17 عامًا مرت على وقوع أقوى الهجمات التي عرفتها الولاياتالمتحدةالأمريكية في تاريخها، مأساة إنسانية واقتصادية وسياسية اندلعت يوم 11 سبتمبر عام 2001، حيث وجهت أربع طائرات لاستهداف 4 نقاط محددة، ونجحت 3 منها في إلحاق الضرر بثلاثة أهداف، هي برجا مركز التجارة الدولية بمانهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون". ساعة الصفر في الساعة الثامنة و45 دقيقة صباح الحادي عشر من سبتمبر في عام 2001، اصطدمت إحدى الطائرات المختطفة بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي، وفي نحو الساعة 9:03 اصطدمت طائرة أخرى بالبرج الجنوبي، وبعد ما يزيد على نصف الساعة اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى البنتاجون، أما الطائرة الرابعة فقد تحطمت قبل الوصول لهدفها. هكذا كانت سلسلة الهجمات الإرهابية على مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، ومقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بالعاصمة واشنطن، التي أسفرت عن مقتل نحو 3000 شخص، منهم 24 مفقودا، فضلًا عن آلاف الجرحى والمصابين. وبعد مرور 17 عامًا من تلك الهجمات، لا تزال هناك بعض المشاهد القاسية التي يصعب نسيانها حتى اليوم، والتي تجسد مواجهة البشر للموت، وأفعالهم التي تخرج عن نطاق المعقول في تلك اللحظة الفارقة. 3 آلاف قتيل نتيجة التفجير ضجة كبيرة دوت في العالم بعد وقوع ما يقرب من 3 آلاف قتيل وجرح الآلاف وفقدان العشرات، وربما كانت هجمات 11 سبتمبر بداية للعداء الأمريكي اتجاه العرب أجمع، حيث وجهت جميع أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة وزعيمها "أسامة بن لادن"، الذي أعلن بالفعل مسؤوليته عن هذا الهجوم بعد مرور ثلاث سنوات عليه، ولذلك ظلت تطارده القوات الأمريكية حتى اقتصت منه في 2 مايو عام 2011، أي بعد مرور 10 سنوات على الهجمات الأعنف في تاريخ أمريكا. 6 آلاف عامل وعاملة يعانون من اضطرابات وبعد مرور 17 عامًا على استكمال رفع الأنقاض بعد هجوم 11 سبتمبر 2001، عند مركز التجارة العالمي في نيويورك، فإن كثيرين ممن شاركوا في هذه المهمة الشاقة، ما زالوا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة وربما يزيد لديهم خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية. وتوصل فريق بحثي إلى أن من بين ما يزيد على 6 آلاف عامل وعاملة شاركوا في رفع الأنقاض، خلال الشهور الأخيرة من عام 2001 زادت مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية بمقدار ثلاثة أمثال تقريبًا، لدى من عانى منهم من اضطراب ما بعد الصدمة. وقال الباحثون في دراستهم المنشورة بدورية «سركيوليشن: كارديو فيسكولار كواليتي آند أوتكامز»، إن التعرض للأتربة في الموقع أو الإصابة بالاكتئاب لم يقدما تفسيرا للنتائج التي توصلت لها الدراسة. وأوضح قائد فريق البحث ألفريدو مورابيا، من جامعة سيتي في نيويورك وكلية ميلمان للصحة العامة في كولومبيا، أن نتائج البحث تتجاوز حالة العاملين في موقع مركز التجارة العالمي. وأضاف هيلث: "الرسالة لكل شخص يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، سواء كان رجلا أو امرأة، هي أنه معرض بدرجة أكبر لخطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية". وحللت الدراسة بيانات 6481 عاملًا ومتطوعًا، من غير رجال الإطفاء، شاركوا في عمليات الإنقاذ وإنتشال الضحايا ورفع الأنقاض بعد إنهيار المبنى، وانضم هؤلاء لبرنامج مراقبة صحية وعلاج طويل الأمد عام 2002. وركزت الدراسة على الحالة الصحية لهؤلاء العمال والمتطوعين خلال الفترة بين عام 2012 و2016، وخلال تلك الفترة كان نحو 20 % من الرجال و26% من النساء يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة. وإجمالًا زاد معدل إصابتهم بالنوبات القلبية 2.22 مرة، وبالسكتة الدماغية 2.51 مرة، مقارنة بمن لا يعانون من هذا النوع من الاضطراب. وعبر مورابيا عن أمله في أن تشجع هذه النتائج المسؤولين عن البرنامج الصحي، المرتبط بالعاملين في موقع انهيار مركز التجارة العالمي، على ضم أمراض القلب إلى قائمة الأمراض التي يغطيها البرنامج. 14 حقيقة وراء التفجير وهناك آراء أخرى من داخل الولاياتالمتحدة اتهمت المخابرات الأمريكية بالتخطيط لمهاجمة الأنظمة العربية من خلال هذا العمل الكارثي على كل المستويات، فيما تقدم صحيفة "تليجراف" البريطانية بعض الحقائق المروعة عن هذه الكارثة: 1- بلغ عدد الأطفال الذين فقدوا أحد والديهم في تلك الأحداث 3.051 طفلًا، من بينهم 700 طفل ولدوا ولدتهم أمهاتهم بعد الأحداث التي أودت بأرواح آبائهم، وارتفعت حصيلة المواليد بعد 8 أشهر من الأحداث بنسبة 20% مقارنة بنفس الوقت عام 2000. 2- وفقًا للأبحاث فإن نسبة استهلاك الكحول في مانهاتن ارتفعت في الأسبوع الذي يلي الأحداث بنسبة 25% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، كما ارتفعت نسبة استهلاك التبغ بنسبة 10% والماريجوانا بنسبة 3.2% وقلت نسبة حضور المسيحيين في الكنيسة بنسبة 20%. 3- تجاوزت الخسائر الفنية جراء هذا الحادث مايقرب من 100 مليون دولار، بسبب تدمير تمثال الكسندر كالدر الموجود في مركز التجارة العالمي ولوحة "مركز التجارة العالمي" 1974 للفنانين الإسبانيين خوان ميرو وجوسيب رويو، وغيرها من الأعمال الفنية. 4- كان الكلب الوفي أحد الأبطال المجهولين وهو كلب لابرادور أصفر قام باقتياد صاحبه الأعمى خارج المبني قبل إصابة البرج الثاني حتى أوصله إلى منزل أحد الأصدقاء. 5- استغرقت السيطرة على الحرائق التي أحدثتها تلك الكارثة من قبل عمال الإطفاء حوالي 100 يوم. 6- بلغ عدد الجثث التي تم انتشالها دون تعرضها للتشوه 291 جثة، ومن المواقف المؤلمة أن والدي ليزا آن فروست 21 عامًا ظلوا منتظرين ما يقرب من عام للعثور على ما تبقى من جثتها بعد أن تشوهت تمامًا، حيث كانت في البرج الجنوبي الذي أصابته الطائرة يونايتد 175. 7- قام العمال ببذل كل ما في وسعهم لإزالة مايقرب من مليون طن من الحطام للبحث عن بقايا الضحايا، ولكنهم وجدوا 65.000 من الأعضاء البشرية المتهتكة و437 ساعة و144 خاتم زفاف. 8- كان هناك وعلى مقربة من موقع الحدث جهاز الكشف عن الكوارث وقد أنبأهم أن هناك كارثة كبرى على وشك الحدوث، وذلك قبل الهجوم بثلاث ساعات. 9- تمت إعادة تنكيس الجزء المتضرر من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" والتي ضربتها الطائرة 77، كما أعيد تسليح المبنى بمبلغ 258 مليون دولار، وتم تعزيز الجدران المتضررة وتصميم نوافذ مصفحة مع الإبقاء على بعض الأماكن التي احتكت بها الطائرة. 10- رصد موقع جوجل أكثر أربع كلمات بحثًا على الموقع يوم الحادث حيث كانت نوستراداموس -CNN - مركز التجارة العالمي - وأسامة بن لادن. 11- عندما دخل محمد عطا إلى مطار لوجن في بوسطن، أعطت أجهزة الإنذار تنبيهًا خاصًا باسمه مع أن حقائبه لم تكن وضعت على الأجهزة بعد. 12- تم الإبلاغ عن الصندوق الأسود في ذيل الطائرة 77 وبالفحص قال وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد "إن أصوات من كانوا على الطائرة غير قابل للاسترداد، وتعد هذه أول مرة تفقد فيها بيانات الصندوق الأسود". 13- تم تدمير غرفة الصلاة الخاصة بالمسلمين في المبني، كما دمر الركن الخاص بالمصاحف في المبني. 14- انتقل جون باتريك أونيل وهو عميل في مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى مركز التجارة العالمية كرئيس للأمن هناك، وكان ضمن ضحايا الحادث، وهو الذي كان يتولي ملف تنظيم القاعدة في مكتب التحقيقات الفيدرالي. احتفال العودة للبرج احتفلت الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعودتها إلى البرج 1 في مركز التجارة العالمي، بعد إعادة بنائه، وافتتاح مكاتبها في مانهاتن بمدينة نيويورك بعد مرور 17 عامًا على هجمات ال 11 من سبتمبر، والتي حولت الموقع إلى ركام. وقال وزير الأمن الداخلي الأمريكي جيه جونسون، خلال الاحتفال في الطابق ال63: "اليوم يعني يوم النهضة وعلامة على عزمنا على التقدم". ويعرف البرج 1 في مركز التجارة العالمي أيضًا باسم برج الحرية، ويتألف من 104 طوابق، وهو أعلى ناطحة سحاب في النصف الغربي للكرة الأرضية، إذ يبلغ ارتفاعه 541 مترًا. وبدأ البناء في البرج 1 العام 2006 أي بعد 5 أعوام من تفجيرات ال11 من سبتمبر، وافتتح المبنى العام 2014 عندما انتقلت إليه شركة "كوندي ناست" الإعلامية وهي الشركة المستأجرة للمرفق، ولغاية الآن جرى تأجير نحو 67% من مساحة المبنى البالغة 3 ملايين قدم مربع. وقال باتريك فوي، المدير التنفيذي لهيئة موانئ نيويورك ونيوجيرسي، إن الحكومة الأمريكية الاتحادية كانت واحدة من المستأجرين الأوائل في برج التجارة العالمي القديم في سبعينيات القرن الماضي. وكانت إدارة الخدمات العامة قد استأجرت مساحة في المبنى 6 بمجمع مركز التجارة العالمي قبل تدميره في الهجمات، وأصبحت الحكومة ثالث مستأجر في المبنى الجديد عندما وقعت إدارة الخدمات العامة عقدًا للإيجار نيابة عنها عام 2012. اقرأ أيضًا: بعد 14 عاما على الحادث.. حقائق مروعة تتكشف حول «11 سبتمبر» صور| «التحرير» تزور قرية المتهم الأول في تفجيرات برجي التجارة العالمي 11 سبتمبر.. حادث إرهابي أم مؤامرة إسرائيلية؟