ضرب الإرهاب الأردن مجددًا، بعد انفجار عبوة ناسفة زرعت أسفل سيارة دورية أمنية مكلفة بحماية مهرجان فني في مدينة الفحيص الأردنية، والذي أودى بحياة رجل أمن أردني وإصابة 6 آخرين في محيط مهرجان الفحيص. مدينة الفحيص التابعة لمحافظة البلقاء شمالي الأردن يقام فيها "مهرجان الفحيص" منذ قرابة 27 عاماً، وللمهرجان حضور في الأردن يستقطب فعاليات فنية وثقافية وازنة على الساحة الأردنية والعربية، وليس مستبعدا بحسب مراقبون أن تكون العملية الإرهابية مرتبطة بهذا المهرجان. وتشير أحد السيناريوهات المتوقعة، إلى أن زرع العبوة في الدورية الأمنية ربما يكون دلالة على عدم قدرة المنفذ على الوصول إلى المهرجان؛ بسبب الأطواق الأمنية المشددة، فاضطر إلى زرعها في هدف آخر لم يكن ضمن تخطيطاته فيما يبدو. خلية أزمة وفور إعلان السلطات الأردنية عن العملية الإرهابية، انعقدت "خلية أزمة" رسمية لمتابعة آخر تطورات العملية الأمنية، وأعلن مقتل أربعة من رجال الأمن وثلاثة إرهابيين واعتقال خمسة آخرين خلال مداهمة قوات أمنية مبنى في مدينة السلط تحصنت فيه مجموعة يشتبه بضلوعها في الهجوم الذي استهدف الدورية الأمنية. اقرأ أيضا: هل تبتعد حكومة الأردن عن «جيب المواطن» لكسب ثقة البرلمان؟ وأسفرت المرحلة الثانية من عملية المداهمة عن إنقاذ أحد أفراد الأجهزة الأمنية مع استمرار العمل على التأكد من عدم وجود مدنيين مهددين من قبل المشتبه بهم. وزيرة الدولة الأردنية لشؤون الإعلام المتحدثة باسم الحكومة جمانة غنيمات، كشف أن "الأجهزة الأمنية المختصة نفذت مداهمة لموقع خلية إرهابية" في مدينة السلط "بعد الاشتباه بتورطها في حادثة الفحيص الإرهابية". وأوضحت أنّه تمّ ضبط أسلحة أتوماتيكيّة بحوزة الإرهابيين، ولا تزال العملية مستمرّة. مشيرة إلى أن "المشتبه بهم رفضوا تسليم أنفسهم وبادروا بإطلاق نار كثيف تجاه القوة الأمنية المشتركة، وقاموا بتفجير المبنى الذي قاموا بتفخيخه في وقت سابق، مما أدى إلى انهيار أجزاء منه خلال عملية الاقتحام"، بحسب "الحرة". تفجير عن بعد لأول مرة العملية الإرهابية التي وقعت، أثارت مخاوف خبراء أمنيين وعسكريين من "أساليب تفجيرية جديدة"، قد يلجأ إليها متطرفون لتنفيذ هجمات في الأردن. الخبراء، أشاروا إلى أن هذه المرة الأولى في الأردن التي يتم فيها تفجير عبوة ناسفة عن بعد، مما يستدعي أن تدرك الدولة مدى خطورة مثل هذه الهجمات. اقرأ أيضا: «النقد الدولي».. كلمة السر في تمسك حكومة الأردن بالضرائب وقال الخبير الأمني العميد المتقاعد حسين الطراونة، "إن هذه المرة الأولى في الأردن التي يتم فيها تفجير عبوة ناسفة عن بعد، بغض النظر عن مدى فاعليتها وآثارها التدميرية"، مشيرا إلى أن "الهجمات التي شهدها الأردن سابقًا، كانت تقع من خلال اشتباك مسلح ما بين الأجهزة الأمنية والجماعات المتشددة"، بحسب "إرم نيوز". ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الإرهابي، يرجح الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية، وقوف تنظيم تنظيم "داعش" وراء "تفجير الفحيص"، معتقدا أن من قام بالتخطيط والتنفيذ للعملية، "يتمتع بخبرة في صناعة المتفجرات قد تلقاها في سوريا أو العراق". وتتجه أصابع الاتهام إلى "داعش" بعد إعلان وكالة الأنباء الأردنية "بترا" أن دائرة المخابرات العامة أحبطت بعد عمليات متابعة استخبارية حثيثة ودقيقة مخططا إرهابيا وتخريبيا كبيرا خططت له خلية إرهابية مؤيدة لتنظيم "داعش". في المقابل، استبعد خبراء أن يكون تنظيم داعش هو الجهة التي نفذت الهجوم، لكنه رجح أن يكون من "خطط ونفذ الهجوم هو شخص يحمل أفكار داعش، يهدف إلى العبث بأمن واستقرار الأردن". موقع الأردن من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية خالد شنيكات، أن الأردن مستهدف من الجماعات الإرهابية بحكم موقعه الجغرافي، وبسبب الاضطرابات في دول الجوار، مضيفا أن الأردن يؤمن حدوده جيدا وأن المتطرفين ربما دخلوا بشكل فردي، بحسب "سكاي نيوز". اقرأ أيضا: قمة مكة من أجل الأردن.. رسالة ل«طيور الظلام ووحوش التخريب» واعتبر المحلل السياسي الأردني عريب الرنتاوي، أن تفجير دورية أمنية في مدينة الفحيص شمالي الأردن، هو حادث يؤكد ضرورة بقاء الشعب الأردني وأجهزة الأمن بضرورة الإبقاء على أعلى درجات اليقظة من هكذا عمليات تمثل جزءا من الفاتورة التي يدفعها الأردن في الحرب المفتوحة على الإرهاب. وقال الرنتاوي، في تصريح لوكالة "سبوتنيك" تعليقاً على الحادث: "إذا أردنا أخذ الأردن كمثال لبلد في بؤرة الصراعات في المنطقة وكبلد تحمل تداعيات أكبر الأزمات فيها؛ فإن ما حدث في الأردن خلال السنوات الماضية بكل المقاييس يمثل قصة نجاح". سلسلة عمليات إرهابية واستهدف الإرهاب الأردن بعدة عمليات في السنوات الأخيرة كان ذروتها في عام 2016 حينما كان تنظيم "داعش" في ذروته بسورياوالعراق. وبدأت أولى الأحداث الأمنية في 3 مارس 2016، عندما قضت السلطات على "خلية إرهابية" في اربد (شمال المملكة)، نتج عنها مقتل 7 من أفراد المجموعة ومقتل ضابط أردني. وشهد يونيو من نفس العام حدثين أمنيين، ففي السادس من الشهر، شن شخص مسلح هجوم على مكتب للمخابرات في العاصمة عمان، مخلفا خمسة قتلى من منتسبي جهاز المخابرات، ليتمكن المنفذ من الفرار ويقبض عليه بعد ساعات على يد مواطنين أردنيين اشتبهوا فيه داخل أحد المساجد. ولم يكن نهاية الشهر أقل دموية، إذ تبنى "داعش" بتاريخ 21 يونيو 2016، تفجير سيارة مفخخة استهدفت موقعا عسكريا متمركزا على الساتر الترابي المقابل لمخيم اللاجئين السوريين في منطقة الرقبان، وأسفر التفجير عن مقتل سبعة جنود أردنيين وجرح آخرين. اقرأ أيضا: رغم الغضب العمالي.. مظاهرات الأردن تفشل والحياة تعود لطبيعتها وفي ديسمبر2016، شهدت مدينة الكرك في جنوب المملكة، سقوط 10 قتلى أغلبهم من رجال الأمن العام في اشتباك مع خلية مسلحة تحصنت داخل قلعة أثرية في المدينة. أما في نوفمبر 2017 تم إحباط عملية إرهابية كانت تستهدف الاحتفالات في رأس السنة بداية عام 2018.