يبدو أن الأيام الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مكتبه البيضاوي، تقترب سريعًا، حيث تواجه إدارته العديد من الضغوط والاتهامات التي من المحتمل ألا تستطيع مواجهتها، فمنذ توليه منصبه في يناير 2017، واتهامات التواطؤ مع روسيا، والفضائح الجنسية تلاحقه من كل جانب، ومن الواضح أن أقرب مساعديه بدأوا في التخلي عنه. تقول شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن مايكل كوهين المحامي الشخصي السابق للرئيس الأمريكي، يدعي أن ترامب المرشح الرئاسي -آنذاك- كان يعلم بشكل مسبق عن اجتماع يونيو 2016، في برج ترامب والذي شهد عرضا من الروس بتقديم معلومات لحملته لتشويه سمعة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وتشير المصادر التي نقلت عنها الشبكة الأمريكية، إلى أن كوهين على استعداد لتقديم هذا التأكيد إلى المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يدير التحقيق في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016. وتتناقض ادعاءات كوهين مع إنكار ترامب، وابنه، ومحاميهما ومسؤولين آخرين في الإدارة، الذين أكدوا أن الرئيس لم يكن يعرف شيئًا عن اجتماع برج ترامب، حتى تم الاتصال به من قبل صحيفة "نيويورك تايمز" في يوليو 2017. ويدعي كوهين أنه كان حاضرًا، إلى جانب آخرين، عندما أبلغ ترامب الابن والده بعرض الروس، وأشار كوهين إلى أن ترامب وافق على المضي قدمًا في الاجتماع مع الروس، وفقاً للمصادر. اقرأ المزيد: هل يتسبب محامي ترامب في سقوطه في قبضة «روبرت مولر»؟ وتوضح هذه المصادر، أن كوهين ليس لديه أدلة، مثل التسجيلات الصوتية، لتأكيد روايته، لكنه على استعداد للإقرار بصحة ادعاءاته. وكان كوهين، قد أدلى بشهادته العام الماضي، أمام لجنتين من الكونجرس يحققان في التدخل الروسي في انتخابات عام 2016، في جلسة مغلقة. ويقول مصدر، على دراية بشهادة كوهين أمام مجلس النواب، إنه لم يشهد بأن ترامب كان على علم باجتماع برج ترامب مع الروس بشكل مسبق، ولم تُذكر ادعاءات كوهين في التقارير التي أصدرها الأعضاء الجمهوريون والديمقراطيون في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب. من جانبه صرح رودي جولياني محامي ترامب لشبكة "سي إن إن"، إن "كوهين يقول الأكاذيب منذ بداية الأسبوع، بل منذ سنوات"، مضيفًا: "لا أدري كيف لديه هذه المصداقية". كما وصف جولياني، كوهين الذي كان محاميًا بارزًا في منظمة ترامب منذ عقد من الزمن، ب"المريض بالكذب". وقال ألان فوترفاس محامي دونالد ترامب الابن: "لقد كان دونالد ترامب الابن شخصًا مهنيًا، ومسؤولًا طوال تحقيقات مولر والكونجرس"، مضيفًا: "نحن واثقون جدًا من دقة وموثوقية المعلومات التي قدمها السيد ترامب الابن". ووفقا للأشخاص الذين ناقشوا هذه المسألة مع كوهين، أعرب الأخير عن أمله في أن هذا يساعده هذا الادعاء بخصوص اجتماع برج ترامب، في الوصول إلى المحقق الخاص مولر، وربما يقلل من مشاكله القانونية. اقرأ المزيد: مسؤول قطري يعترف بحضور اجتماعات «برج ترامب» يذكر أن كوهين تحت المراقبة الآن من قبل المدعين الفيدراليين في مانهاتن، بعد أن أحال مولر قضية كوهين والمتهم فيها بخرق قواعد التمويل خلال الحملة الانتخابية لترامب، بعد أن قدم نحو 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز، لكتم شهادتها بخصوص علاقة عاطفية جمعتها وترامب قبل ترشحه. وكان اجتماع يونيو 2016، قد تم الترتيب له بعد أن أخبر أحد الأشخاص، ترامب الابن، في رسالة بريد إلكتروني، وبعبارة لا لبس فيها، أن "مسؤولًا روسيًا كبيرًا عرض تزويد حملة ترامب بمعلومات تضر كلينتون، وأن هذه المعلومات كانت جزءا من حملة روسيا لدعم ترامب". في ذلك الوقت، لم تكن الجهود الروسية لدعم المرشح الجمهوري ترامب بشكل سري، بل معروفة علنًا، من جانبه رد ترامب الابن "إذا كان ما تقوله صحيحًا، فسيكون ذلك من دواعي سروري"، وبدأ في الترتيب للاجتماع. وشارك في الاجتماع، بجانب ترامب الابن، زوج شقيقته جاريد كوشنر، وبول مانافورت، الذي كان يشغل منصب رئيس حملة ترامب في ذلك الوقت. وكان هناك أربعة روسيين في الاجتماع، بما في ذلك محامٍ تربطه علاقات بالكرملين، ورجل أعمال كان يعمل لصالح الحكومة، وعضو في مجموعات الضغط، كان على علاقة مع الاستخبارات السوفييتية. بعد نشر خبر الاجتماع في يوليو 2017، قدم فريق ترامب تفسيرات مضللة وغير قصته عدة مرات، لكن ادعاء واحدا لم يتغير، وهو أن ترامب لم يكن على علم بالاجتماع قبل ذلك، ولم يتم إخباره عنه بعد ذلك، وعلم عنه بعد عام واحد. اقرأ المزيد: ما السر الذي يريد معرفته روبرت مولر من محامي ترامب؟ وأكد ترامب ومحاميه جاي سيكلو، وترامب الابن ومحاميه فوترفاس، والمتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، هذا الإنكار بشكل متكرر، ونفوا أن ترامب كان على علم بالاجتماع وقت حدوثه في أكثر من 15 مناسبة، وفقا لتحليل "سي إن إن". ترامب نفسه صرح في 12 يوليو 2017، إنه "سمع عن الاجتماع منذ يومين أو ثلاثة فقط"، بعد أسبوع واحد، كرّر ترامب أنه "لم يكن يعرف أي شيء عن الاجتماع"، قائلًا "لم يخبرني أحد". غير أن ترامب الابن قد أكد هذا الإنكار في شهادته أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ العام الماضي، حيث قال للمشرعين "لم يكن على علم بذلك"، مشيرًا إلى معرفة والده بالاجتماع، وأضاف "لم أكن أرغب في إشراكه في الأمر، لأنه لم يكن له علاقة به". وشكك نقاد ترامب في ادعائهم بأن الرئيس لم يكن على علم بالاجتماع، مستشهدين بسلسلة من المكالمات الهاتفية التي أجراها ترامب الابن إلى رقم هاتف محظور قبل الاجتماع وبعده. كما أشاروا إلى أنه قبل الاجتماع بيومين، أعلن ترامب بشكل غامض عن خططه للإدلاء بخطاب يكشف فيه عن "فضائح كلينتون"، فيما يقول ترامب الابن إنه لم يحصل على أي معلومات تدين هيلاري في الاجتماع، ولم يدل ترامب بهذا الخطاب أبدا.