«ابتعدوا عن الفتنة الطائفية» رسالة بعث بها عضو الكونجرس الأمريكى السيناتور المسلم كيث أليسون، إلى جموع المصريين، خلال الندوة، التى نظمتها، مساء أول من أمس، مؤسسة «أصوات متحدة»، تحت عنوان «العلاقة بين الدين والسياسة.. دروس من التجربة الأمريكية»، فى مقر اتحاد الأطباء العرب، قبل أن يطالبهم ببذل الجهد من أجل تحقيق الوحدة الوطنية.أليسون قال بوضوح، إن الغالبية المسلمة فى مصر «لا يعنى أن تصبح دولة دينية»، حيث ستجبر الحكومة ساعتها، رجال الدين، على فعل أمور بعينها، ومن ثم يدعو السيناتور الأمريكى جميع الناس إلى أن «يحتكموا إلى ضمائرهم، فى العلاقة بينهم وبين ربهم، وليس إلى الحكومات، التى تنحصر مهمتها، فى تنفيذ القوانين على الشعب»، على حد قوله. من جانب آخر، لم يخف أليسون انحيازه الشديد، إلى التجربة الأمريكية فى التعايش، معتبرا أنها نموذج «يجعل كل إنسان حرا، ويفعل ما يريد»، مستنكرا ما تفعله تركيا وفرنسا، من منع الرموز الدينية، كالحجاب والصليب، إضافة إلى حظر المآذن فى سويسرا. عضو الكونجرس المسلم، نفى أن يكون طالب الناخبين بمساندته فى الانتخابات، لأنه مسلم، ولكنه حدثهم عن القيم المشتركة، كحقهم فى الحصول على هواء ومياه نظيفة، وحقهم فى أجور عادلة، قبل أن يقطع لهم بأن دخول العراق خطأ، خصوصا أنه لم يعثر على أسلحة دمار شامل. الشأن المصرى، كان حاضرا فى حديث أليسون، الذى نصح المرشحين المحتملين للرئاسة «بضرورة الحديث مع الشعب المصرى، حول احتياجاته الأساسية، من تعليم جيد وخدمة صحية»، مؤكدا «عندئذ ستصوت لك جميع الديانات». فى السياق نفسه، يرى أليسون أن تشكيل حكومة مصرية منتخبة، من شأنه «تغيير العلاقة بين القاهرة وواشنطن»، لكنه نوّه بأن العلاقة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية، والشرق الأوسط «تقوم على البترول والإرهاب»، وهو الأمر الذى «يجب أن يتغير، ليحل محله «الاحترام المتبادل». «أحببتهم عندما شاهدتهم، على شاشات التليفزيون، وهم يواجهون الجمال» هكذا تحدث أليسون عن المصريين، فى ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أنه أحبهم أكثر «عندما لم يقابلوا العنف بالعنف، ولكن بالسلام»، معتبرا أن مصر بعد الثورة «تمتلك فرصة جديدة، لأن يتم الاستماع إلى جميع الأصوات، على اختلاف توجهاتها». السيناتور الأمريكى، قال أيضا «تعلمت عديدا من الدروس من التحرير، والأمريكان فخورون بالثورة، وأعلم جيدا أن الديمقراطية، ليست جديدة على الشعب المصرى». فى شأن آخر، أكد أليسون الحق الفلسطينى فى إقامة دولته، كاشفا عن أنه تحدث، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مباشرة، وطالبه بإنهاء حالة الحصار على غزة. من جانبه، قال مدير مؤسسة «أصوات متحدة» أحمد بدير، إن مسلمى أمريكا «يمارسون حقوقهم دون أى نوع من الاضطهاد أو التمييز الدينى»، مدللا بوجود أكثر من 400 مسجد هناك، وعدم وجود قيود على المحجبات، بل والمنقبات أيضا، قبل أن يدعو الحكومة المصرية إلى أن تسير على نفس نهج الولاياتالمتحدةالأمريكية، فى ما يتعلق بحرية الديانة.