يبدو أن تركيا على موعد آخر من الصدام مع اليونان في ظل مساعيها للحصول على حق إدارة جزيرة قبرص، خاصة بعد إعلان أنقرة عن خططها الرامية إلى بناء قاعدة بحرية في شمال قبرص غير المعترف بها دوليا. ورغم العداء التاريخي بين اليونان وتركيا على الموارد الحيوية، ظلت قبرص على الدوام تمثل مصدر تهديد للأمن القومي التركي، رغم اتفاقية الدولة العثمانية الموقعة مع بريطانيا عام 1878، والتى احتفظت بموجبها أنقرة بالسيادة على الجزيرة. صحيفة "كاثمريني" اليونانية، ذكرت أن تحركات الدولة العثمانية لبناء قاعدة بحرية في شمال قبرص التركية، يمكن أن يضر بجهود تسوية النزاع القبرصي. ونقلت الصحيفة، عن محللين قولهم: إنه "في حال تأكيد هذا التحرك، فإن هذا الأمر يضر بجهود التسوية وحلّ القضية القبرصية"، بحسب "سبوتنيك" اقرأ أيضًا: سيناريو صادم ينتظر تركيا بعد دعم الاتحاد الأوروبي لقبرص كانت وسائل إعلام تركية ذكرت، أمس، أن تركيا تعتزم بناء قاعدة بحرية في شمال قبرص، وأن البحرية التركية قدمت بالفعل طلبًا إلى وزارة الخارجية للبدء في إجراءات لإيجاد مكان مناسب في الجزيرة لبناء القاعدة، بحسب الأناضول. وقالت الصحيفة: إن "القاعدة ضرورية لأن دولًا أخرى، من بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وكندا والدنمارك والبرتغال وبلجيكا وألمانيا واليونان، تستخدم الحرب في سوريا كذريعة للحفاظ على وجودها في الشرق الأوسط" أما الرئيس القبرصى نيكوس أناستاسياديس أكد، في وقت سابق، أن حل المشكلة القبرصية يساعد على تحسين العلاقات مع تركيا، فضلًا على أنه يسهم فى آفاق انضمامها للاتحاد الأوروبى وفي موارد الطاقة الخاصة بها، وفقا ل"روسيا اليوم". وتابع نيكوس: "أعربنا عن استعدادنا التام وتصميمنا على الدخول في حوار بناء مع القبارصة الأتراك، فضلًا عن مناقشة مبدئية مع تركيا لضمان التوصل إلى حل من شأنه أن يضمن الاستقلال التام والسيادة لجمهورية قبرص". اقرأ أيضًا: الاتحاد الأوروبي ينقلب على تركيا.. وقبرص تصفع أردوغان أما صحيفة "ياني سافاك" التركية، ذكرت في تقرير لها، أن الجيش التركي يخطط لإنشاء قاعدة عسكرية بحرية في جمهورية شمال قبرص بشكل سريع، وذلك لحماية مصالح أنقرة في البحر المتوسط. ليس هذا فحسب، بل إن الدولة العثمانية كانت تدرس أيضًا احتمال استئناف عمل القاعدة الجوية "غيجيت قلعة" في شمال قبرص، التي كان الطيران العسكري التركي يستخدمها في الماضي. وتعد القاعدة التركية المتقدمة في قبرص الشمالية الأقدم في تاريخ الجمهورية، فمن الناحية الجيوسياسية، تعطي القاعدة أنقرة نفوذًا مهمًا في التوازن العسكري لشرق المتوسط، حيث كانت جميع الإدارات التركية حريصة جدًا على حماية هذه اليد العليا، بغض النظر عن الاختلافات الأيديولوجية. مركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية قال: إن "تركيا هي واحدة من 3 دول تدير قواعد متقدمة على جزيرة قبرص، فتملك المملكة المتحدة في مناطق سيادية بأكروتيري "Akrotiri" وديكيليا "Dhekelia"، في حين أن اليونان لديها كتيبة في منطقة القبارصة اليونانيين المستبعدين إلى الجزء الجنوبي من الجزيرة. اقرأ أيضًا: غاز المتوسط.. تركيا تؤجج الخلافات مع أوروبا لاستدراج قبرص وبحسب التقرير، يتجلى الوجود العسكري التركي في قبرص الشمالية من خلال انتشار عسكري بمستوى فيلق قيادة قوات السلام مع فرق مشاة تابعة لها مجهزة بناقلات جند ومركبات قتالية، ولواء مدرع، وأفراد من الكوماندوس، وأفراد العمليات الخاصة، ووحدات الدعم، وفقا ل"يورو نيوز". علاوة على ذلك، وبسبب الترتيبات الدفاعية والأمنية الاستثنائية بين الإدارة القبرصية التركية - التي اعترفت بها أنقرة بوصفها جمهورية شمال قبرص التركية - وتركيا، فإن عددا من المناصب في قيادة قوات الأمن القبرصية يشغلها أفراد من القوات المسلحة التركية، بمن فيهم جنرال برتبة نجمتين يقود الوحدة. لكن، وبحسب مركز الدراسات، فإن سلاح الجو التركي يفتقر إلى رد فعل رادع بسبب الموقع الجيواستراتيجي لقواعده الجوية، والتي لا يمكنها إنجاز طلعات كافية بالسرعة المطلوبة فوق البر الرئيسي لليونان. وأخيرًا يمكن القول: إن "القوات التركية المنتشرة في قبرص تعد وسيلة لكسب تفوق هجومي واضح من خلال تحقيق أفضلية عددية هائلة على القوات اليونانية، لذلك تسعى أنقرة إلى بناء قاعدة عسكرية جديدة".