إعلان متأخر من قِبل الفنان هاني رمزي، بالانسحاب من تقديم برامج المقالب في رمضان 2018، التي اعتاد تقديمها في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب تسريب فكرة برنامجه، مؤكدًا أنه اضطر إلى ذلك، لأنه يحترم جمهوره، ولا يريد تقديم برنامج "مفبرك"، حسب بيان نشره، وبذلك يغيب الكوميديان عن السباق البرامجي للشهر المبارك بعدما قدّم على مدار ثلاثة أعوام ماضية برامج مقالب، ففي العام الماضي قدّم برنامج "هاني هز الجبل"، وفي رمضان 2016 قدّم برنامج "هاني في الأدغال"، فيما قدّم عام 2015 برنامج "هبوط اضطراري". (للتفاصيل اضغط هنا) هاني رمزي من مواليد 26 أكتوبر عام 1964، تخرج في كلية التجارة، وحصل على درجة البكالوريوس، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج فيه في عام 1991، بدايته كانت من خلال المسرح، حيث عمل مع الفنان محمد صبحي في فرقته، وقدّم معه مسرحيتي "تخاريف، ووجهة نظر" عام 1989، ثم اتجه إلى السينما من خلال فيلم "جواز عرفي" مع نجوى فؤاد وصلاح قابيل عام 1990، ثم انطلق من خلال عدة أعمال سينمائية، أهمها "ناصر 56"، وتليفزيونية، أهمها "بوابة الحلواني، هوانم جاردن سيتي". وكغيره من نجوم الألفية الجديدة، كانت الانطلاقة الحقيقية له من خلال ظهوره في فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، عام 1998، بعد أن أسندت شركة "العدل جروب" بطولته للفنان محمد هنيدي ومجموعة من الشباب الجُدد، وهو منهم، ثم شاركت نفس المجموعة في مسرحية "عفروتو" عام 1999، ثم شارك مع الفنان أحمد آدم في فيلم "ولا في النية أبقى"، ومع مصطفى قمر ومنى زكي في فيلم "الحب الأول" نفس العام، وشهد عام 2000 أولى بطولاته بالاشتراك مع ماجد المصري في فيلم "فرقة بنات وبس"، وبالاشتراك كذلك مع المصري وحنان ترك قدّم في العام التالي فيلم "اتفرج يا سلام". ومنذ عام 2001 بدأ هاني رمزي الحصول على أدوار البطولة المطلقة في السينما، بدايةً من فيلم "جواز بقرار جمهوري"، ثم "صعيدي رايح جاي" في نفس العام"، ثم "محامي خلع" عام 2002، ثم "عايز حقي" عام 2003، ثم "غبي منه فيه" عام 2004، وهو أحد أهم الأعمال الكوميدية منذ مطلع الألفية حتى الآن، ثم أحد أهم أعماله، التي نال من خلاله شهرة واسعة "السيد أبو العربي وصل" عن الأسطورة البوسعيدية عام 2005، وفي نفس العام قدّم مع غادة عادل مسلسل "مبروك جالك قلق". فترة بزوغ نجم رمزي لم تطُل كثيرًا، فبداية من عام 2006 وبدأ مستوى أعماله يأخذ منحنى تنازليا، بدايةً من فيلم "ظاظا"، ثم "أسد وأربع قطط" عام 2007، ثم "نمس بوند" عام 2008، ثم "الرجل الغامض بسلامته" عام 2010، ثم "سامي أوكسيد الكربون" عام 2011، ثم "توم وجيمي" عام 2013، ثم "نوم التلات" عام 2015، وأخيرًا "قسطي بيوجعني" 2017، وهو الفيلم الذي لم تصل إيراداته إلى مليون جنيه، وهي أفلام غالبيتها ذات مستوى محدود، ولم تحقق نجاحًا يُذكر. لا شك أن رمزي هو أحد أهم الأسماء التي ظهرت في جيل الألفية الجديدة، وقدّم عدة أعمال كوميدية لاقت نجاحًا كبيرًا، إلا أنه سريعًا ما فقد بريقه بتقديمه عدة أعمال ليست بالمستوى المطلوب، وللتغلب على ذلك حاول اللجوء إلى الأعمال التليفزيونية مثل "عصابة بابا وماما" عام 2009، و"عريس دليفري" عام 2011، و"ابن النظام" عام 2012، و"جوز ماما" و"نظرية الجوافة" 2013، إلا أن تلك الأعمال لم تؤت ثمارها أيضًا، ولم تحقق النجاح المرجو. ومحاولةً للتشبث بقطار النجاح الذي فاته خلال سنواته الأخيرة، اتخذ رمزي مسارات مختلفة، تجده يُقدّم برنامجا تليفزيونيا لم يحالفه النجاح، وهو "الليلة مع هاني"، عام 2013، عبر قناة "MBC مصر"، ثم لجأ للإعلانات الرمضانية، فقدّم إعلانًا سبّب له الكثير من الانتقادات، الذي صوّره لصالح "قطونيل" في عام 2014، بسبب ظهوره مرتديًا سروالا داخليا، ثم حاول استغلال هوجة برامج المقالب الرمضانية بدايةً من عام 2015، من خلال برامج "هبوط اضطراري، هاني في الأدغال، هاني هز الجبل"، إلا أن أداءه كان محاولةً لجني الأموال تارةً، وأخرى حرصًا على التواجد فقط، وها هو يخرج من سباق التواجد البرامجي لهذا العام. تستطيع أن تستشف ما حدث لهاني رمزي في السنوات الأخيرة، من خلال جملة ساخرة عنه، ذكرها هنيدي في فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، حينما سألته غادة عادل قائلةً: "كسبته إزاي يا خلف؟"، ليرد: "شدوا عضله فخاف لعضلاته تبان قوم أنا كسبت!"، هذا بالفعل ما حدث للكوميديان الكبير، فقد توازنه فقدّم أعمالًا لا تليق بانطلاقته القوية في بداية الألفية فخسر، وزاد من خسارته بلجوئه إلى تقديم برامج مبتذلة في محاولة للتواجد فقط... ليته لم يفعل.