يعاني مسلمو الصين المقيمون في منطقة "شينجيانج" من اضطهاد حكومتهم، التي تمنعهم من إقامة شعائرهم الدينية، وتضييق الخناق عليهم. الأرقام الحكومية التي تم الكشف عنها مؤخرا، تشير إلى أن واحدا من بين كل 5 اعتقالات في الصين خلال العام الماضي تقع في مقاطعة "شينجيانج"، ذاتية الحكم شمال غرب البلاد. صحيفة "الجارديان" البريطانية نقلت عن العديد من المراقبين، قولهم: إن "المنطقة تحولت إلى ثكنة عسكرية، حيث يتعرض سكانها لانتهاكات حقوق الإنسان". وقامت منظمة "المدافعين عن حقوق الإنسان في الصين" بتحليل البيانات الحكومية المتاحة للجمهور، حيث وجدت أن 21٪ من جميع الاعتقالات التي وقعت في الصين في عام 2017، كانت في مقاطعة "شينجيانج"، والتي تضم نحو 1.5٪ من سكان الصين. وأضافت أن لوائح الاتهام في شينجيانج شكلت 13٪ من إجمالي اللوائح التي تم تسليمها في البلاد العام الماضي. اقرأ المزيد: رمضان «ممنوع» في الصين.. الأكل إجباري والمساجد لتعليم الاشتراكية وذكرت المنظمة في تقريرها الذي صدر بالاشتراك مع منظمة "مبادرة المساواة في الحقوق" الصينية، يوم الأربعاء، أنه "الزيادات المفاجئة في نسبة الاعتقالات والاتهامات في عام 2017 مقارنة بعام 2016 كانت مذهلة". ويأتي هذا التقرير قبل مراجعة الأممالمتحدة لاتهام الحكومة الصينية بارتكاب تهم متعلقة بالتمييز العنصري، والتي ستبدأ في ال10 من أغسطس المقبل. ومن المقرر أن تعقد وزارة الخارجية الأمريكية، هذا الأسبوع، أول قمة في البلاد حول الحرية الدينية، وستعقد لجنة بالكونجرس الأمريكي جلسة استماع حول الوضع في شينجيانج. وذكرت فرانسيس إيف، الباحثة في منظمة "المدافعين عن حقوق الإنسان في الصين" أن هذه البيانات القادمة من الحكومة الصينية نفسها، يجب أن تجبر المجتمع الدولي على التحرك. يذكر أن شينجيانج، التي يقطنها نحو 12 مليون مسلم، معظمهم من اليوجور، بالإضافة إلى الكازاخستانيين، شهدت حملة حكومية "قاسية"، تهدف إلى استئصال التطرف الديني والحركات الانفصالية المحتملة. كانت المنطقة التي تقارب مساحتها نحو نصف مساحة الهند، قد شهدت اندلاع أعمال عنف عرقي في التسعينيات، والتي تجددت مرة أخرى في عام 2009. اقرأ المزيد: الصين تحظر أسماء صدام وبن لادن وعرفات في مناطق الأيجور وتقول جماعات حقوق الإنسان إن حملة القمع قد تخطت العديد من الخطوط الحمراء، حيث زادت من القيود على التعبير الديني والثقافي، خاصة بعد أن تولى تشين كوانجو سكرتير الحزب الشيوعي المتشدد، قيادة حكومة شينجيانج في عام 2016. ويحظر على من هم تحت سن 17 عاما الدخول إلى المساجد، أو القيام بالحج دون ترخيص من الحكومة، كما تم حظر الأسماء الإسلامية واللحية وارتداء النساء النقاب والتنانير الطويلة. ويقول العديد من الباحثين: إن "عشرات الألوف من الأقليات، ومعظمهم من اليوجور، قد تم احتجازهم في معسكرات إعادة التثقيف، حيث يمكن احتجازهم إلى أجل غير مسمى. وفي إبريل الماضي، وصفت مجموعة من المشرعين الأمريكيين، هذه المعسكرات بأنها "أكبر عملية احتجاز جماعي لأقلية من سكان العالم اليوم". وأشارت "الجارديان" إلى أن أي شيء بداية من الولوج إلى المواقع الأجنبية، أو التحدث إلى الأقارب في الخارج، يمكن أن يزج بسكان "شينجيانج" في السجن. وقال أحد الأفراد اليوجور في المقاطعة لمنظمة "المدافعين عن حقوق الإنسان في الصين": إن "عمه حُكم عليه بالسجن سبع سنوات لإذاعة محتوى محظور، بعد أن قام بتحميل بعض الأغاني على هاتفه المحمول"، وذكر آخر أن أحد جيرانه اعتقل بسبب حضوره دروسًا في القرآن قبل عقد من الزمان. اقرأ المزيد: وكيل الأزهر: القبض على 20 طالبا من تركستان بينما صرح شخص آخر من اليوجور بأن أخاه حُكم عليه بالسجن بعد أن تم اعتقال زميل سابق له في المدرسة، واعترف بأنهما شاهدا مقطع فيديو وهما صغيران، أثار حماستهما. وأضاف "لقد تلقى شقيقي حكمًا بالسجن لمدة سبع سنوات بسبب ادعاء هذا الشخص، والذي حدث قبل عقد من الزمان"، موضحًا "لقد كانوا في العاشرة من العمر فقط، ولم يفعلوا أي شيء أبدًا". ووفقًا لتقرير منظمة "المدافعين عن حقوق الإنسان في الصين"، شهدت عمليات الاعتقال في "شينجيانج" خلال الفترة بين 2013 و2017 زيادة بنسبة 306٪ مقارنة بالسنوات الخمس السابقة. وأشارت المنظمة إلى أن الاعتقالات تشمل جميع أنواع القضايا الجنائية، ولكنها أكدت أن الزيادة الدراماتيكية في نسبة الاعتقالات من المحتمل أن تكون بسبب الحملة الحكومية الأخيرة على المنطقة. وذكرت فرانسيس إيف، أنه لا يمكن للعالم أن يجلس، في الوقت الذي يُجبر فيه اليوجور والأقليات الأخرى في شينجيانج على الدخول إلى معسكرات التثقيف، ومحاكمتهم جنائيا دون أي سبب آخر سوى عرقهم وإيمانهم بالإسلام.