يعتقد كثير من الآباء أن الطفل يحتاج لأمه أكثر منه، بل يصل الأمر إلى درجة الاعتقاد بأن وجود أمه بجانبه يكفيه، وأنه لا يحتاج إليه، أو أن دوره تكميلي وترفيهي في حياة طفله، وينتج عن ذلك الكثير من المشكلات التي يعاني منها الطفل في ظل وجود الأب، الحاضر الغائب، فما دورك الحقيقي في حياة أبنائك؟ أولًا- عليك معرفة أن هناك عددا من الأخطاء التي ترتكبها وتؤثر بشكل كبير فى طفلك، ومنها: 1- بعض الآباء يعتقدون أن دورهم تجاه أطفالهم مجرد التوجيه والعقاب، فيظن البعض أن دوره يتلخص في إطلاق الأوامر والنواهى عن الأخطاء والمعاقبة عليها فقط. 2- هناك آباء آخرون يعتقدون أن دور الأم هو التربية، بينما يتوقف دورهم عند العمل وتوفير الأموال والإنفاق على المنزل والأبناء وتوفير الاحتياجات فقط، وبالتالي عندما يجد أحدهم مشكلة نجده يردد: "أنا مش مخليهم محتاجين حاجة" و"كل طلباتهم مجابة". 3- بعض الآباء يستخدمون القسوة مع أطفالهم معتقدين بذلك أنهم يعلمونهم القوة والتحمل، ويظنون أيضا أن حنانهم تجاه أبنائهم ضعف، وبالتالي يحرمون أطفالهم من المعاملة الحنون وإظهار الحب والود. 4- بعض الآباء يرفضون اختلاف طريقة تفكير أطفالهم عنهم، دون مراعاة صغر سن الطفل وقدراته ومتطلباته. وتتطور علاقة الطفل واحتياجه وحبه إليك منذ ميلاده، فالطفل في عمر 12 أسبوعا يحب اللعب معك، وعند 28 أسبوعا يطلب من أمه أكثر مما يطلب منك، وفي عمر 18 شهرا يحبك ولكن يعتمد على أمه أكثر، وعندما يبلغ عامين يتعلق بك ويطلب أمه في حالة التعب، وعند سنتين ونصف السنة يهدأ ليلا معك ولكنه يفضل الأم، وفي عمر 4 سنوات يثق الطفل بكلامك ثقة كاملة. ويقع عليك كأب مسؤوليات كثيرة في تربية طفلك، ومنها: 1- عليك أن تشارك بشكل إيجابي وفعال في تربية أبنائك، فذلك يساعدهم على التقرب منك، وأيضا يعتاد الطفل على وجودك ويكوِّن عنك فكرة جيدة. 2- يجب أن تتفق مع الأم على طريقة تربية طفلك، وما تسمحان به للطفل وما تمنعانه، حتى لا يتذبذب الطفل بين ما تقوله أنت وما تقوله أمه. 3- ساعد في توجيه طفلك للسلوك الصحيح ولا تعتمد في ذلك على الشدة والعقاب دائمًا، وكذلك لا تعتمد دائما على اللين والتدليل، بل يجب التوازن بينهما. 4- احرص على عدم التفرقة بين الأطفال في معاملتهم، فلا يجب أن تفضل طفلا عن آخر، أو تفضل الولد على البنت أو العكس، بل يجب أن تساوي بينهم في المعاملة ولا تقارن بينهم، فكل طفل له قدراته وتفكيره المختلف عن الآخرين. 5- أبعِدْ مشكلات عملك عن علاقتك بأسرتك، فيمكنك أن تناقش مشكلات عملك مع زوجتك، ولكن لا يجب أن تسمح لهذه المشكلات بأن تؤثر فى علاقتك بطفلك. 6- عليك إرضاء فضول الطفل وحب استطلاعه وشغفه للمعرفة والإجابة عن كل التساؤلات التي تدور في ذهنه. 7- اعلم أن حنانك وحبك لأبنائك ليس ضعفا على الإطلاق، ولكن عليك أن تعرف أيضا متى يجب أن تكون حنونا مع طفلك ومتى تكون حازما. واعلم عزيزي الأب أن طفلك يتأثر إيجابيا عندما تقوم بدورك على أكمل وجه تجاهه، وتتعدد الآثار الإيجابية التي يستفيد منها الطفل، ومنها زيادة ثقته بنفسه وشعوره بالأمان مما يحميه من كثير من المشكلات وأيضا يجد في والده المثل والقدوة الحسنة التي يتعلم منها الكثير من التصرفات الإيجابية. عزيزي الأب، طفلك يحتاج إليك في حياته كما احتجت أنت إلى والدك في طفولتك، والذي كان يمثل لك بطلا خارقا يستطيع فعل كل شيء وحمايتك من كل شيء، فلماذا لا تكون أنت هذا البطل الخارق في حياة طفلك؟