لم تكن العلاقة بين بليغ وميادة مجرد علاقة ملحن بمطربة، هو بالنسبة لها كان مكتشفها ومُلهمها، أما هي فسببت له أزمات شخصية، فكانت وراء انفصاله عن معشوقته وردة الجزائرية. بينما الموسيقار محمد عبد الوهاب يقضي سهرة في سوريا عام 1975، استمع إلى أغنية "لسه فاكر" لأم كلثوم، بصوت فتاة بعمر ال15 عامًا، وأُعجب بها كثيرًا ودعاها إلى مصر، لتُلبي الدعوة بعد عامين حالمةً بانطلاقة إلى عالم الشهرة، وبالفعل بدأت التدريبات على أغنية "في يوم وليلة" من كلمات حسين السيد، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان وتم ترحيلها من مصر بعد عامين فقط دون إبداء أسباب، بينما هي ذكرت أن زوجة عبد الوهاب السيدة نهلة القدسي، وراء ذلك بمساعدة وزير الداخلية النبوي إسماعيل، لشكها حول علاقة حب بينها وبين الموسيقار الذي أعطى رائعته للمطربة وردة الجزائرية. على الرغم من انكسار البدايات، وموت حلمها سريعًا قبل أن يتحقق، إلا أن ميادة الحناوي (مولودة في 8 أكتوبر 1959) لم تفقد الأمل، وتبسم لها القدر حينما عاش الموسيقار الكبير بليغ حمدي (مولود في 7 أكتوبر 1931 - متوفي في 12 سبتمبر 1993)، في دمشق لمدة ثلاث سنوات، فباتت بينه وبينها معايشة فنية، حيث تعتبره مكتشفها على الرغم من انكسار البدايات، وموت حلمها سريعًا قبل أن يتحقق، إلا أن ميادة الحناوي (مولودة في 8 أكتوبر 1959) لم تفقد الأمل، وتبسم لها القدر حينما عاش الموسيقار الكبير بليغ حمدي (مولود في 7 أكتوبر 1931 - متوفي في 12 سبتمبر 1993)، في دمشق لمدة ثلاث سنوات، فباتت بينه وبينها معايشة فنية، حيث تعتبره مكتشفها الحقيقي والمعلم والأب الروحي، والمساهم الأكبر في تطور صوتها، وبدأت معه بأغنيتين دفعة واحدة، هما "الحب اللي فات" و"فاتت سنة". وخلال 13 عامًا مُنعت خلالهم من دخول مصر، لم يقف إلى جوارها إلا بليغ حمدي، حتى أنه كان يسافر لها إلى بيروت خصيصًا لتسجيل الأغاني، ومنها "ساعة زمن" و"أشواق"، واكتشف كل ما في صوتها من قدرات، حتى أنه تحول إلى شاعر وكتب لها الأغنيتين الأهم والأشهر في مشوارها "أنا بعشقك" و"الحب اللي كان"، وغيرهما العديد من أروع الألحان، ومنها "حبينا واتحبينا، سيدي أنا، الحل الوحيد، إعلان الحب، أنا الذي، الغيرة، اعمل إيه، أول وآخر حبيب، صراع مع اليأس، عندي كلام، الحبيب المستبد، دعوة للحب". أنا بعشقك أنا .. أنا كلي لك أنا يا من ملك روحي بهواه الأمر لك طول الحياة الماضي لك.. وبكرة لك.. وبعده لك أنا في سهادي.. وفي منامي.. بندهك وبسألك بتحبني ولا الهوى عمره ما زارك بتحبني ولا انكتب على القلب نارك قول يا حبيبي.. حبيبي قول.. قول يا ملاك تقول ميادة في حوار صحفي عن تعاونها مع بليغ حمدي: "كان شخصا عزيز النفس ومتواضعا وطيب القلب، ومن صفاته الحنية والجدعنة وكان شخص ذوق، وكان يرفض تقاضي أي مبالغ على الألحان التي يعطيها لي، ولم يتقاضَ مليمًا واحدًا عندما كنت أنتج لنفسي، وكان عبقريا في التلحين والكتابة معًا، وعبقريا في الحياة أيضًا، وكل ما يقوم به من خلال إحساسه الصادق، ولا يوجد مثله على الإطلاق". كتابات فنية سابقة أيضًا أشارت إلى أن بليغ حمدي استغل صوت ميادة الحناوي في تقديم رسائل لزوجته وردة من خلال بعض الأغاني التي لحنّها لميادة، ومنها "الحب اللي كان"، و"فاتت سنة" واسمع عتابي". ولم يقتصر تعاون بليغ مع ميادة على التلحين فقط، حتى أنه ساعدها لتتعامل مع عمالقة الملحنين أمثال محمد الموجي (جبت قلب منين، اسمع عتابي)، سيد مكاوي (حبك ما ينتهيش، محلا الغرام)، محمد سلطان (أكتر من الحب، آخر زمن)، حلمي بكر (بتحلف ليه)، عمار الشريعي (الليالي، سيبولي قلبي)، رياض السنباطي (ساعة زمن، أشواق)، فاروق سلامة (نعمة النسيان، أول ما شفتك حبيتك". هذا التعاون الوثيق انعكس على الحياة الشخصية أيضًا، حيث قالت الفنانة الجزائرية الراحلة وردة، في حوار لها عام 2012، إن ميادة الحناوي كانت سببًا في طلاقها من زوجها الموسيقار بليغ حمدي؛ لرغبتها في أغنية "مش عوايدك" التي قدّمها بليغ لميادة، وقالت: "رغبتي في أغنية (مش عوايدك) التي قدّمها بليغ لميادة، وبُعد بليغ عني أثناء فترة مرضي، كانا السبب في طلاقي منه، لكن ليس لي علاقة بمنع ميادة الحناوي من الدخول إلى مصر". بينما قالت ميادة عن خلافها مع الفنانة الراحلة وردة، إنه لم يكن هناك خصومة بينها وبين وردة، ولا علاقة لها بانفصالها عن بليغ، معترفة بوجود بعض المشكلات بسبب الغيرة الفنية، حيث رفضت الأخيرة مصافحتها، عندما أعلن عبد الوهاب تبنيها، مستطردة: "الصحافة تكتب ما تريد، فماذا أفعل؟ لا يوجد خصومة مباشرة مع وردة والتقيت بها أكثر من مرة معها قبل رحيلي عن مصر". هذا التعاون أيضًا كان وراء الكثير من الشائعات حول طبيعة العلاقة بين بليغ وميادة، وقيل إنها كانت الزيجة الأخيرة في حياته، إلا أنها دائمًا ما تنفي ذلك، وقالت في أحد حواراتها عن قصة حب جمعتهما وصلت إلى حد الارتباط: "كلا، حتى أننا لم نلمح أو نتطرق إلى هذا الموضوع يومًا، فأنا أحببت بليغ كإنسان وصديق وفنان عظيم وهو أيضًا بادلني الشعور نفسه، فأنا الوحيدة التي كتب لها أغنيتين، كل ما كان جمعنا هو التقدير والود والاحترام المتبادل.. ليته ما زال على قيد الحياة". وحينما استضاف الإعلامي وائل الإبراشي، النجمة السورية الكبيرة، في أكتوبر 2016، ببرنامجه "العاشرة مساءً"، عبر فضائية "دريم"، وجه لها سؤالًا: "هل أحب بليغ حمدي ميادة الحناوي؟"، فردت ضاحكةً: "والله ما بعرف.. ممكن"، وعبّرت عن احترامها للملحن الراحل، وأكدت أنه نابغة لن تتكرر، وكان مفتاحًا لنجاحها، مضيفة: "هو اللي عرف الناس بيّا وسبب نجاحي، لأنه كان فاهم مكنونات صوتي". آخر عمل فني جمع ميادة ببليغ حمدي كانت أغنية "عندي كلام" للشاعر عبد الرحمن حوتان، في 1994، حيث وافته المنية في ذاك العام وفي نفس تلك الفترة كانت ميادة قد بدأت تتعامل مع الملحنين الشباب فغيّرت من نمطها الغنائي، ولجأت إلى الأغاني القصيرة، فتعاملت مع صلاح الشرنوبي (أنا مخلصالك، مهما يحاولوا يطفوا الشمس)، وسامي الحفناوي (غيرت حياتي)، وغيرهم. وتعيش ميادة الحناوي حاليًا على أمجاد الماضي الذي صنعت فيه نجوميتها وعبّرت عن موهبتها بمجموعة ذهبية من أغنيات للملحن الراحل بليغ حمدي، حتى أنها تُحضر منذ فترة لطرح ألبوم غنائي جديد لها تنتجه شركة "عالم الفن"، ويتضمن أغنية لحّنها البليغ قُبيل وفاته، بعنوان "ما بتتنسيش"، وقد سجّلتها في اليونان، كما وقفت مؤخرًا على خشبة مسرح مهرجان بعلبك بعد غياب 13 عامًا، وغنّت عددًا من أروع أغانيها من ألحان الراحل.