عملاً بنصيحة الطبيب لمسعود «إن سرقت اسرق جمل»، قرر هنيدي في الحلقة الحادية عشرة من مسلسل أرض النفاق سرقة الكبار، وفي مقدمتهم السيدة «افتخار» ذات المنصب العالي في الحكومة، التي تشغل منصبًا قياديا في وزارة التنمية المحلية، بمساعدة العصابة المُكونة من اللصوص الظرفاء، حسن وزكريا وزتونة، حيث ارتدوا بِدل ضباط الداخلية، وذهبوا لتفتيش منزلها وسرقته، لكنهم فشلوا بسبب نفس سيناريو فيلا الطبيب، وهو أنها لا تحتفظ بأموالها في المنزل، بل في البنك. ثُم يلجأ بعد ذلك مسعود لسرقة الدكتور -سامي مغاوري- الذي يقدم له الحبوب، لكنه يكتشفه، ويقرر الانتقام منه عن طريق حباية جديدة يقدمها له، دون إخباره ما مفعولها، ليتفاجأ مسعود بعد ذلك بأنها حباية «المروءة»، التي تقلب حال مسعود بها رأسا على عقب، ويتحول لشخص شهم يوزع أمواله وملابسه على الفقراء. التعليق على الحلقة الحادية عشرة: 1- حبوب المروءة والأخلاق الحميدة بدلت حال مسعود بعدما كان لصا مُنافقا، وأصبح يُساعد الفقراء والغلابة، والحقيقة أن الفنان محمد هنيدي أجاد التنويع بين كُل هذه الأدوار التي يتقمصها في مغامراته بالمُسلسل، وبالطبع مستندا إلى خفة دمه المعهودة. 2- هل تتذكر مشهد «دي شقة المعلم فوزي ومراته الجديدة» في صعيدي في الجامعة الأمريكية، استعان محمد هنيدي بنفس الرجل، الفنان هشام منصور، الذي ظهر في هذا المشهد أيضًا، وفي كليهما كان يلتقط أنفاسه بصعوبة، وكأنها الأخيرة في عمره. 3- إن لم يتنقل محمد هنيدي بين التغيير من شخصيته في الحلقات كما اعتاد الجمهور منذ الحلقة الأولى سيقع في فخ «المط»، وظهر هذا في تعليقات الجمهور الذي بدأ ينتقد هذا الأمر. 4- يلجأ محمد هنيدي لقفشات سابقة قدمها في أعمال قديمة مثل استخدامه كلمة «إيه؟» الذي قالها في الحلقة التاسعة، وأعاد استخدامها في الحلقة الحادية عشرة، والتي استخدمها ك«لازمة» من قبل في مسرحية ألابندا، التي كتبها له السيناريست أحمد عبد الله أيضًا، الذي يقدم معه أيضًا سيناريو أرض النفاق. مسلسل «أرض النفاق» يشارك في بطولته بجانب هنيدي مجموعة من الفنانين، من بينهم سامي مغاوري، دلال عبد العزيز، هنا شيحة، نهى صالح، سلوى محمد علي، نجوى فؤاد ومحمد ثروت، وسيناريو أحمد عبد الله، وإخراج محمد جمال العدل، وهو مأخوذ عن رواية للكاتب الكبير يوسف السباعي، وتم تنفيذها في عمل سينمائي عام 1964 بطولة فؤاد المُهندس وشويكار.