يبدو أن الخوف تمكن من إسرائيل، خشية من تحضير إيران عملية انتقامية ضدها عقب استهداف مواقع لها في سوريا، الأمر الذي دفع تل أبيب إلى التجهيز لتوجيه ضربات عسكرية جديدة على أهداف تابعة لنظام الملالي، لكن تلك المرة في العراق للحد من نفوذها. مصادر مطلعة، كشفت عن تحديد إسرائيل لائحة أهداف داخل الأراضي العراقية، تمهيدًا لضربها، بادعاء أنها مواقع عسكرية إيرانية تستخدم لنقل الأسلحة والعتاد والعناصر إلى سوريا، حسب "الجريدة" الكويتية. ومن بين الأهداف التي تنوي إسرائيل استهدافها "معابر حدودية مع إيران، مثل مهران وباشماق، إلى جانب الشلامجة الحدودي مع البصرة، والقريب من الكويت". فإسرائيل كثيرًا ما رصدت خلال السنوات الأخيرة المحاولات الإيرانية لخلق ممر بري من طهران، مرورًا ببغداد وصولًا إلى الأراضي السورية، وأن بعض تلك المواقع العراقية التي يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني الآن كانت تحت سيطرة الجيش الأمريكي في العراق مثل مطار اتش 3، وموقع الرطبة العسكري. اقرأ أيضًا: إيران تدفع إسرائيل لحرب داخل سوريا.. والأسد يرحب أضف إلى ذلك، الكشف عن مواقع على طرق مهمة قرب القرى والمدن، مثل عاشقات وصبا البور، وغيرهما من المواقع العراقية التابعة لإيران عسكريًا، حسب المصادر. "الصحيفة الكويتية" أشارت إلى أن إسرائيل قصفت الأسبوع الماضي موقعًا في سوريا، بذريعة تبعيته للحرس الثوري قرب الحدود العراقية، رغم بعده عن الخطوط الإسرائيلية. التطور اللافت هنا يأتي بعد أن أيقنت إسرائيل أن طهران تصر على نقل الأسلحة إلى سوريا من أجل التموضع عسكريًا، رغم كل الضغوط الدبلوماسية والسياسية عليها، وأنها تحاول سريعًا ترميم ما تقصفه تل أبيب لبناء قوة عسكرية في سوريا بأي ثمن. يمكن القول إن من شأن تنفيذ التهديد الإسرائيلي أن يمثل تغييرًا في قواعد اللعبة، وربما يكون محاولة من تل أبيب لتوسيع خريطة المواجهة مع إيران، بعد بدء سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على محافظة القنيطرة الحدودية مع القسم الذي تحتله إسرائيل من الجولان، وفقا للصحيفة. اقرأ أيضًا: كيف تسيطر إسرائيل على مرتفعات الجولان؟ كما يأتي هذا التهديد الإسرائيلي وسط تقارير عن إمكانية انسحاب أمريكي من قاعدة التنف في المثلث الحدودي بين العراقوسوريا والأردن، والتي تلعب دورًا في مراقبة وإبقاء السيطرة الأمريكية على الحدود العراقية - السورية. كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن مرارًا أن بلاده لن تسمح لإيران بالتموضع عسكريًا في سوريا، بينما ترددت أنباء عن إمكانية أن تبادر واشنطن إلى انسحاب تكتيكي من سوريا ومعظم النقاط المهمة في العراق، مقابل إخراج إيران من سوريا، وذلك في حال تشكيل حكومة في بغداد تحفظ التوازن بين أمريكاوإيران، وهو الأمر الذي يبدو بديهيًا نظرًا إلى نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو الماضي، حسب المصادر. المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أكد أن الجيش رصد مؤشرات استثنائية في صفوف القوات الإيرانية في مواقع عديدة، حسب سبوتنيك. وقال أدرعي: إنه "تم استكمال نشر قدرات دفاعية وهناك حالة من الجاهزية العالية في صفوف قوات جيش الدفاع لهجوم"، مؤكدا أن الجيش على أهبة الاستعداد لسيناريوهات مختلفة، ويحذر من أي عملية ضد إسرائيل، قائلًا: "ستواجه ردا قويا". اقرأ أيضًا: الأسد يخوض معركة الجنوب.. واتفاق سري بين إسرائيل وإيران على الانسحاب في المقابل صرح الكاتب الإسرائيلي عاموس هرئيل، بأن التفسير المحتمل للتطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، لم يتم بسطها إلى الآن، إلا أن خطوطها بدأت تتضح بعد الهجمات الأخيرة على مقاتلي "ميليشيات شيعية"، قرب الحدود السورية العراقية. الكاتب أكد أن جميع الأحداث الجارية في المنطقة، تدلل عزم ما وصفه ب"المحور الأمريكي"، الذي يضم إسرائيل والسعودية والإمارات، لوقف النفوذ الإيراني في المنطقة، حسب "هآرتس". وتشهد الجبهة السورية توترًا شديدًا بين طهران وإسرائيل، وكثيرا ما كررت تل أبيب بأنها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري في سوريا. ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مرارًا أهدافًا عسكرية لقوات النظام السوري، أو أخرى لحزب الله في سوريا، إلا أن الاستهداف طال مؤخرًا مواقع يوجد فيها إيرانيون.