الحارس: صحيت لقيت عيل مضروب في دماغه وسايح في دمه.. والأم: «كان سندي وضهري في الدنيا» «احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة».. مقولة تداولها سكان حدائق الأهرام بعدما تكشفت تفاصيل الجريمة البشعة، التي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر على يد صديق عمره.. «حسني .ع»، سائق توك توك، مقيم بشارع حسنين دسوقي بمنطقة حدائق الأهرام، 21 عاما فقد حياته بضربة غدر من «أعز الناس» إلى قلبه.. التفاصيل في السطور التالية. الرحلة الأخيرة في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحا خرج «حسني» ساعيا وراء رزقه لجلب المال لمساعدة أسرته على تحمل غلاء المعيشة، والتخفيف من قلق والده المسن ووالدته على مستقبله ومستقبل شقيقيه، فقد كان الشاب هو السند والعوض من غدر الزمان. فى أثناء عمل الشاب على «التوك توك» استوقفه صديقه «رمضان»، وزميله في العمل على التوك توك بنظام الورديات، تبادلا وصلات المزاح والهزار، انتهت بطلب الأخير توصيله «بلاش» لمكان ما في البساتين داخل ترب اليهود، لم يعلم «حسني» أن الصديق قرر أن يغدر، دون مقدمات انحنى رمضان والتقط حجرا من الأرض وانهال به على رأس صديقه السائق ولم يتركه إلا جثة وسط بركة من الدماء انتقاما من خلاف قديم بينهما. «أنا صحيت لقيت شاب عنده حوالي 21 سنة سايح في دمه ومضروب على دماغه وميت خالص».. بتلك الكلمات استهل الحاج سيد، حارس لإحدى مقابر اليهود روايته عن الواقعة، واستكمل حديثه «كل فتره بنلاقي حد ميت هنا عشان المنطقة زي ما انت شايف كده مقطوعة». والتقط «عم محمد»، بائع ورد أمام المقابر الحديث: «دي حتة مقطوعة، كل يوم قتيل وربنا يتولانا برحمته»، وطالب بتوفير إضاءة مناسبة ودوريات شرطة لوقف تلك الجرائم. وتابع: «الصبح شفت عربيات الشرطة جاية المقابر وباسأل شاب ساكن في حوش هو فيه إيه قالي في عيل شاب مقتول جوه المقابر». «أحمد.س» 48 عاما، خال الشاب الضحية، يعمل كهربائيا، يروى تفاصيل الجريمة «لقيت أختي بتتصل علي وبتقولي حسنى مجاش ومش عارفة عنه حاجة»، وهنا بدأت رحلة البحث عنه من خلال الأصدقاء والأماكن التي يتردد عليها ولكن ملهوش أثر. وأضاف الخال «بعدما تخطت الساعة الثانية صباحا أبلغنا أحد الأشخاص، بالعثور على أحد الشباب جثة هامدة بجانب مستشفى اليوم الواحد، «فعلا ذهبت لأتعرف عليه ولكن الملامح لم تكن واضحة نظرا لتهشم رأس الضحية»، وتابع «قمت بالاتصال بشقيقتي لكي تتعرف على الجثة من خلال ملابس نجلها وفعلا طلع هو حسني ابن أختي». يوقف نزيف الدموع من عين الخال حديثه قبل أن يستطرد «حسني كان محترما وسندا لأمه وأبيه وإخوته واللي كان بيصرف عليهم»، وأضاف «عرفنا من المباحث إن صديقه رمضان هو من قتله وهشم رأسه بحجر، وأن المتهم والمجني عليه كانا صديقين ولكن نشبت بينهما مشاجرة فى أثناء ركوب رمضان وردية على توك توك حسني ولكن هذه المشاجرة أثارت حفيظة المتهم وقرر أن ينتقم منه». «ابني طلع على شغله رجعلي جثة».. بلوعة الأم بدأت والدة الشاب الضحية الحديث، مضيفة «والله ابني كان بيعامله كأنه أخ، والقاتل كان بيشتغل مع ابني على التوك توك هو وردية وابني وردية اختلفوا مرة واتخانقوا والأهالي صالحوهم ورمضان اعتذرله وقاله ماتزعلش مني يا صاحبي وقلنا النفوس هديت عشان هما صحاب».
تشرد الأم في ذكرياتها مع ابنها القتيل قبل أن تضيف «كان بيساعدنا في مصروف البيت عشان أبوه بيشتغل باليومية وحالته الصحية غير مستقرة»، واختتمت «منه لله رمضان حسر قلبي على ولدى مش عارفين هنعمل إيه من غير حسني». البداية كانت بلاغا تلقاه اللواء محمد منصور، مدير مباحث العاصمة، من المقدم علي فيصل، رئيس مباحث البساتين، يفيد تلقيه بلاغا من «أحمد، 32 عاما، فني شبكات محمول، بأنه حال وجوده بمسكنه شاهد جثة ملقاة بقطعة أرض فضاء بالقرب من ترب الغفير. وبالانتقال والفحص عثر على جثة لذكر مجهول الهوية في العقد الثالث من العمر وبه إصابات عبارة عن "جرح تهتكي غائر في منتصف الجبهة ونزيف دموي" ولا يوجد معه أي متعلقات. بالعرض على اللواء خالد عبد العال، مدير أمن القاهرة، تم تحرير محضر بالواقعة، وتشكيل فريق بحث توصلت جهوده إلى أن وراء مقتل الشاب صديقه ويدعى رمضان بسبب خلافات سابقة بينهما. وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم وبمواجهته أقر بارتكاب الجريمة، بسبب إهانة المجني عليه له من قبل في إحدى المشاجرات بسبب التوك توك.