يومًا بعد آخر، تؤكد الأممالمتحدة ازدواجية في التعامل مع ميليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن، خاصة في ظل التناقض بين تصريحات مارتن جريفيث المبعوث الخاص للمنظمة الأممية، ومساعدة الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة ليز جراندي، فتارة يوجه جريفيث سهامه نحو الميليشيا بعرقلة عملية السلام، في حين تبرئ جراندي الحوثيين من دماء الأبرياء. وظهر التناقض أكثر حينما أقدمت جراندي بموجب مذكرة مع الميليشيا التي انقلبت على الشرعية والتي يطالبها القرار 2216 بسحب قواتهم من جميع المناطق التي سيطروا عليها في وقت سابق، بما في ذلك العاصمة صنعاء، والكف عن أعمال تُعد من الصلاحيات الحصرية للحكومة اليمنية الشرعية، بحسب العربية. مراقبون يرون أنه من الصعب على الأممالمتحدة حاليًا إثبات عدم الانحياز للميليشيات الحوثية المنقلبة على الشرعية في اليمن، نتيجة التقارير المغلوطة التي تصب في مصلحة الحوثيين، ونتيجة التغاضي عن جرائمهم التي يُفترض أن تُسلِط عليها الضوء نتيجة لفظاعتها بحق الأطفال والمدنيين بشكل عام. وخير دليل على ذلك، ظهور وثيقة تثبت صحة توقيع اتفاق بين الأممالمتحدة وميليشيا الحوثي في صنعاء ينص على تسيير جسر جوي لنقل المرضى اليمنيين إلى الخارج على متن طائرات الأممالمتحدة. اقرأ أيضًا: إيران تتحدى المجتمع الدولي.. وتعلن دعمها ل«الحوثيين» عسكريًا وأظهرت الوثيقة، أن الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية ليز جراندى، وقعت على الاتفاق مع ممثل الحوثيين المدعو هشام شرف، وفقا للقناة. في المقابل أعلنت الحكومة الشرعية في اليمن، رفضها الاعتراف باتفاقية "الجسر الجوي" الطبي الموقّعة بين "الأممالمتحدة وحكومة الحوثيين في صنعاء". وعبَر وكيل وزارة الخارجية اليمنية للشؤون السياسية منصور بجاش، عن انزعاج واستنكار الحكومية اليمنية لتوقيع المنسقة الأممية مذكرة تفاهم مع هشام شرف وزير خارجية الحوثيين حول تشغيل الجسر الجوي الطبي للمرضى اليمنيين. وأضاف بأن ذلك يتعارض مع التزامات الأممالمتحدة، وقرارات مجلس الأمن، وسينعكس سلبًا على العلاقات المتميزة بين الحكومة والمنظمات الدولية، وفقا ل"الأناضول". اقرأ أيضًا: اليمن ينفض «الحوثي» من الحديدة.. وخطة أممية لإقامة سلام شامل المسؤول اليمني أكد أن تواجد مكاتب المنظمات الدولية في صنعاء، الواقعة تحت احتلال الميليشيات الانقلابية، لا يبرر مطلقًا خضوع تلك المنظمات للابتزاز لتوقيع أي اتفاقيات مع ميليشيات لا تمثل الشعب اليمني، موضحًا أن الحكومة لن تعترف بهذا الاتفاق. وتأكيدًا على تصريحات المسؤول اليمني، ذكرت الأممالمتحدة، في بيان، أن منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز جراندي وقَّعت، السبت الماضي، بالأحرف الأولى على مذكرة شفوية مع السلطات الانقلابية في صنعاء لتمكين النقل الطبي للمرضى ذوي الحالات الحرجة. لكن يبدو أن الغضب الذي انتاب الحكومة اليمنية، والمبعوث الأممي مارتن جريفيث، دفع جراندي للتراجع مؤكدة إلغاء اتفاقية إنشاء جسر جوي طبي من مطار صنعاء الدولي، الموقعة مع الحوثيين، بحسب وكالة "سبأ". "جراندي" أوضحت أن الأممالمتحدة ملتزمة بالقرارات الدولية ولا تعترف إلا بالحكومة الشرعية، وأنها لم ولن تقوم بتوقيع أية اتفاقية أو مذكرة تفاهم مع الحوثيين. اقرأ أيضًا: من المسؤول عن عرقلة مفاوضات جنيف حول اليمن؟ وأفادت أن مشروع الجسر الجوي الذي أخذ وقتا من النقاش بين الأممالمتحدة وممثلي الحكومة الشرعية سيتم التوقيع عليه مع الحكومة في المكان والزمان المناسبين، معبرة عن تقديرها لكل ما تقدمه الحكومة الشرعية من تسهيلات لعمل المنظمات الإنسانية. من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على ضرورة التوصل إلى اتفاق بين الحوثيين وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي كخطوة أولى لتشكيل حكومة تتعامل مع باقي الإشكالات. وقال جوتيريش: إنه يتطلع إلى دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي ومكونات أخرى للمشاركة في مشاورات اليمن بصفة مراقبين، وذلك في مسعى للخروج من الأزمة اليمنية. كانت الأممالمتحدة عقدت جولة مشاورات بشأن اليمن في جنيف قبل نحو أسبوعين، لكنها اقتصرت على وفد الحكومة اليمنية فقط، ولم يحضرها وفد جماعة الحوثي بسبب ما وصفت بأنها عراقيل حالت دون سفره.