في وقت مبكر من الأسبوع الماضي، قدم مايكل كوهين المحامي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجموعة من التسجيلات الصوتية بينهما للمحققين في قضية رشوة ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز. وكشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن هذه التسجيلات التي يتناقش فيها ترامب المرشح الرئاسي آنذاك، وكوهين، كيفية شراء حقوق نشر قصة عارضة في مجلة "بلاي بوي" عن علاقة مزعومة مع ترامب. وأشارت الشبكة إلى أن التسجيل يقدم للجمهور لمحة عن المناقشات السرية بين ترامب وكوهين، ويؤكد أن الرجل الذي يشغل الآن منصب الرئيس الأمريكي، كان لديه علم بمقترح لشراء حقوق قصة كارين مكدوجال، وهي امرأة زعمت أنها كانت على علاقة غرامية مع ترامب قبل عقد من الزمن. وفي التسجيل اقترح كوهين على ترامب، تأسيس شركة وتمويل شراء الحقوق من شركة "أمريكان ميديا"، المالكة لصحيفة "ناشونال إنكوايرر". وقال كوهين في التسجيل وهو يشير على الأرجح إلى ديفيد بيكر مدير شركة "أمريكان ميديا"، "أحتاج إلى فتح شركة لشراء كل تلك المعلومات فيما يتعلق بصديقنا ديفيد". اقرأ المزيد: ماذا يواجه ترامب بعد مداهمة مكتب محاميه؟ وقالت الشبكة الأمريكية، إنه عندما يأتي ذكر التمويل في وقت لاحق من المحادثة، يقاطع ترامب كوهين متسائلًا "أي تمويل؟" وفقا للتسجيل، وعندما يقول كوهين لترامب، "سنضطر إلى الدفع"، يرد ترامب "ندفع نقدًا"، إلا أن الصوت يصبح بعدها مشوشًا، وليس من الواضح ما إذا كان يقترح الدفع نقدًا أو يرفض الدفع بهذه الطريقة، ويقول كوهين بعد ذلك "لا، لا"، لكن ليس من الواضح ما يقال بعد ذلك. من جانبه، أكد رودي جولياني، محامي الرئيس، أن ترامب لم يدفع أي مبلغ، وقد اعترف جولياني سابقا بأن النقاش المسجل يتعلق بشراء حقوق القصة، وأضاف جولياني على قناة "فوكس نيوز" مساء الثلاثاء، "لا يوجد مؤشر على ارتكاب أي جريمة في هذا الشريط". وكان التسجيل الذي حصلت عليه "سي إن إن" من لاني ديفيز محامي كوهين، قد سُجِّل في سبتمبر 2016، وهو أحدث انهيار في العلاقة الممتدة على عقد من الزمان بين ترامب وكوهين، الذي قال ذات مرة إنه مستعد لتلقي رصاصة بدلًا من الرئيس، وقد أوضح كوهين في الأسابيع الأخيرة أنه منفتح على التعاون مع المدعين العامين الأمريكيين. وذكر ديفيز "أن هذا الأمر يدور بشكل كامل حول المواجهة بين الصدق والاتهامات الباطلة لمايكل كوهين، لماذا يتهم جولياني مايكل كوهين زورًا؟ لأنهم يخافون منه". وأضاف "إنهم يخشون أن يكشف كوهين حقيقة دونالد ترامب، ففي يوم من الأيام سيقول الحقيقة، والحقيقة هي أنه عندما قال ترامب الدفع نقدًا، وهي الطريقة التي يتعامل بها تجار المخدرات ورجال العصابات، نسمع كوهين وهو يقول لا لن نفعل ذلك". اقرأ المزيد: ترامب ينتقد محاميه السابق: تسجيل حديثي «غير قانوني» وفند رودي جولياني وآلان فوترفاس، وهو محام في منظمة ترامب، حقيقة أن الشريط يكشف أن ترامب كان يقترح الدفع نقدًا. وقال جولياني على شبكة "فوكس نيوز" مساء الثلاثاء "لا يمكن أن يقوم الرئيس بتأسيس شركة ثم يلجأ إلى الدفع نقدًا، إلا إذا كنت أحمقًا تمامًا"، وأضاف أنه "تم تسريب هذا الأمر وتقديم وصف مريب للغاية لما تم تسجيله". وصرح فوترفاس أن كلمة "الدفع نقدًا" في هذا التسجيل كان إشارة إلى كيفية تمويل الصفقة، وأضاف أن "من يقول أن كلمة نقدًا في تلك المحادثة تشير إلى استخدام الأوراق النقدية فهو يكذب"، وأضاف "ليس هناك أي صفقة تتم باستخدام الأوراق النقدية، أن هذا لم يحدث، حيث لم يتم تنفيذ الصفقة بالكامل، وإذا كان سيتم تنفيذها، فسيكون بمثابة دفع مبلغ مالي كبير لشركة أخرى، وبالتأكيد أن هذا سيتضمن اتفاقية بيع، وهذه الوثائق سيعدها محامون من الجانبين". وأكد أن "كلمة نقدًا جاءت في سياق التمييز بين تمويل الاتفاق، أو عدم تمويله، وهو ما يعني سداد المبلغ كاملا، دفعة واحدة"، مضيفًا أن "أي شخص يعرف أي شيء عن الشركة أو كيف يقوم الرئيس بأعماله يعلم أنه لا يستخدم أوراقًا نقدية، فكل شيء موثق". وفي التسجيل، يقول كوهين أيضًا "لقد تحدثت مع المدير المالي لشركة ترامب ألين فيسيلبرج حول كيفية تسوية كل شيء متعلق بالتمويل". اقرأ المزيد: محامي ترامب يورطه مع ممثلة أفلام إباحية ورفض فوترفاس الرد على ما إذا كان من المقرر الدفع من أموال الشركة أو من أموال ترامب الشخصية، مشيرًا إلى أن فيسيلبرج كان يعمل لصالح ترامب بشكل شخصي ولصالح شركته أيضًا. وأكد فوترفاس "لا أعرف حتى ما قاله مايكل كوهين لألين فيسيلبرج لأن كل ما يفعله، ألين هو مسك الدفاتر والسجلات، وتدوين المعاملات التي تعطى له". وكانت المحكمة قد ذكرت أن النيابة الفيدرالية قد حصلت على 12 تسجيلا صوتيا خلال مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي مقرات كوهين في وقت سابق من هذا العام. وذكرت "سي إن إن" سابقا أن محاميّ ترامب تنازلوا عن امتياز المحامي وموكله، نيابة عن الرئيس، فيما يتعلق بالتسجيلات التي ظهر فيها هو شخصيا. ويتعلّق التسجيل الصوتي لترامب وكوهين بما إذا كان على ترامب أن يشتري حقوق قصة كارين مكدوجال، حول علاقة مزعومة استمرت 10 أشهر مع ترامب، من شركة "أمريكان ميديا"، التي دفعت لمكدوجال 150 ألف دولار في أغسطس 2016 لنشر قصتها، والتي لم تنشر حتى الآن.