تقف بائسة ترتدي جلبابها الأسود وتجلس بإحدى زوايا محكمة الأسرة بمصر القديمة، تائهة لا تعرف ماذا تفعل، تنادي على المارة: من فضلك أنا عندي مشكلة مع جوزي أروح فين وأتصرف إزاي، إلى أن تقابلنا بها، لتخبرنا بمشكلتها مع زوجها، وتقص ما وقع عليها من ظلم.. وإلى التفاصيل. بدأت "هيام"، ذات ال30 عاما قصتها، قائلة: «الكيف بيذل وجوزي باع بنته لأصحابه». وأضافت «بدأت معاناتي منذ أن تزوجت صاحب المقهى المجاور لمنزل أسرتي وحينها ظننته طوق النجاة لي من الفقر، وبالفعل أحببته وكنت حريصة على إرضائه بكل الطرق، فكنت له خادمة قبل أن أكون زوجة، حيث إنني الزوجة الثانية له بعد وفاة أم أبنائه الثلاثة». تستكمل هيام في حزن «تغير حاله فجأة وكان يطلب مني ومن ابنته ذات ال17 عاما، أن نتزين ونتعامل كالنجمات، وكان يطلب طلبات غريبة، منها أن تقوم كل منا باختيار أغنية ما لنرقص عليها على سبيل الهزار كما لو كنا نصور فيديو كليب، ويأخذ منا الفيديوهات وينقلها على فلاشة خاصة به». تشرد الزوجة الجميلة قليلا قبل أن تستطرد: «لاحظت تغيرات غير مسبوقة على زوجي من نوبات مزاجية غريبة وعودته للمنزل سعيدا ومعه أموال كثيرة وعملات مختلفة، وعندما سألته عن مصدر هذه الأموال الكثيرة أجابني "في تاجر شاركني في القهوة ودي الأرباح" فتظاهرت بتصديقه ولكن قلبي يملؤه الشك والحيرة». «كنت أتخيل أنها طيبة زائدة منه، ولكنها كانت شرارة لانفجار بركان الفضيحة، بعدما اكتشفت أنه يجمع الكليبات الخاصة بي وبابنته ويعرضها على أصحاب الكيف داخل "الغرزة" الخاصة به على سبيل الربح السريع والحصول على جرعة مخدرات». تدخل في نوبة بكاء شديدة قائلة: «اكتشفت أنه يطلب من ابنته مقابلة شاب غريب وتعمله فيديو كليب زي اللي بنعملهوله بحجة إنه عايزها تبقى مطربة شعبية، وسمعته بيقولها إنتي اللي عجبتيه مش هيام، دخلت زي المجنونة وصرخت في وشه وقلتله: فين رجولتك ونخوتك لما تبيع فيديوهات مراتك وبنتك عشان تشتري المخدرات وتتاجر بينا». وعندما واجهته انهال عليها ضربا بالخرطوم قائلا: «أيوه بابيع فيديوهاتكم عشان نفسي أبقى غني»، واختتمت الزوجة حديثها البائس «بعد ما شعرت باليأس والفضيحة كسرت عيني، لم أجد منقذا لي سوى محكمة الأسرة بمصر القديمة، وبالفعل تقدمت بدعوى خلع من زوجي، ذلك الرجل عديم النخوة والشرف، وبالفعل قبلت المحكمة دعوى الخلع».