لم يمض يومان على الإعلان عن إنشاء التحالف السني العراقي الذي حمل اسم "المحور الوطني"، إلا وبدأت الخلافات تدب داخل التحالف على اختيار منصب رئيس البرلمان القادم، حيث لم يتفق التحالف حتى الآن على مرشح معين لرئاسة البرلمان. فهناك اختلاف بين الكتل السنية على اختيار هذا المنصب، فكل كتلة تدعي أنها الأحق بالمنصب ورشحت أحد أعضائها، ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى خلافات داخل الكتلة الواحدة على رئاسة البرلمان. فكر شبابي نجد أن القيادي في تحالف "المحور الوطني" فلاح حسن الزيدان، أكد أن محافظ الأنبار محمد الحلبوسي يمتلك من المؤهلات العالية التي تؤهله لتولي منصب رئيس مجلس النواب للدورة البرلمانية القادمة، مشددا على أن "نجاح الحلبوسي في إدارة اللجنة المالية البرلمانية أعطاه زخما وعزز خبرته في العمل النيابي". الزيدان أشار إلى أن نجاح "الحلبوسي" في إدارة الحكومة التنفيذية لمحافظة الأنبار منحه ثقة أبناء المحافظة وقدم نموذجا قياديا شابا على المستوى السياسي. اقرأ أيضا: تمزق «النصر» يهدد بقاء العبادي على رأس الحكومة العراقية كما أبدى الأمين العام لجبهة إنقاذ تركمان العراق النائب ثابت العباسي، دعمه لتولي الحلبوسي منصب رئاسة البرلمان، معتبرا أن تولي الحلبوسي منصب رئيس مجلس النواب يعد جزءًا من مشروع معالجة العيوب التأسيسية للعمل السياسي من خلال إضافة فكر شبابي جديد للسياسة. لكن الناطق الرسمي باسم "المشروع العربي" عمر الحميري رشح شخصا آخر، حيث أصدر بيانا قال فيه إن "طلال الزوبعي هو مرشح المشروع العربي ضمن تحالف المحور الوطني لمنصب رئيس البرلمان"، حسب "السومرية نيوز". وطلال الزوبعي نائب عن بغداد وعضو لجنة النزاهة البرلمانية رشح نفسه مع تحالف القرار العراقي الذي يتزعمه خميس الخنجر، وتمكن من الفوز في الانتخابات. قوة وخبرة حزب "المشروع العربي" بزعامة السياسي خميس خنجر أعلن اليوم الخميس أيضا، ترشيح نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي لرئاسة البرلمان، وأعلن الحزب في بيان، انفتاحه على كل الآراء والنخب ولديه رؤية وطنية متطابقة مع بقية قوى التحالف في آليات التعامل مع الاستحقاقات القادمة، خاصة حيال تشكيل الحكومة المقبلة وتقديم المرشحين. وقال خنجر :"إن اختيار النجيفي لرئاسة البرلمان بدورته المقبلة يعود لقناعته بقوة شخصيته وخبراته في إدارة البرلمان وإنجاز التشريعات وممارسة الدور الرقابي على الحكومة"، وفق "بترا". اقرأ أيضا: وسط مخاوف أمنية واقتصادية.. العراق يدخل مرحلة «الفراغ التشريعي» وطرحت جهات سنية شخصية أخرى لشغل منصب رئيس البرلمان وهو خالد العبيدي، وزير الدفاع السابق والقيادي البارز في ائتلاف "النصر"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء حيدر العبادي. وعن هذا الأمر يقول العبيدي: "هذا الأمر لا علاقة له بترشيح الدكتور العبادي لمنصب رئيس الوزراء للدورة القادمة، بل إن هذا المنصب لأنه يبقى منصباً للسنّة، فبالتالي فإن من حقي سواء كنتُ في "النصر" أو في "الوطنية" أو في أي مكان آخر أن أرشح لهذا المنصب"، مشيرا إلى أن "مرشحي تحالف المحور الوطني لن يؤثروا على حظوظي بتولي رئاسة البرلمان، كأحد المرشحين للمنصب جنبًا إلى جنب مع مرشحي المحور". وحول المفاوضات الجارية بشأن تشكيل الكتلة الكبرى يقول العبيدي إن "الحوارات جارية حالياً من أجل تشكيل الكتلة الكبرى، وسوف يعلن قريباً عن تشكيل هذه الكتلة". وجاء ضمن الأسماء المرشحة لرئاسة البرلمان أحمد الجبوري محافظ صلاح الدين الذي تداولته الأوساط السياسية العراقية إلى جانب الأسماء التي تم طرحها سابقا. تهديد وحدة التحالف تأتي كل تلك الأسماء المرشحة، رغم إجماع الكتل السياسية السنية على تحالف موحد، لكن يبدو أنها لم تتجاوز الخلافات فيما بينها، ولم تستطع حتى الآن تحديد مرشح رئيس البرلمان الجديد، الأمر الذي يرى مراقبون أنه يهدد وحدة التحالف الجديد، بحسب "القدس العربي". اقرأ أيضا: بعد مزاعم التزوير.. «الصدر» على رأس نتائج الانتخابات العراقية مجددًا فرغم إعلان القوائم السنية تحالفًا موحدًا فإن الخلافات بين قيادات هذا التحالف قائمة وهي غير منسجمة، حيث لم تتفق على رئيس لهذا التحالف وناطق رسمي باسمه، فضلًا عن الأسس التي بُني عليها. القيادي في "تحالف القرار" أحمد الجربا، قال في بيان، إن "الأيام القادمة ستشهد اجتماعا بين أعضاء وقيادات تحالف القرار (بزعامة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي) لاختيار مرشح لرئاسة البرلمان، يحظى بتأييد وثقة ممثلي المحافظات المنكوبة بصورة خاصة والشركاء السياسيين في الكتل الشيعية والكردية بصورة عامة، وبما يخدم المصلحة العامة للشعب العراقي ويدافع عن حقوقهم وتطلعاتهم في حياة حرة كريمة". وعلى مستوى الكتلة الكبرى، كشفت تسريبات أن الإعلان عنها سيكون خلال اليومين المقبلين، وأنها ستتشكل من ائتلافات الفتح ودولة القانون وأطراف سنية وكردية. تجدر الإشارة إلى أنه تم تشكيل تحالف "المحور الوطني" بقيادة جمال الكربولي وأسامة النجيفي وخميس خنجر وأحمد عبد الله الجبوري وسليم الجبوري وفلاح حسن زيدان. اقرأ أيضا: هل ينجح العبادي في امتصاص الغضب الشعبي ب3 مليارات دولار؟