بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، تزايدت الاحتمالات بشأن نشوب حرب بين كلا البلدين، وشعر العديد بأن "طهران" أصبحت في موقف ضعف، إلا أن العكس صحيح"، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. الصحيفة الأمريكية، قالت إنه بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، أرسلت إيران أسلحتها إلى الميليشيات ودعمت الأحزاب السياسية هناك، مما جعل العراق يستعيد وضعه شيئا فشيئا. اقرأ أيضا.. ناشونال إنترست: قرار ترامب بشأن إيران يضع «نووي السعودية» في خطر وبعد انتفاضات الربيع العربي في أوائل هذا العقد، التى ضربت حكومات سوريا واليمن، نشرت إيران مقاتليها لدعم الميليشيات، كما استغلت فوضى الحرب الأهلية في سوريا لبناء بنية تحتية عسكرية هناك. وفي عام 2015 ، قدم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لإيران أكبر فرصة، وهي تداول برنامجها النووي من أجل رفع العقوبات التي أضرت باقتصاد إيران، مما مهد الطريق لإعادة اندماجها في النظام الدولي. أما الآن فيريد الرئيس ترامب وإسرائيل والمملكة العربية السعودية، تغيير كل ذلك، إلا أنهم تجاهلوا أمرا مهما، وهو أن "إيران" الآن لديها شبكة قوية من الميليشيات التي تدافع عن مصالح طهران إلى ما وراء حدودها. ورأت الصحيفة أنه حتى عندما أعلن الرئيس ترامب، انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي، فإن الأحزاب السياسية المدعومة من إيران تخوض انتخابات برلمانية في لبنانوالعراق، فضلا عن قيام المتمردين الموالين لإيران في اليمن بإطلاق الصواريخ الباليستية في السعودية. لقد قامت إيران ببناء ما يسمى ب"محور المقاومة"، الذي امتد عبر العراقوسوريا إلى لبنان، فالقوات الإيرانية والميليشيات المتحالفة معها هي الآن على عتبة إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وهما أهم خصوم إيران الإقليميين. اقرأ أيضا.. «الهجمات الإلكترونية».. وسيلة إيران الجديدة للرد على أمريكا وفي ظل تشديد التحالف ضد إيران، مع توحيد الولاياتالمتحدة وإسرائيل ودول الخليج، إلا أن قدراتهم ما زالت محدودة. وأوضحت الصحيفة ذلك بالقول، إن الولاياتالمتحدة غير راغبة فى التورط في حروب جديدة في الشرق الأوسط، إذ قام ترامب بقطع بعض المساعدات الأمريكية وقال إنه يريد سحب قواته من الأراضي السورية. أما السعودية، فقد أنفقت مليارات الدولارات على أسلحة متقدمة على مر السنين، لكنها لم تثبت أنها تستطيع استخدامها بفعالية، فقد انخرطت في حرب جوية في اليمن . على النقيض من ذلك، وضعت إيران وسائل مبتكرة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية التي لا تتطلب الإنفاق العسكري الكبير، إذ تعاونت مع العديد من الجهات، وكان النموذج الأولى لهذه الاستراتيجية هو حزب الله، الذي ساعد ضباط من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في لبنان في أوائل الثمانينيات. اقرأ أيضا.. شبكة أمريكية: قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي «سلاح ذو حدين» لقد أعطى دعم حزب الله لإيران، وسيلة لمحاربة الإسرائيليين، وفي وقت لاحق منح إيران اليد في السياسة اللبنانية. ومنذ ذلك الحين، تحول حزب الله، الذي تعتبره إسرائيل والولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة كمنظمة إرهابية، إلى قوة إقليمية في حد ذاته. حيث يمكن لإيران أن تضرب إسرائيل مباشرة من خلال حزب الله، كما أدى الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن إلى تعثر السعودية في الحرب الأخيرة هناك وجعل المدن السعودية عرضة للصواريخ الباليستية من اليمن. وترى الصحيفة أن هناك عنصرا آخر في القوة الإيرانية وهو طموحاتها وقدرتها على صنع قنبلة نووية - وهو سلاح نفته إيران على الدوام رغم الأدلة السابقة على إجراء أبحاث إيرانية على صنع القنابل النووية. واختتمت "نيويورك تايمز" بالقول إنه "لا يزال من غير الواضح كيف ستستجيب إيران للجهود الجديدة لتقليص نفوذها. وبينما يريد البعض داخل التسلسل الهرمي الإيراني الحفاظ على الاتفاق النووي حتى بدون الولاياتالمتحدة، فقد تعهد البعض بالمواجهة، أي أن "إيران" ليست في موقف ضعيف كما يرى البعض". اقرأ أيضا.. هآرتس: انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني قد يضر بإسرائيل