مع اقتراب الموعد المحدد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتحديد ما إذا كانت إيران ملتزمة بالاتفاق النووي، والمقرر له الثاني عشر من مايو، تبذل إسرائيل قصارى جهدها للتأثير على القرار. ولم تكتف تل أبيب، بالعرض الدرامي الذي قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الإثنين الماضي، لعدد من الوثائق التي قال إنها تثبت كذب إيران بخصوص الاتفاق النووي، إذ أصدرت شركة إسرائيلية للتصوير بالأقمار الصناعية، يوم الخميس، صورا تظهر ما وصفته بحركة "غير معتادة" حول منشأة "فوردو" النووية في إيران، وهي محطة لتخصيب اليورانيوم، مدفونة في أعماق الأرض، تم تحويلها إلى مركز أبحاث كجزء من الاتفاق النووي لعام 2015. وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، إن الصور التي تظهر أعدادًا كبيرة من المركبات عند مدخل المنشأة وغيرها من العلامات الدالة على زيادة النشاط هناك، لا تشير بحد ذاتها إلى أي انتهاك للاتفاقية النووية، المعروفة رسميًا باسم خطة العمل المشتركة الشاملة. اقرأ المزيد: واشنطن بوست: خيارات محدودة أمام إيران للثأر من إسرائيل يذكر أنه لم يتم إغلاق المنشأة، والتي تمت حمايتها بواسطة نظام الدفاع الجوي "إس 300" القوي منذ عام 2016، كجزء من الاتفاق، ولكن أنواع الأنشطة المسموح بها تم تقليصها بشدة. وأضافت الصحيفة، أنه باستثناء الجهود الإيرانية الجبارة التي لم تكتشف حتى الآن، لإعادة تشغيل "فوردو" في انتهاك الاتفاقية النووية، يمكن أن يعزى النشاط المتزايد إلى محاولة من قبل الجمهورية الإسلامية، ليوحي بأنها مستعدة لبدء تخصيب اليورانيوم في الموقع، إذا انسحبت الولاياتالمتحدة من الاتفاقية. وكجزء من خطة العمل المشتركة، اضطرت إيران لتقليل أعداد أجهزة الطرد المركزي المسموح بها، داخل منشأة "فوردو" إلى 1044، والتي سيتم الاحتفاظ بها في جناح واحد فقط من المرفق. كما وافقت على ألا "تجري أي تخصيب لليورانيوم مرتبط بعمليات البحث والتطوير، وألا يكون لديها أي مواد نووية في منشأة تخصيب الوقود في فوردو لمدة 15 عامًا". اقرأ المزيد: «طهران تعمل على صنع قنبلة».. ما لم يقله نتنياهو عن برنامج إيران النووي كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المكلفة بمراقبة منشأة "فوردو" وغيرها من المنشآت النووية الإيرانية الأخرى في إطار الاتفاقية النووية، قد أصدرت تقريرًا آخر بخصوص المنشأة في أواخر فبراير الماضي، وبموجب الاتفاق، يحق لمراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفقد المرفق بصورة منتظمة، حتى لو بشكل يومي إذا اختاروا ذلك. وقالت الوكالة في 22 فبراير الماضي، إنه "خلال الفترة المشمولة بالتقرير، لم تقم إيران بأي أنشطة لتخصيب اليورانيوم أو أنشطة بحث وتطوير ذات صلة، ولم تكن هناك أي مواد نووية في المنشأة". وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الصور من منشأة "فوردو"، والتي تم التقاطها في 29 إبريل، تم التقاطها بواسطة شركة "إيمدج سات إنترناشونال"، وهي شركة متخصصة في تحليل صور الأقمار الصناعية، مقرها مدينة "أور يهودا" في وسط إسرائيل، ويعد معظم العاملين في الشركة أعضاء سابقين في سلاح الجو الإسرائيلي. وأظهرت صورة التقطتها الأقمار الصناعية، سيارات وحافلات تملأ موقف السيارات التابع لمركز "فوردو"، وقالت الشركة إنها "لم تلاحظ وجودًا كبيرًا للمركبات الخاصة ولا الحافلات" في الأشهر الأخيرة. وقدمت الشركة صورة ثانية للموقع في ال8 من يوليو 2016، حيث لم تظهر أي مركبات، ومع ذلك، تُظهر صورة جوية من 2 إبريل 2016، 10 سيارات على الأقل وحافلتين في موقف السيارات الخاص بالمرفق. اقرأ المزيد: نتنياهو: إيران تكذب.. وحصلنا على 55 ألف وثيقة سرية عن برنامجها النووى وتظهر صورة أخرى أن البوابة المؤدية إلى ما قالت "إيمدج سات" إنها "أنفاق تخصيب اليورانيوم"، كانت مفتوحة في 29 إبريل، وقبل ذلك، لم تشاهد البوابة مفتوحة بعد 23 نوفمبر 2015. كما لاحظت الشركة بناء مبان جديدة في الموقع، والتي قالت إنها على ما يبدو للبحث والتطوير. وقالت "تايمز أوف إسرائيل"، إنه لم يكن هناك ما يشير إلى أن المباني استخدمت للبحث في تخصيب اليورانيوم، وهو الأمر الممنوع صراحة بموجب الاتفاق، حيث يُسمح بأنواع أخرى من البحث العلمي في منشأة "فوردو" النووية، طالما تم اعتمادها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضافت أنه بدأ تشييد المباني قبل تنفيذ خطة العمل المشتركة في يناير 2016، وتم الانتهاء منها في وقت ما من العام الماضي. يذكر أنه تم بناء المنشأة تحت جبل، لحمايتها من الغارات الجوية الإسرائيلية أو الأمريكية المحتملة، وهي تقع أيضًا خارج مدينة قم، المقدسة للمسلمين الشيعة، مما يجعل أي محاولة لقصف الموقع أكثر تعقيدًا. اقرأ المزيد: أزمة الاتفاق النووي.. إيران تهدد بتخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى كان نتنياهو قد ناقش منشأة "فوردو" هذا الأسبوع، إذ كشف النقاب عن عملية لجهاز الموساد، حيث تم نقل أكثر من 100 ألف وثيقة تتعلق ببرنامج الأسلحة النووية الإيراني من طهران إلى إسرائيل. وصرح نتنياهو: "كلكم تتذكرون منشأة فوردو؟ مرفق تخصيب اليورانيوم، كانت هذه منشأة سرية للتخصيب تحت الأرض، قام الإيرانيون ببنائها تحت جبل، فأنت لا تضع الآلاف من أجهزة الطرد المركزي تحت الجبل لإنتاج النظائر الطبية، لقد وضعتهم هناك لسبب واحد، وهو إنتاج الأسلحة النووية". وأشار رئيس الوزراء إلى أن بناء المنشأة حدث بعد أن كان من المفترض أن تكون إيران قد أنهت برنامجها للأسلحة النووية، المعروف باسم مشروع "أماد" في عام 2003.