجه عراقيل في ظل غياب الدور إلا أن الكاتب والأكاديمي من الشرق الليبي، جبريل العبيدي، قال: إن "تصريحات السراج مجرد مجاملة سياسية"، مؤكدًا أن السلوك التركي المتشبع بالثقافة الاستعمارية العثمانية يشير إلى أن ليبيا ولاية عثمانية. وأضاف العبيدي "على تركيا التعاطي بشكل إيجابي كبلد إقليمي في محيط ليبيا، لتكون شريكا مهما لليبيا في المنطقة بدلا من تبني رؤية أحادية تتبنى وتؤوي الجماعات المتورطة في الإرهاب، وتسوقها على أنها شريك سياسي". السؤال الأهم هنا.. ماذا تريد تركيا من ليبيا؟ وأوضح مساعد وزير الخارجية في تصريحات ل"التحرير"، أن أي موطئ قدم لتركيا داخل الأراضي الليبية سيكون بهدف دعم الجماعات المسلحة لتظل بؤرة الصراع مستمرة، والمتاجرة بها. وأكد أن الدولة العثمانية تبحث عن أى قوة مُستضعفة داخل ليبيا من أجل دعمها لوجيستيا وعسكريا من أجل تمديد الانقسام بين الفرقاء. وأضاف السفير بيومي، أن اتفاق الأطراف الليبية على إنهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات، سيدفع تركيا إلى التراجع عن مخططها في البلد الإفريقي. وتشهد ليبيا صراعا سياسيا بين الشرق الممثل في البرلمان الليبي وقوات الجيش الليبي والغرب المتمثل في حكومة السراج، مما تسبب في سقوط ضحايا من المدنيين.