حرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العمل من أجل رفع شعبية حزبه الجمهوري، والذي على موعد الشهر القادم مع الانتخابات النصفية، وذلك بعد أن تأثرت شعبية الرئيس الأمريكي بالعديد من السياسات التي اتخذها في الشأن الاقتصادي والسياسي. الرئيس دونالد ترامب حرص على عمل جولة في ولايات الشمال والغرب في محاولة لتعزيز أسهم المرشحين الجمهوريين لمجلس النواب الذي تضرر جزئيًا من سياسته التجارية الخاصة، وذلك حسب ما جاء في شبكة CNBC الأمريكية. وترى الشبكة الأمريكية أن ترامب لديه أداة جديدة للحد من الأضرار السياسية، تتمثل في اتفاق نافتا الذي أتمه الأسبوع الماضي. وبدأ الرئيس جولته بزيارة إلى ولاية مينيسوتا يوم الخميس الماضي، وسيتابعها بعدد من التجمعات في ولاية كانساس اليوم السبت وفي آيوا يوم الثلاثاء المقبل، آملًا في احتواء رد الفعل العنيف تجاه بعض القرارات السياسية التي اعتبرتها الأوساط الاقتصادية في الولاياتالمتحدة موجهة ضد المزارعين. وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن ترامب يروج للاتفاق الذي أبرمته إدارته الأسبوع الماضي على تعديل اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية إلى حد كبير، حيث قال في روتشستر بولاية مينيسوتا في منطقة الكونجرس الأولى بالولاية: "لقد كانت اتفاقية نافتا واحدة من الكوارث العظيمة في كل العصور والآن لدينا صفقة كبيرة وعادلة". ترامب يغلق أبواب بلاده أمام البضائع الأجنبية ويفتح أسواقا جديدة لشركاته وكشفت إدارة ترامب للكونجرس بشكل رسمي في نهاية أغسطس، عن خططها للتوقيع على ميثاق جديد بشأن حرية التجارة مع كندا والمكسيك، ومُنحت مهلة نهائية حتى نهاية سبتمبر لتقديم مسودة الاتفاق. وقال الممثل التجاري الأمريكي روبرت لفتايزر في أواخر أغسطس إن المسؤولين يخططون للتوقيع مع نظرائهم الكنديين والمكسيكيين بحلول نهاية نوفمبر، وهو ما جاء مناسبًا للمكسيك التي تسعى إلى توقيع الرئيس الحالي إنريكي بينيا نييتو على الاتفاق قبل تولي خلفه زمام القيادة في بداية ديسمبر. ولاية مينيسوتا تعد واحدة من أهم الولايات التي يمكن لترامب استخدام ورقة اتفاق نافتا للرهان بقوة على المزايا الاقتصادية العائدة على مواطنيها، الذين يسعون لتسويق منتجاتهم في كندا بصورة أكبر. قيمة اليوان.. الصين تناور بآخر كروتها في الحرب التجارية مع ترامب وواجه الرئيس الأمريكي خلال العام الجاري مشكلات واضحة تتعلق بالانتقادات الضخمة التي خرجت من ولاية مينيسوتا وآيوا وكانساس، والتي دافعت عن الاتفاقية التجارية الثلاثية. وأوضحت CNBC أن ضمان التوصل إلى اتفاق تجاري معدّل يمكن أن يؤدي إلى التقليل من عدم اليقين بالنسبة للمزارعين والمصنعين، حيث يهدد سوء تقدير ترامب والسياسات الحمائية بمساعدة الديموقراطيين على انتزاع مقاعد متعددة من الحزب الجمهوري. ومن جانبه، أشاد جيم هاجيدورن، وهو جمهوري عارض التعريفات التي فرضها ترامب في أثناء محاولته الفوز في المقاطعة الأولى التي يسيطر عليها الديمقراطيون، بتعديل الصفقة التجارية. صناعة الألبان والسيارات.. أهم بنود اتفاق «أوسمكا» التجاري في أمريكا الشمالية وقال جريج بيبين، المتحدث باسم هاجيدورن، إن الاتفاق سيوفر فرصًا تجارية محسنة للمزارعين والمصنعين. ورأى محللون غير حزبيين أن هناك فرصة بالفعل لنجاح بعض المرشحين الجمهوريين في المقاعد التي فقدوها لصالح الديمقراطيين، مدعومين بالاتفاق الذي نجح الرئيس في تقديمه للمزارعين والصناع في تلك الولايات. وبينما يحاول ترامب أن يروج للاتفاق الذين تم بين الولاياتالمتحدة والمكسيك وكندا، فإنه لا يزال لديه مشكلة تجارية صارخة، تتمثل في فرض الصين تعريفة جمركية إضافية على الصادرات الزراعية الأمريكية مثل فول الصويا وبعض أنواع اللحوم. ووجد الرئيس الأمريكي في اتفاق نافتا ما يمكن أن يعوض بعض المزارعين عن الأضرار التي لحقت بهم من السياسات الاقتصادية والحرب التجارية التي يخوضها ضد الصين منذ مطلع العام الجاري.