تواجه روسيا خطر المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية بسب استغلالها شركات تجنيد المرتزقة، التي تعمل خارج إطار القانون، لتحقيق مصالحها في العديد من دول العالم. في أوكرانياوسوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى، تنتشر مجموعات المرتزقة التي تعمل لصالح الحكومة الروسية لتحقيق أجندتها والحفاظ على مصالحها، إلا أن هذه الأنشطة غير القانونية دفعت مجموعة من قدامى المحاربين الروس لاتخاذ خطوة غير عادية، بالتصويت على مطالبة المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في استخدام الحكومة الروسية لهؤلاء المرتزفة في الخارج، ووافق المحاربون القدامى على تقديم التماس إلى فاتو بنسودة المدعية العامة للمحكمة، بشأن استخدام المدنيين الروس كمرتزقة في أماكن التوتر حول العالم، والتي تشمل سوريا وليبيا ودول إفريقيا جنوب الصحراء وشرق أوكرانيا. وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أنه على الرغم من أن الحكومة الروسية لا تعترف باستخدام المرتزقة في عملياتها في الخارج حيث يحظر القانون عملهم، إلا أنه في وقت سابق من هذا العام، ظهر على الساحة عدد من عائلات المرتزقة الروس الذين قتلوا في غارة جوية أمريكية في في سوريا العام الماضي، ما خلق أزمة علاقات وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أنه على الرغم من أن الحكومة الروسية لا تعترف باستخدام المرتزقة في عملياتها في الخارج حيث يحظر القانون عملهم، إلا أنه في وقت سابق من هذا العام، ظهر على الساحة عدد من عائلات المرتزقة الروس الذين قتلوا في غارة جوية أمريكية في في سوريا العام الماضي، ما خلق أزمة علاقات عامة للكرملين. وقال دميتري بوتابنكو أحد المشاركين في منتدى المحاربين القدامى، إن سوق شركات المرتزقة في روسيا نما بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، لكنه أضاف أنه موجود في "منطقة رمادية غير قانونية" ما دامت الحكومة ترفض الاعتراف بأنشطتها. وأكد أن "هناك المزيد من الشركات العسكرية الخاصة في روسيا الآن"، وأنه "ما لم نحدد الوضع القانوني لهؤلاء الناس، وما لم نتخلص من هذا النفاق على المستوى الرسمي، فلن ينخفض عدد الشركات العسكرية الخاصة، أي دولة لديها عمليات خاصة تحاول القيام بها، إنها ممارسة عادية". بعد مقتل 3 صحفيين روس.. مرتزقة «فاجنر» تظهر في أفريقيا ومن غير الواضح ما إذا كانت المحكمة الجنائية الدولية، ستقوم بالنظر في هذا الالتماس، ولكن من خلال مناشدة المحكمة الجنائية الدولية، يقول منظمو المنتدى إنهم يأملون في رفع السرية عن استخدام المرتزقة، وتقنين عملهم. إيفجيني شاباييف، زعيم منظمة شبه عسكرية تعرف باسم جمعية "قوزاق خوفرينو"، كان أبرز الناشطين في المطالبة بالحقوق الاجتماعية والحماية القانونية لهؤلاء المرتزقة، حيث كان شاباييف ممثلا للمرتزقة في شرق أوكرانيا، وقال للشبكة الأمريكية، إن الحكومة الروسية تصر على نفي وجود شركات عسكرية خاصة في روسيا. وأكد "لقد فتحنا مناقشة كاملة مع الدولة، وأرسلنا طلباتنا إلى كل الجهات الرسمية، وجاءت الإجابة واحدة، وهي أن شركات المرتزقة غير موجودة في الاتحاد الروسي، فهي لا تشارك في هذا النوع من الأنشطة، وأولئك المرتزقة مجرمون". «فاجنر».. مرتزقة بوتين في سوريا وبعد الضربة الجوية الأمريكية على المرتزقة الروس في فبراير عام 2018، عاد بعضهم إلى موسكو بإصابات خطيرة، إلا أن أي منهم لم يتحدث إلى وسائل الإعلام بسبب طبيعة عملهم غير القانونية، والخوف من انتقام الكرملين. لطالما كان من المعروف أن روسيا توظف مرتزقة للحفاظ على مصالحها في الخارج، ففي سوريا، لدى شركة "فاجنر" العسكرية المئات من المرتزقة على الأرض يدعمون الجيش الروسي والقوات الموالية للنظام. وفي عام 2017، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية "فاجنر" بسبب تجنيد وإرسال جنود للقتال على طول الانفصاليين في شرق أوكرانيا، وفي الآونة الأخيرة، قُتل 3 صحفيين روس كانوا يحققون في أنشطة "فاجنر" في جمهورية أفريقيا الوسطى. مرتزقة «الحرب الهجينة».. درس روسي لأمريكا في دير الزور وأشارت "سي إن إن" إلى أن مجموعة المحاربين القدامى، قالت في التماسها للمحكمة الجنائي الدولبة إن شركات المرتزقة الروسية، تعمل في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، وسوريا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، والجابون والسودان وجنوب السودان واليمن ودول أخرى في آسيا وأفريقيا. وأكدت المجموعة أنها تسعى إلى الضغط على الحكومة الروسية لتغيير القوانين، وتنين عمل وأنشطة هذه الشركات، قائلة "لدينا عائلات فقدت ذويها ولم تحصل على أي تعويضات، أو أي تأمين اجتماعي من الدولة".