في صفعة جديدة على وجه الاحتلال الإسرائيلي، أعلن الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، إلغاء المباراة الودية للمنتخب الأول للبلاد مع نظيره الإسرائيلي، المقرر لها السبت 9 يونيو بمدينة القدسالمحتلة. ظهر العديد من التكهنات حول سبب إلغاء المباراة التي كانت ضمن استعدادات المنتخب الأرجنتيني لنهائيات كأس العالم، حيث أشار البعض إلى تعرض لاعبي المنتخب لتهديدات أمنية، بينما قالت تقارير إن الإلغاء جاء بعد ضغوط فلسطينية. وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، إلى أنه في الوقت الذي رفض فيه ليونيل ميسي نجم المنتخب الأرجنتيني زيارة إسرائيل، قد يقوم رئيس الأرجنتين ماوريسيو ماكري بزيارة في المستقبل القريب للبلاد. حيث سيلتقي عضو الكنيست مايكل أورين، وهو نائب رئيس الوزراء للشؤون الدبلوماسية، سفير الأرجنتين في إسرائيل ماريانو كوشينو، يوم الخميس، لمناقشة تداعيات الزيارة الملغاة للمنتخب الوطني الأرجنتيني، وتحديد موعد زيارة ماكري. وكانت العلاقات بين إسرائيل والأرجنتين قد تحسنت بشكل كبير منذ انتخاب ماكري في عام 2015، وزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس في سبتمبر الماضي، بعد دعوة من ماكري، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء إلى إحدى دول أمريكا اللاتينية. وقال أورين إنه كان هناك نقاش حول إمكانية قيام ماكري بزيارته الأولى هنا بعد توليه منصب رئيس الوزراء هذا الشهر بالإضافة لمنصب رئيس البلاد. اقرأ المزيد: إلغاء مباراة الأرجنتينبالقدس.. صفعة على وجه نتنياهو وأضاف أورين أنه يريد الخروج من الاجتماع مع المبعوث الأرجنتيني ببيان يؤكد أن "العلاقة بين البلدين أقوى من أي وقت مضى، وأن إلغاء المباراة لن يؤثر على صداقتنا". وأفاد مسؤول كبير في وزارة الخارجية أنه لا يوجد قلق في الوزارة من أن هذا الحادث سيؤثر سلبا على العلاقات الإسرائيلية الأرجنتينية، وصرح بأننا "نفرق بين العلاقات التي نملكها مع الأرجنتين بشكل رسمي، وهذه القضية". وأشار المسئول إلى أن الوزارة لم تول اهتماما كبيرا لهذا الشأن، ولم تصدر أي بيان، لأنها لا تريد تحويلها إلى قضية دبلوماسية، وأكد أن المباراة الملغاة كانت شأنا تجاريا خاصا، وليس مباراة رسمية أو حدثا دبلوماسيا برعاية البلدين. وفي تصريحات للصحفيين قبل الصعود على متن طائرة في باريس إلى لندن، قلل نتنياهو من أهمية إلغاء المباراة، وقال عندما سئل عن هذه المسألة "لقد تجاوزنا هذا الأمر". وذكرت الصحافة الأرجنتينية أن نتنياهو اتصل بماكري عندما ظهرت تقارير حول إلغاء المباراة لأول مرة مساء أول من أمس الثلاثاء، ورد ماكري بأن القرار جاء بسبب الضغوط التي تمارس على الفريق، وأن الحكومة لم يكن لها أي تأثير على هذا القرار. وقالت الصحيفة العبرية، إنه على الرغم من أن تل أبيب ليست قلقة من أن هذه تضر قضية العلاقات مع بوينس آيرس، فإن هناك مخاوف من أنها ستعطي دفعة قوية للجهود المستقبلية لمقاطعة إسرائيل. اقرأ المزيد: مظاهرات أمام مقر تدريبات الأرجنتين لمنع ودية إسرائيل وصرح نتنياهو للصحفيين، بأن القرار "مخيب للآمال وغير موفق"، وأن إسرائيل بحاجة إلى الاستعداد لاحتمال حدوث ضغوط متزايدة لإلغاء أحداث أخرى في إسرائيل. ومن جانبه، وصف أورين إلغاء المباراة بأنه "سابقة سيئة"، مضيفًا "أنه يفتح الباب أمام إلغاء أي حدث بارز في إسرائيل، وكل ما عليك فعله هو نشر صورتين من القمصان الدامية للمشاركين، وسيخاف الناس من المشاركة". انتقادات إسرائيلية ومطالب بالتحقيق وقالت "تايمز أوف إسرائيل" إن الإسرائيليين غاضبون من قرار إلغاء المباراة، واتهم العديد منهم وزيرة الثقافة ميري ريجيف بتأجيج المعارضة من خلال تسييس المباراة. وكانت ريجيف قد صرحت لراديو الجيش الإسرائيلي، بأنها نقلت المباراة من مدينة حيفا الشمالية إلى القدس، وذلك للتأكيد على انتماء المدينة لإسرائيل. وكشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن 60% من المشاركين في الاستطلاع، يلقون باللوم على ريجيف في إلغاء المباراة. من جانبه، أعلن الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، أمس الأربعاء، أنه سيقدم شكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، يتهم فيها نظيره الفلسطيني بالضغط على اللاعبين الأرجنتينيين لإلغاء المباراة. اقرأ المزيد: الضغوطات تدفع الأرجنتين لإلغاء مباراتها أمام الكيان الصهيوني واتهم روتيم كامر، نائب رئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم باللجوء "لإرهاب كرة القدم" بعد أن دعا رئيسه إلى الاحتجاجات ضد الأرجنتين. كما أشارت شبكة "روسيا اليوم" إلى أن إسرائيل تعتزم تقديم شكوى إلى الفيفا، ضد الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم بعد إلغائه المباراة الودية. وبعد إلغاء الاتحاد الأرجنتيني المباراة، بسبب الضغوط الفلسطينية، عبر وزير الدفاع الإسرائيلي عن أسفه قائلا "خسارة أن يستسلم فرسان الكرة الأرجنتينيون لضغوط المحرضين لن نستسلم لمعاداة السامية".