صحة أبنائنا النفسية أمر ضروري يجب الاعتناء به فهي تمكنهم من قضاء طفولة سعيدة وصحية، لذلك يجب أن نرعاها ونعرف أدوارنا كآباء في تحقيقها ونساعدهم على تخطي ما يمنع تحقيقها. (العقل السليم في الجسم السليم) عبارة نرددها كثيرا ونصدق في صحتها ودائما ما تهتم بصحة الطفل ونسرع به إلى الطبيب إذا وجدنا ما أي إشارة بسيطة لتعب الطفل أو مرضه ولكن ما الجدوى إذا كان الطفل يعاني من مشكلات نفسية فهل يمكنه ذلك من التفكير بشكل سليم؟ هل يمكنه ذلك من تحقيق ما يريد؟ لذلك يجب أن نهتم بصحة الطفل النفسية التي تمكن الطفل من الاستمتاع بحياة سعيدة ونركز على دورنا كآباء وأمهات في تحقيقها له وأن نعرف العلامات التي تشير إلى ضرورة استشارة الطبيب النفسي للطفل إذا ظهرت. ما الصحة النفسية: كثيرا ما نسمع عن الصحة النفسية للإنسان ولكننا نحتاج إلى تحديد معناها وما الذي يقصد بها بالتحديد فالصحة النفسية لا يقصد بها مجرد أن لا يصاب الإنسان باضطراب أو مشكلة نفسية فقط بل تتعدى ذلك بكثير فهي تشير إلى جانب ذلك إلى قدرة الإنسان على أن يتعامل ويتكيف مع الظروف المختلفة التي يمر بها وقدرته على مواجهة المشكلات والأزمات النفسية العادية والضغوط التي يمر بها، بالإضافة الى إحساسه بالسعادة والراحة. للولدان دور هام وكبير في تحقيق صحة الطفل النفسية وشعوره بالسعادة وقضائه للطفولة السعيدة التي تؤثر في حياته القادمة ومن دور الوالدين لتحقيقها ما يلي: 1- أن شكل العلاقة بين الوالدين يمثل جانبا أساسيا في صحة الطفل النفسية فإذا كانت العلاقة بينهما تتسم التوتر والمشاحنات وعدم الاستقرار فإنها تؤثر سلبا على صحة الطفل النفسية وإذا كانت تتسم بالدفء والحب والتفهم فإنها تحمي الطفل من الكثير من المشكلات مثل ضعف الثقة بالنفس والخجل والعناد. 2- تلعب علاقة الوالدين بالطفل أيضا دور كبير فيختلف تأثير قسوة الوالدين عليه عن اهتمامهم به ورعايته ويختلفا عن إهماله والسيطرة عليه. 3- تلعب الأسرة أيضا دورا كبيرا في إشباع ما يحتاجه الطفل من حب وأمان وتقدير وتقبل وثقة، كل ذلك إذا قامت الأسرة بتوفيره أسهمت بشكل كبير بتمتع الطفل بالصحة النفسية. 4- اتباع الطرق السليمة في التربية وعدم استخدام العقاب الشديد والقسوة والعنف له دور كبير في حماية الطفل من المشكلات النفسية التي قد يعاني منها نتيجة للأساليب السلبية مثل مشكلات القلق والعناد وقضم الأظافر ومص الأصابع. تتعدد العلامات التي تشير إلى حاجة الطفل إلى زيارة الطبيب النفسي ومن هذه العلامات: 1- زيادة نشاط الطفل عن الحد العادي للأطفال مؤشر إلى حاجة الطفل لزيارة الطبيب للحصول على تعليمات تمكن الأم من التعامل مع الطفل ومساعدته، خاصة إذا كان هذا النشاط يصاحبه عدم قدرة الطفل على الانتباه والتركيز الجيد. 2- توتر الطفل الزائد وخوفه في المواقف التي تسبب له الخوف وأيضا المواقف التي لا يوجد فيها أي سبب واضح للخوف والتوتر تعد من الأسباب التي تستدعي زيارة الطبيب. 3- عنف الطفل الشديد مع إخوته أو مع الأم أو مع الآخرين وعناده الشديد غير القابل للسيطرة أو التفاهم معه من الأهل من العوامل التي تدل على وجود مشكلة كبيرة غير واضحة للأهل، وبالتالي تحتاج إلى زيارة للطبيب لتحديد هذه المشكلة وعلاجها. 4- عندما نجد الطفل يقوم بحركات معينة ويكررها باستمرار مثل حركات يد معينة أو الاهتزاز إلى الأمام والخلف أو المشي الدائم على أطراف أصابعه أو ترتيب ألعابه بطريقة معينة أو استخدام أدوات معينة إذا تغيرت لا يستخدمها ويصر على أدوات محددة. 5- عندما نجد الطفل يعاني من صعوبة في الكلام أو كلماته غير واضحة أو غير قادر على التعبير عما بداخله ويتعامل بعصبية شديدة كل ذلك يستدعي زيارة الطبيب لمساعدة الطفل على حل هذه المشكلات. 6- عندما يجد الطفل صعوبة كبيرة في دراسة المواد في المدرسة ومهما بذل من جهد لا يحصل على درجات مرتفعة أو يوجد مواد عادية وأخرى لا ينجز فيها أي شيء. إن استشارة الطبيب النفسي للطفل ليست أمرا سيئا كما يعتقد البعض بل بالعكس هى في نفس قيمة وأهمية زيارته للطبيب الذي يعالج الأمراض البدنية التي يعاني منها الطفل، فهو يساعد على التخلص من المشكلات التي تمنعه من الاستمتاع بحياته والشعور بالسعادة.