هاجمت طائرات إسرائيلية، يوم الخميس، مطارًا عسكريًا يقع بالقرب من حمص في وسط سوريا، مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرين من مقاتلي النظام المناصرين للأسد. ويعتقد أن الموقع المستهدف يضم قوات حزب الله ومستودعات الأسلحة إلى جانب مرتزقة موالين له، ونظرًا لقربه من الحدود اللبنانية، فإنه يعمل كمركز لنقل الأسلحة إلى الوكيل الإيراني. صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أشارت إلى أنه إذا كانت تقارير الهجوم صحيحة، فإنها تمثل أهم مهمة يقوم بها الجيش الإسرائيلي منذ المواجهة المباشرة مع إيران التي بدأت في 10 مايو، عندما أطلق الحرس الثوري الإيراني ما لا يقل عن عشرين صاروخًا باتجاه إسرائيل. والذي جاء للانتقام من هجوم الجيش الإسرائيلي، قبل شهر على قاعدة "التيفور" الجوية، والتي قيل إنها أسفرت عن مقتل العديد من الجنود الإيرانيين بما في ذلك ضباط كبار. وردت إسرائيل على القصف بضرب أكثر من 50 هدفًا إيرانيًا في سوريا، فيما وصفه متحدث عسكري لاحقًا باعتبارها "واحدة من أعظم العمليات من سلاح الجو الإسرائيلي في العقد الماضي". اقرأ المزيد: «هجوم التيفور» خطوة في الطريق نحو حرب إسرائيلية إيرانية وفي الأسابيع اللاحقة، هدأت التوترات على طول الحدود بشكل كبير، وعلى الرغم من التقارير التي تفيد بأن أكثر من عشرة إيرانيين قتلوا في الهجوم الأخير على مطار الضبعة الجوي، لم يكن هناك أي رد من طهران. وهو ما يشير إلى أن تل أبيب تمكنت إلى حد ما من ردع الجمهورية الإسلامية، التي يبدو أنها تفتقر إلى القدرة العسكرية التقليدية الكافية لإلحاق الضرر بإسرائيل، وفقًا لما أشارت إليه الصحيفة. وأضافت أن انشغال إيران بقرار الرئيس الأمريكي بانسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، تسبب في تراجعها عن الرد على الهجمات الإسرائيلية. كل هذه العوامل تزيد من احتمال عودة الطرفين إلى نمط مألوف، على الأقل في الوقت الحالي، حيث ستواصل طهران جهودها للحصول على موطئ قدم دائم في سوريا، وتتغاضى عن محاولات إسرائيل لإحباط هذه الإمكانية بالهجوم على المواقع الإيرانية. وأكدت "جيروزاليم بوست" أن هذه المشكلة في مثل هذه الديناميكية تكمن في أنها غير مستقرة، ومن المستبعد أن تؤدي إلى حدوث أي توازن على المدى الطويل. ويعتقد الدكتور آفي دافيدي، الخبير السابق في شؤون إيران في وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، أن نتيجة المواجهة بين تل أبيب وطهران في سوريا قد لا يحددها أي من الطرفين. اقرأ المزيد: على الرغم من التفوق الإسرائيلي.. إيران لن تستسلم وقال "لا أعتقد أن الأعمال الإسرائيلية ستردع إيران، حيث إن استهداف الأصول يبطئ فقط الخطوات العسكرية دون تغيير الرغبة الإيرانية في الوجود في سوريا بشكل جذري"، مضيفًا أن الأمر يعود إلى كيفية تصرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وما إذا كان راغبًا في السيطرة على أنشطة إيران. وأشار إلى تصريحات بوتين الأسبوع الماضي، "حيث قال إن جميع القوى الأجنبية ستبدأ بمغادرة سوريا، وبعد ذلك أوضح الناطق باسم الكرملين أن هذا يشمل القوات الإيرانية وحزب الله". مسار آخر قد يلجأ إليه الطرفان لحل هذا الموقف، وهو المفاوضات، حيث نقلت الصحيفة العبرية عن موقع "إيلاف" السعودي، مشاركة إسرائيل وإيران في مفاوضات غير مباشرة في الأردن، عطلة نهاية الأسبوع الماضي، تتعلق بالقتال في سوريا. وأفاد "إيلاف" أن الإيرانيين تعهدوا بعدم المشاركة في المعارك المتوقعة في جنوب غرب سوريا بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد وجماعات المتمردين. ومن جانبها، أوضحت إسرائيل أنها لن تتدخل في المعارك في منطقة الحدود الثلاثية، طالما أن حزب الله والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران غير مشاركة فيها. اقرأ المزيد: الأسد يخوض معركة الجنوب.. واتفاق سري بين إسرائيل وإيران على الانسحاب وقال التقرير إن المفاوضات جرت في نهاية الأسبوع الماضي بين السفير الإيراني في الأردن، وأفراد الأمن الإيرانيين في أحد الغرف بالعاصمة الأردنيةعمان، بينما كان في الغرفة المجاورة مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار، بمن فيهم نائب رئيس الموساد، وحمل وسيط أردني الرسائل بين الجانبين. وقالت مصادر لإيلاف إن "المحادثات مع الإسرائيليين كانت تتعلق بالقتال في سوريا، والمعركة المرتقبة في جنوب شرق سوريا، خاصة في درعا والقنيطرة". وأضافت المصادر أن إسرائيل أوضحت للإيرانيين أنهم يجب ألا يتورطوا في القتال بالقرب من خطوط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا في الجولان والحدود الإسرائيلية الأردنية. وذكر أحد المشاركين في المحادثات أن "الجانبين ناقشا هذه المسألة مع الإسرائيليين، ووصلوا إلى اتفاق سريع وهو ما فاجأ الوفد الإسرائيلي". وأفادت تقارير خلال الأيام القليلة الماضية، أن إسرائيل وإيران مررتا عددًا كبيرًا من الرسائل عبر الأردن بشأن الوضع في سوريا، حيث حذرت إسرائيل إيران من احتمال نشوب صراع إذا أرسلت طهران قواتها ومقاتلي حزب الله إلى جنوبسوريا من أجل المشاركة في القتال هناك، كما نقل الأردن الرسائل إلى المسؤولين السوريين والروس.