«مع حواجب كثيفة، ولحية سوداء جيدة، وأسنان بيضاء جدًا، وابتسامة شقية.. هو مصري ونجم ليفربول، وهو رمز لذلك النادي، والعالم الإسلامي والعربي.. يمتلك 19 مليون متابع على إنستجرام، و7 ملايين على تويتر، وبعد 6 مواسم في أوروبا، اختاره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في القائمة المختصرة لأفضل لاعب في العام، وأفضل فريق في دوري أبطال أوروبا في موسم 2017 - 2018».. بتلك الكلمات بدأت صحيفة «كلارين» الأرجنتينية، حوارها مع محمد صلاح نجم المنتخب الوطني ونادي ليفربول الإنجليزي. وينتظر محمد صلاح، ليلة تاريخية اليوم الخميس، في حال تم تتويجه بلقب أفضل لاعب في أوروبا لموسم 2017 - 2018، وذلك عندما تشهد إمارة موناكو الفرنسية، حفل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، للإعلان عن جوائز أفضل اللاعبين واللاعبات والمدربين خلال الموسم الكروي الماضي، كما سيتم خلال نفس الحدث سحب قرعة دور المجموعات للموسم الجديد من بطولة دوري أبطال أوروبا. وإلى نص الحوار.. - في البداية.. هل تشعر أنك على استعداد لأن تكون خليفة لميسي وكريستيانو رونالدو، بعد وجودك في القائمة المختصرة لأفضل لاعب في العالم؟ أنا سعيد لوجودي معهم في القائمة، إنهم لاعبون ممتازون، وآمل أن أكون في القائمة المختصرة، أو على منصات التتويج عدة مرات، وكل يوم أعمل للحفاظ أدائي والتحسن، ولدي الكثير من الطموح. - ما حدث من قبل سيرجيو راموس في نهائي الأبطال منعك من التألق في كأس العالم، هل كان من المؤلم أكثر عدم قدرتك على تقديم مستوى مميز في روسيا، وعدم قدرتك على الدفاع بشكل جيد عن قميص منتخب بلدك؟ بما أنني كنت قادرًا على لعب المباراتين الأخيرتين في كأس العالم، أود أن أقول إن المباراة النهائية تؤلمني أكثر، من الآخر أنا لا أتكلم، وقلت بالفعل كل ما كان علي قوله. - هل تشعر بمسؤولية خاصة تجاه شعبك لكونك شخصًا مشهورًا؟ أشعر بمسؤولية مع بلدي، بمعنى أنني أريد دائمًا أن أكون مثالاً، وأنهم يرونني وأشعر بالفخر لذلك، ويوجد في مصر حوالي 100 مليون شخص يتابعونني، وأريد دائمًا تمثيلهم بأفضل طريقة ممكنة. - نعتقد أنك تشبه العديد من الخصائص التي يتمتع بها لاعب كرة القدم في أمريكا الجنوبية، هل هناك لاعبون أرجنتينيون لفتوا انتباهكم؟ وماذا يعني لك ميسي؟ حيث إنهم يقولون لك بأنك "ميسي المصري". نعم، من الممكن أن أسلوبي يشبه أمريكا الجنوبية، وحول كرة القدم الأرجنتينية، مارادونا وطبعا ميسي أنا أحبهم كثيرا، وباتيستوتا، ولم أشاهد مارادونا كثيرا بسبب عمري، لكني أتذكر أنني رأيت باتيجول يلعب، وجابرييل باتيستوتا دافع عن ألوان روما مثلما فعلت، إنهم لاعبون حققوا أشياء مهمة في عالم كرة القدم، وسنحت لي الفرصة لمقابلة مارادونا في دبي، وتحدثنا عن كرة القدم لفترة. - ماذا تمثل الأرجنتين بالنسبة لك؟ أنا أحب الأرجنتين منذ كنت طفلا، ويسعدني في النهاية أن أقدم مقابلة لوسائل الإعلام الأرجنتينية، وأحب أمريكا الجنوبية، وخاصة الأرجنتين، ولقد شاهدت كثيرًا منتخب الأرجنتين، وكنت دائمًا أحب ذلك. - لعبت في مصر وفي سويسرا وفي إيطالياوإنجلترا.. هل تشعر أنك وصلت إلى الحد الأقصى الذي يمكن أن تطمح إليه؟ خصوصًا أنك اسم مسموع دائما للانضمام لريال مدريد. الآن أنا سعيد هنا في ليفربول، وفي المستقبل أنت لا تعرف أبدا ما يمكن أن يحدث، ولكن أنا مركز 100% مع ليفربول للفوز بالألقاب. - بالإضافة إلى كونه لاعبا عظيما هل تستمتع باللعبة؟ وهل تشاهد كرة القدم في وقت فراغك؟ وما الأشياء الأخرى التي تفعلها؟ كلما أتيحت لي الفرصة، أشاهد مباريات كرة القدم، وبالأخص الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليج) في أوقات فراغي، وأقوم أحيانًا بلعب الPlayStation، وأحيانًا أذهب لتناول العشاء مع أصدقائي وعائلتي، كما أنني أحب أن أكون وحيدا وأسترخي، وأكون في البيت، ولا أحب أن أترك ذلك كثيرًا. - هل من الصعب أن تكون نجمًا عظيمًا في هذه الأوقات؟ وكيف تتعايش مع الشهرة في السوشيال ميديا، ومع سكان ليفربول؟ إنه لأمر خاص جدا بالنسبة لي أن أشعر بمودة الناس، لا سيما في ليفربول، وفي بلدي وفي أماكن كثيرة أذهب إليها، إنه شيء يملؤني بالقوة، وربما في بعض الأحيان عليك أن تدفع ثمن الشهرة، ومن ثم لا يمكنك الخروج الكثير بعد الآن. وأن تكون مشهورًا ليس بالأمر السهل، لكن بشكل عام أستطيع الحفاظ على الحياة، التي كنت أعيشها بها من قبل، وأنا نائم كثيرًا، وكنت نائم قبل أن أتصل بك، وأحب مشاهدة كرة القدم في منزلي، وأشاهد الكثير من كرة القدم على شاشة التليفزيون، ولكن هنا في إنجلترا لا أرى سوى كرة القدم. - أخبرنا عن المدربين.. يورجن كلوب يشيد بك كثيرًا، أيضا هيكتور كوبر.. ماذا تقول عنهما؟ لدي علاقة ممتازة مع الكل، وهيكتور كوبر أعادنا للتاريخ، وبعد 28 سنة تمكنا من العودة إلى نهائيات كأس العالم، وهذا تسبب في نشر السعادة في مصر، إنه شيء سيتذكره الناس دائمًا. - كيف ترى وجودك في القائمة المختصر لجائزة أفضل لاعب في أوروبا؟ وهل تشعر بالتفاؤل حول الجوائز؟ المرشحون للجائزة كريستيانو رونالدو، ومودريتش وأنا، وبالتأكيد سعيد بالوصول إلى هذه النقطة، وسأواصل القيام بذلك لتحقيق الحد الأقصى، وأنا فخور بأن أكون أول عربي أفريقي مرشح لذلك، وسعيد جدا بالطبع، ولدي أحلام بالفوز، لكن لا أحد يعرف ما يمكن أن يحدث، وكان لدي موسم جيد، ودعونا نرى من يفوز، وأتمنى أن أكون أنا. - هل يمكنك ذكر هدفين ستتذكرهما لفترة طويلة؟ الأول في الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي عندما فزنا 2-1، والثاني ضد روما في فوزنا 5-2 في الدور قبل النهائي. - كيف تتخيل نفسك بعد الابتعاد عن كرة قدم؟ عندما لم أعد ألعب كرة القدم، أتخيل نفسي مدربا. - كيف تريد أن تُذكر؟ أريد أن أذكر بأنني شخص جيد، ولاعب جيد.. أنا لاعب كرة قدم ولا أدري كم أنا جيد (يضحك)، دعهم يذكرونني كيف أنا. - كيف ترى ليفربول لهذا العام؟ آمل أن نتحسن أكثر، وهناك لاعبون جدد جيدون جدًا، ونحن نفعل الأفضل كل عام، ونحن نعمل بجد وبدأنا بشكل جيد للغاية وبمثالية. - جمهور ليفربول هو جمهور خاص جدًا، وكما يقول شعار النادي "لن تمشي لوحدك". نعم أشعر بحبهم طوال الوقت، وبالتأكيد أنا لا أمشي وحيدًا في المدينة (يضحك). إنه عامي الثاني هنا وأشعر أنني بحالة جيدة جدًا. - في النهاية.. إن لم تكن لاعب كرة قدم، ماذا كان سيحدث؟ (بعد لحظات من التفكير).. في عمر ال14، سافرت لأربع ساعات ونصف الساعة ذهاب، وأربع ساعات ونصف للعودة، للعب كرة القدم، وكان في رأسي دائمًا أن أكون لاعب كرة قدم، وكانت حياتي ستكون صعبة لو لم أكن لاعب كرة قدم، ولا أعرف ماذا أفعل، بصراحة أنا لا أعرف، أنا أحب ذلك منذ أن كنت في الثامنة من العمر.