"إنت ناشز".. حكايات نسائية من محكمة الأسرة.. زوجة: عايرني بمرضى وبيقتلني ببطء.. وأخرى: شبهني بالفراخ.. ضحية: ركعت أقبل حذاءه لأهرب من جحيمه.. محامية: إذلال للمرأة تحت ضغط الظروف وقلة الحيلة نساء أهدرت كرامتهن، على الرغم من صدور قانون يجيز الخلع للمرأة في مصر منذ عدة سنوات فإن الإنذار بالطاعة، ما زال يمثل سيفا مصلتا على رقاب بعض النساء في مصر، اللاتي يصعب عليهن اللجوء إلى الخلع في ظل ظروف اقتصادية صعبة أو خوفا من الفضائح التي تأتي من وراء هذا الأمر.. ليبقى "الإنذار بالطاعة" قانونا يستغله الرجال وسيلة للهروب من سداد النفقة، خاصة إذا كانت الظروف المادية للمرأة لا تسمح لها بإقامة دعوى "طلاق للضرر" أو "خلع"، أو يتخلي عنها الجميع وتعود فريسة للقهر من جديد. "التحرير".. تستعرض قصصا ووقائع لزوجات كنَّ ضحية لقوانين تنصف الرجال.عايز واحدة ست"بعد كل العمر دا بقيت ناشز وزوجة ملعونة".. ببكاء وحزن شديدين تحكي "هالة" ذات ال40 عاما، عن مأساتها ومصيبتها الكبرى في زواجها الذي انتهى بكارثة، بعدما رفض زوجها التفاوض معها للوصول إلى حل بعيدا عن إجراءات المحاكم والقضايا "التحرير".. تستعرض قصصا ووقائع لزوجات كنَّ ضحية لقوانين تنصف الرجال. عايز واحدة ست "بعد كل العمر دا بقيت ناشز وزوجة ملعونة".. ببكاء وحزن شديدين تحكي "هالة" ذات ال40 عاما، عن مأساتها ومصيبتها الكبرى في زواجها الذي انتهى بكارثة، بعدما رفض زوجها التفاوض معها للوصول إلى حل بعيدا عن إجراءات المحاكم والقضايا سواء كان الحكم بالطلاق أم الخلع. في وجع قالت: "استحالت العشرة بيننا وطلبت منه الانفصال بهدوء دون مشاكل، ولكنه رفض وفشلت جميع المحاولات الودية في إنهاء الأمر، فقررت رفع دعوى خلع، ولكنه فاجأنى بإقامة دعوى طاعة، وزور فى محل السكن، فلم يأتنى إخطار بالدعوى على المنزل، ولم أنفذ الحكم، وهو ما جعلنى فى نظر القانون ناشزا بسبب مرور 30 يوما دون رجوعى لزوجى". "لم أستطع فعل شيء سوى تنفيذ أمر الطاعة الذي عاملني فيه أسوأ معاملة افتقد فيها إنسانيته واستمر في تعذيبه لي بل وإذلالي، وفي نهاية المطاف كان شرطه الوحيد لإطلاق سراحي هو أن يصورني بهاتفه المحمول وأنا أركع أقبل حذاءه وقام بركلي وألقى يمين الطلاق وهو يخبرني "أنت طالق وماتلزمنيش، أنا محتاج واحدة ست تدلعني مش خدامة".. بحسرة أنهت الزوجة حديثها. هددني بالقتل"منه لله ينتقم منه المولى وعز وجل ويذله ويهينه زي ما أهاني، عشت معاه في وجع قلب ووحشية ومعاملة أسوأ من معاملة الحيوانات"، بصوت مرتفع حد الصراخ وصفت "نجلاء" ذات ال43 عاما عيشتها مع زوجها، وكيف أنها كانت حريصة على إرضائه، وعلى الرغم من كونها مريضة بالقلب فإنها سعت بشتى الطرق لإرضائه، "كان عارف إني ممكن أموت لو أنجبت تاني وكان مصمم علشان يتخلص مني قضاء وقدر". تستكمل: "ربنا رزقنا بالبنين والبنات فقد أنجبت له بنتين وولدا ولكنه أصر على الإنجاب مرة أخرى، ولكن كان الحمل لا يكتمل ويحدث إجهاض، وبالرغم من تحذيرات الطبيب بأن حالتي الصحية لن تتحمل، كان يرفض اقتراحات الأطباء بتحديد النسل وعدم الإنجاب مرة أخرى". وعن آخر مرة فشلت الزوجة في إقناعه بعدم الإنجاب كان الضرب والسب والوحشية من نصيبها، مؤكدة: حاولت إرضاءه بشتى الطرق ولكنه صرخ في وجهي وهو يقول "فاكرة نفسك ست، أنا هاتجوز ست ستك وأجيبك خدامة عندها"، رفضي له وتركي للمنزل جعله يشعر بالهزيمة، وهدد والدتي وأختي الكبرى إذا فكرت في خلعه سيقوم بقتلي أمامهم، وقتها الخوف أصابني وقررت أعيش عند أهلي كالبيت الوقف، ولكنه فاجأني بإنذار الطاعة، وكان هذا جزائي بعدما تحملت قذاراته وخيانته المستمرة لي مع ساقطات. بدموع ساخنة قالت نجلاء: "وجدت نفسي محاصرة أمام القانون وعدت له خوفا من تشويهي أو قتلي، وعشت معه في رعب وتحملت عذابه، ولا أعرف كيف أتخلص منه وأنا من أسرة معدمة وظروفنا لا تسمح بإقامة قضية خلع تنقذ كرامتنا، ولا أستطيع أيضا إقامة قضية طلاق للضرر، ولكن تدخل أهل الخير وساعدوني على التخلص منه وقمت بعمل محضر بعدم التعرض اتقاء شره". بيشبهني بالفراخ "قاعد في البيت وبيصرف على كيفه من شقايا وتعبي"، تحكي "جيهان" صاحبة ال38 عاما عن مأساتها مع زوجها المدمن الذي تراكمت عليه الديون بعدما أذله الكيف، وهرب إلى محافظة الغربية وتركها تعمل في أحد مقاهي وسط البلد لتسدد ديونه وتنقذ صغاره من الفضيحة. تتابع الزوجة: "عندما علم زوجي أن الديون سددت ولم يطالبه أحد بشيء عاد مرة أخرى ليمارس بلطجته علينا، والمفاجأة كانت عندما طلب مني أقوم بعمل قرض من أحد البنوك ووعدني أنه سيتغير ويبدأ صفحة جديدة، لم أتأخر في تنفيذ طلبه إلا أنه فاجأني بزواجه من أخرى تتاجر في المخدرات وساعدته أن يكون زوج الست، قائلة: إتجوزها علشان يشرب مخدرات ببلاش". وتستكمل جيهان: لم يتركني سليمة بل قرر تدميري وهو يعلم جيدا أنني لا أملك سوى قوت صغاري، عندما طلبت منه الطلاق، رفض وقال لي "أطلقك إزاي إنتي الفرخة اللي بتبيض الدهب"، وعندما رفضت قررت زوجته أن يطلبني في بيت الطاعة وشرطت عليه أن يطلقني بعد سداد القرض. ادعاءات نسائية كاذبة بصوت مرتفع يقول "وحيد" من داخل محكمة الأسرة: "كفاكم تزييفا وإنصافا ظالما للزوجات، يعنى أنا زوجتى تركت منزل الزوجية علشان باقولها أبويا هيزورنا 3 أيام، ولكنها رفضت وسابت المنزل، ولم أجد رجلا حاكما في بيتها يهذبها ويعيد لها عقلها كما كنا نرى الأهل قديما، وبعدما فشلت في إيجاد حل قررت أطلبها في بيت الطاعة، وأثبت في محضر رسمي أنها تركت المنزل والأولاد دون علمي وموافقتي". وأضاف: ردت على هذا المحضر ب"رد كاذب" بأنني لم أنفق عليها وعلى أبنائي منذ عام، وطلبت الخلع والنفقة للزوجية وأخرى للصغار خلاف الفرش والغطاء، وجميع شكواها وحججها ملفقة وكاذبة. وتساءل الزوج: أين حقوق الزوج، هذه القوانين تهدم الأسرة وتهدم الشباب، وأذكركم وأذكر نفسي سيأتي يوم سيعزف فيه الشباب عن الزواج بسبب ظلم الزوجات غير الصالحات وما أكثرهن، وهذا الظلم يؤدي لانتشار الفاحشه والمشاكل الاجتماعية. إذلال للمرأة من جانبها توضح غادة مصطفى، المحامية، أن بيت الطاعة في الواقع يستخدم غالبا كوسيلة ضغط لإذلال المرأة، ويلجأ لها الزوج حتى يتهرب من التزاماته بحقوق زوجته، مضيفة أن الزوج يرسل لزوجته خطابا مسجلا عن طريق المحكمة يدعوها لبيت الزوجية وإذا لم تستجب خلال 30 يوما فإن من حق القاضي أن يعتبرها ناشزا. وأكدت مصطفى أن المرأة البسيطة ذات الظروف الصعبة هي من تقع فريسة لهذا النوع من قوانين الأحوال الشخصية. وأشارت المحامية إلى أن هناك شروطا لتنفيذ حكم الطاعة، منها توفير المسكن الذي أعده الزوج لزوجته لتقيم فيه، لافتة إلى أنه لا بد أن يكون ملائما لسكن الزوجة، من حيث المستوى الاجتماعي والاقتصادي ويتوافر فيه الأمان لها، وتعتبر الزوجة ناشزا أيضا إذا رفضت ولم تقبل هيئة المحكمة رفضها، وترد الزوجة في هذه الحالة بقضية طلاق للضرر، وفي غضون ال30 يوما المحددة. وأضافت الخبيرة القانونية أنه إذا رفضت الزوجة الذهاب إلى المنزل الذي هيأه الزوج لها وكان ملائما، فإنها تعتبر ناشزا وتسقط عنها النفقة، وفي ذات الوقت ليس من حق الزوج إجبار زوجته على أن تعيش في مستوى أدنى من مستواها، أو أن تقاسم والدته في السكن، ففي هذه الحالة تعد الزوجة متضررة ومن حقها أن ترفض العودة وتطلب الطلاق أو الخلع. واختتمت: "قد يعتقد البعض أن بيت الطاعة مكونا من غرفة واحدة وليس به سوى حصيرة، وهو غير صحيح على الإطلاق، فمن شروط دعوى النشوز أن يكون بيت الطاعة ملائما لمنزل الزوجية إذا لم يكن هو منزل الزوجية نفسه".