يبدو أن الولاياتالمتحدة تبحث زيادة نفوذها وضرباتها داخل العمق السوري، وذلك بعد انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني، والذي كان بمثابة صمام أمان للاتحاد الأوروبي في ظل تنامي قدرات طهران النووية. أمس، كشفت مصادر عسكرية أن السفن والطائرات الحربية الأمريكية في الشرق الأوسط قد اتخذت وضع الاستعداد للقيام بضربة محتملة ضد سوريا، منتظرة أوامر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتنفيذ الهجوم، حسب "سي إن إن". ووفقًا للقناة، فإن الجيش الأمريكي يراقب قاعدة الشعيرات الجوية السورية التابعة للجيش السوري الوطني على مدى اليوم، وذلك بعد أن صرحت واشنطن بأنه من المحتمل أن ينطلق من خلالها هجوم كيميائي. من جانبه، صرح وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، بأن السلطات السورية تعاملت بجدية مع التحذيرات الأمريكية، وأعادت النظر في فكرة الهجوم الكيميائي. اقرأ أيضًا: العدوان الثلاثي على سوريا.. مؤامرة لا تهدف إلى إسقاط الأسد كان البيت الأبيض قد زعم في وقت سابق أن الجيش السوري الوطني يعد لهجوم كيميائي صاروخي، في حين لم يقدم أي أدلة تثبت ادعاءاته، ووعد حينها بأن السلطات السورية ستدفع ثمنًا باهظًا إذا ما حدث الهجوم، لترد دمشق على هذه المزاعم بأنها لم تستخدم السلاح الكيميائي ولن تستخدمه في المستقبل. من جانبها وصفت وزارة الخارجية الروسية هذه الادعاءات ب"الهراء"، كما دعا وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، نظيره الأمريكي لعدم وضع واشنطنالعراقيل أمام الجيش السوري الذي يطارد الإرهابيين داخل سوريا. يذكر أنه في 7 من إبريل الماضي، قامت السفن الحربية الأمريكية بتوجيه ضربة صاروخية إلى قاعدة الشعيرات الجوية السورية ب59 صاروخا من طراز "توماهوك"، بدعوى وجود مواد كيميائية بها. اقرأ أيضًا: بوادر حرب جديدة بسوريا|العراق يستهدف «داعش».. وتركيا تتوعد بعملية عسكرية وعندما وجهت الولاياتالمتحدة ضربتها، وصف المسؤولون الأمريكيون التدخل حينها بأنه لمرة واحدة الهدف منه منع وقوع هجمات بالأسلحة الكيماوية في المستقبل، وليس توسعًا لدور الولاياتالمتحدة في الحرب السورية، وفقًا للقناة. واتخذت الولاياتالمتحدة سلسلة إجراءات خلال الشهور الثلاثة الأخيرة كشفت عن استعدادها لتنفيذ ضربات ضد قوات الحكومة السورية والداعمين لها ومنهم إيران. وقالت سفيرة واشنطن لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي على تويتر: "أي هجمات مستقبلية على شعب سوريا لن يوجه اللوم فيها على الأسد فحسب، بل أيضًا على روسياوإيران اللتين تدعمانه لقتل شعبه". اقرأ أيضًا: من المسؤول عن قصف مطار التيفور السوري؟ ومنذ الضربة العسكرية في إبريل، نفذت واشنطن هجمات من حين لآخر على ميليشيا تدعمها إيران، بل وأسقطت طائرة بدون طيار قالت: إنها "كانت تهدد قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة"، وأمر ترامب أيضًا بتكثيف العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية ومنح قادته العسكريين سلطة أكبر، وفقًا ل"رويترز". لم تقف هجمات واشنطن عند ذلك الحد، فقد شن التحالف الثلاثي "فرنسا بريطاينا وأمريكا" هجمات صاروخية في إبريل لمعاقبة نظام الرئيس بشار الأسد بزعم استخدامه الأسلحة الكيماوية في دوما. من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن 4 طائرات من طراز تورنادو شنت الهجوم باستخدام صواريخ ستورم شادو على منشأة عسكرية تقع على بعد 15 ميلا غربي حمص بعيدة عن أي تجمعات معروفة للمدنيين، أما فرنسا فقد أعلنت أن الضربات استهدفت المركز الرئيسي للأبحاث الكيماوية وموقعي إنتاج داخل سوريا. يمكن القول إن مزاعم استعمال السلاح الكيميائي لا تخدم إلا بعض الدول التي تتاجر بدماء المدنيين وتدعم الإرهاب في سوريا، خاصة أنه في كل مرة يتقدم الجيش السوري في دحر الإرهاب تظهر تلك الادعاءات كذريعة لإطالة أمد عمر المتطرفين في دوما.